الاثنين، 17 يونيو 2013

ناجي محمد الإمام صباح المــــــودَّة: ************ الصاحـــــــــــــــــب


صباح المــــــودَّة:
************
الصاحـــــــــــــــــب


رحم الله شاعر البيضان الأول و ربما الأخير محمد ولد ابنو ولد حميدا، فكم نادى (صاحبه) واستشهده ، وسأله و ساءله ، و باح له و أسَرَّ إليه، و استنجد به ...

قال لي صاحـــبي ليعلم مـا بي ** أَتُحبُّ القـَتول أختَ الرباب ؟
___________________
قال لي صاحبي و عيبة سري ** و من اخترتُ صاحبا ونديما
__________________
فهل وجده ،يوم ،بقيَ وحيداً ، وراء متجر "أهل نوح" في "الدويرة" (بودور) بالسنغال،ليلة وداعه الدنيا وأهلها ،و هو العبقري الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، في الموقف الذي يصفه بشجاعة منقطعة النظير، وبسخرية من المصير ، تذكر بالمعري و المتنبي والحمداني ..
[إن للعظماء عند تصحيح النهايات مواقف لا يفهمها إلا من أوتي ملكوت إيفاء اللحظة الفارقة ، في السياق الفارق، حقها من الزمن المتوقف هُنيهة ، ليُسجل الحداد، على طريقته، ساعة رحيل "العظيم".. لأنَّ الأبدَ، يعلم مكانته ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون....]

____________
(عاقبْ دهر نْروحْ @لَ هْلي طَرْبي تــامْ @ هذانَ مطروحْ@ ف قْفاَ يا القسامْ @ بوتيك
أهلْ نوحْ@ عليه السلامْ@@@)
_______________________

فلماذا هذا الجزء المتخيل منا لا يتحقق أبداً؟؟ لمذا وحدها الغاية منه لا تنقضي و إليه لا تنتهي، ولما ذا يكون باستطاعتك أن توجد كل مُشتهى، وكلَّ ضروري و كمالي، ولا تستطيع أ تجد أو توجد أو يوجد لك (الصديق)؟
لماذا استحال على هذا الكائن شبه الكامل عقلاً أن يوجد من ذاته (إلفاً) أو (مؤالفا)؟ لماذا توصل المرء ، إلى أن ثلاثة: الغول والعنقاء و الخل الوفي هي من الخرافات، لا وُجود لها..
وطالما أنه لا وجود لها ، والحاجة إليها، في بعض المواقف، أهم من(الوجود) ذاته ، والإختراع من ضغط الحاجة....
فلماذا وكيف استخلص (الرجل الغربي) وهو (العقلاني العملي) العبرة وخلُصَ إلى نفس النتيجة التي توصل إليها البدوى الأعرابي وهو(الصعلوك المجرب)قبل البعثة:

إن الكلب أخلصُ من (الصديق ـ الآدمي) .

فلجأ إلي صحبته عالم الذرة المتقاعد ، يتحدثُ إليه عن المعادلات، والمعدَّلات والتناقض الحاصل بين الحلم والواقع...بعد أن استهلكته أنخاب الحفلات الراقصة في كؤوس "باكارا "الشفافة، و ثمالات النبيذ المعتق في خوابي و دنان "الملك الشمس" على معزوفات "شوبان" و " بيتهوفن" تعزفها صبايا "فيينا" وغلمانها في الجوق المتلفع بالسواد وعتمة المسرح الدائري....
و إليه أوكل الأعرابي الصعلوك حراسة شويهات أبقاها له الدهر بعد أن انفض سامر الشحم و اللحم والشعر و الثريد والمعاصم الروية والضفائر الغجرية والِحكَم العربية التي لا تَجِدُ من يستشهد بها إلا المتحسر...

فهل من صديق ،ولو بالدنيا و ما فيها، للحظة واحدة، ثم استعيدوه فإنــــــــــه ثميـــــــــــن!!

ليست هناك تعليقات :