الثلاثاء، 30 أبريل 2013

محمد المختار ولد لبات


صورة: ‏محمد المختار ولد لبات


حين  وضعت حرب المرابطين أوزارها أسس تجكانت قريتهم تينيگي في القرن السادس الهجري وأقاموا بها قريبا من أربعة قرون في غاية ما يكون من العمارة والدين والعلم والمال والعدد ويروي المختار بن حامد عن العلامة اباه بن محمد الامين اللمتوني أن أكثر بقاع الدنيا علما إذ ذاك : مصر وتينيگي. ومن الحكايات السائدة أنها كانت فيها ثلاثمائة جارية تحفظ الموطأ وفي بعض الحكايات تحفظ المدونة، ويحكي أن غناء العبيد فيها علي الدفوف كان بمقامات الحريري.
ثم وقعت بينهم الحرب العظيمة التي أسفرت عن خرابها وتفرق سكانها أيدي سبأ حول آخر القرن الهجري العاشر وسبب هذه الحرب أن فتي سفيها  من أعزاء القبيلة اعترض الطريق ذات يوم ومد رجليه في باب السوق وقال لا يمر أحد إلا من تحتها فأرادت الفتاة لالة بنت سيد امحمد الثاني بن سيد احمد البكاي بن سيد امحمد الكبير جد عامة كنته وأمها من الكواليل المرور  فلما طأطأت رأسها لتمر من تحت ساقيه ضغط بهما علي عنقها فوقع فمها علي الأرض فوقعت ثناياها، فحملت الي خالها أعمر أكوك رئيس العثامنه من الگواليل يومئذن فجاء مشتملا علي سيفه فقطع ساقي الفتي. فاشتعلت الحرب بين الفريقين: الگواليل من جهة وسائر القبيلة من جهة أخري. فأسفرت هذه الحرب عن هزيمة الگواليل ومقتل أكثرهم. قيل إن أعمر أكوك خرج من تينيگي بخمسة وستين طفلا يتيما كلهم يكنيه کييه. ومكث بهم يربيهم ويدربهم علي الحرب 15 سنة وقيل 30 سنة  فلما رآي فيهم كفاية لقيادة الجيش استنجد أحد الملوك فأمده بجيش جرار وجعل قواده يتامي الگواليل  فلما قرب من قرية تينيگي تنكر ليلا وجاء الي أمة له وأمرها أن تعمل له طبلا فامتثلت في أسرع وقت وأقامت طربا عظيما اجتمع عليه الأحداث من كافة أنحاء القرية ودام الطرب حتي كان آخر الليل فتساقط الأحداث نوما فقتل الجيش منهم عددا كبيرا ثم عمد أعمر أكوك وبعض الجيش الي المسجد ووقف علي أبوابه يقتل من جاء لأذان السدس فقتل منهم في تلك الساعة عددا كثيرا ولما اتضح الصبح أذن وكان جهوري الصوت وفي آخر الأذان قال صبحكم الويل. 
قيل إن أربعين حاملا اسقطت عندما سمعت صوته. واشتعلت الحرب بين الجيش والقرية وكانت الغلبة لجيش لكواليل وتفرق أهل القرية  
ونقل الشيخ سيديا بابا عن القاسم بن المختار بن ميلود الجكني أنه ما في الدنيا جكني إلا وهو خارج من تينيگي
ونزل تجكانت عند "تڭـبه " وأرادوا بناء قرية فيها فمنعهم العروسيون وهم يومئذ سادة الأرض فالتزموا لهم إتاوة قيل هي أمة تحمل طبقا من الذهب علي رأسها في كل عام وأشياء أخري فرضوا لهم بذلك ظاهرا. وأخذوا في البناء فلما قامت لهم مائة دار حال الحول وجاءهم أصحاب الإتاوة يتقاضونها  فقال لهم رئيسهم سيدي المحجوب: أري أن نعتذر للقوم بالعجز والتعب في البناء ونطلب منهم المهلة اليسيرة ثم نرسل الي إخواننا الگواليل فإن جاؤونا منعنا الإتاوة وحاربنا القوم وإلا أديناها اليهم. 
فنزلوا علي رأيه وبعثوا أونان الحداد إلي الگواليل  بگاف من امريميده شاهد على قدم هذا البت من لغن  :
يلِّي  اعلَ الهمْ ادَّبـــرْ= ازمانْ لحَـڭـ أعلَ طـبُّ
و لْ ماتْ خوهْ ؤ لا كشَّرْ =مايَعْڭـبُ كونْ الْ عُـطبُ 
وقالوا دعهم حتي يكونوا في الصلاة فأنشدهم فإن قطعوا صلاتهم وإلا فانج بنفسك  فلما أنشد الگواليل الگاف  قطعوا صلاتهم - كما قيل - وارتحلوا من حينهم حتي نزلوا علي قومهم بتگبه. فلما تلاحقوا جاءهم العروسيون في خيل تريد الإتاوة وتفرقوا في القرية ونزلوا في شتي دورها فلم يجد تجكانت سبيلا للمشاورة في شأنهم فارتجل بعض حكمائهم أن نادي بأعلي صوته قائلا إن الضيوف كثروا فلتقم كل دار بضيفها يريد لتقتله إذا نام  فامتثلوا أمره فاشتعلت الحرب بين تجكانت والعروسيين ثلاثة أعوام - كما قيل - وكان النصر فيها لتجكانت .
ولگواليل هم بنو أعمر آڭـلال بن اعلي بن اكرير بن اعلي بن جاكر. وقد عرف هذا البطن قديما وحديثا بالشجاعة والشوكة. ولا أدل على ذلك من كونهم حاربوا سائر القبيلة وهي يومئذ اثنا عشر بطنا إلى أن غلبوها ونفوها من القرية.
و افخاذ  لگواليل هي : أولاد أحمد واديلب و اشواف و اولاد الحاج و منهم لعثامنه لكن لم تبق منهم إلا اسر معدودة ورئاسة لكواليل في أولا أحمد في أهل محم جول ثم أهل المختار ولد احمد حيبلل ومن أشهر زعمائهم خطره بن سيدي بن أعمر كان سيدا مطاعا وبطلا شجاعا انتهت إليه القيادة والسيادة لافي أولاد أحمد فحسب وإنما في عامة الكواليل دارت عليه رحي الحرب الأهلية بين لكواليل واديشف فقادها قيادة الحازم البصير ووضع أوزارها فعل السيد الكبير وذلك: انه لما اشتدت العداوة بين الجانبين وانضم الي كليهما انصاره من تجكانت وكادت نار الحرب ان تشتعل بينهما في -كيفه- جاء الله بجيش من ارڭـيبات يحمل المدافع -الاوتوماتيكية- ولم تكن في الأيدي آن ذاك فاستاق ابل اديشف عنوة، فبينما خيل لگواليل تحاول الهجوم علي اديشف سمعت بما كان من ارڭـيبات معهم فقال خطره بناعمر لقومه: الخلطة سَبڭـونَ البرانيين . فثنوا أعنة الخيل إثر الابل وانقسموا الي طائفتين احداهما وفيها خطره بن اعمر وحسني بن عمار حثت السير محاشية الابل الي ان جاءتها من وجوهها والاخري ركبت اكتاف الغزي فما هي الا لحظات معدودة حتى انهزم المحاربون مخلفين وراءهم الابل والقتلي والجرحي.
وكانت الحادثة سببا في الصلح بين تجكانت .
وقد آلت الرئاسة بعد خطره إلي ابنه اللوت ومن اللوت الي  أخيه أعمر ومن اعمر الي ابن بضعة خطره محمد المختار ولد لبات " تاري "
وهو محمد المختار ولد لبات ولد الشيخ ولد لبات ولد المختار ولد أحمد ولد حيب الله ولد الشيخ ولد أحمد ولد عمر أكلال ولد جاكن الأبر
والدته هي أخناثه بنت خطره ولد أعمر المذكور وخالاه اللوت وأعمر الزعيمين بينه وبين جده خطره  
محمد المختار الملقب (تاري) اللقب الذي كانت تطلقه عليه والدته و اشتهر به ولد سنة  ولد سنة 1905 في منطقة افطوط لأبيه لبات ولد الشيخ وأمه أخناثه بنت خطره تربى في بيت عز وشرف ورباه والده على ما ينشأ عليه ناشئ الفتيان من قومه و تنقل بين نجوع  آفطوط و اركيبه بين كرو و باركيول وكلير ولعويسي يقول عنه المختار ولد حامد في موسوعته : 
" .. ومحمد المختار الملقب بتاري أحد سيسان القبيلة ورؤسائها لاحت عليه سيماء الرئاسة في صغره وتولي أولا نيابة اهله أهل لبات ومواليهم ثم استتمت له رئاسة اولاد احمد ونفذت ارادته في قويهم وضعيفهم نحوا من عشرين سنة .."
تزوج "تاري" من عائشة بنت اللوت ولد خطره ولد أعمر الملقبة (طيصه) ابنة خاله و ابنة عمه في نفس الوقت يجمعهما والدهما خطره ولد أعمر وكانا مضرب المثل في الكرم وحسن الضيافة ومن طريف ما يحكى أن أسرة من أولاد أحمد من أهل البادية ذهبو الي انواكشوط علي طريق كيهيدي فلما وصلوا كيهيدي حطوا عند أهل مطعم قدموا لهم الشراب والشاي واللحم المشوي واكرموهم فهمست الزوجة  لزوجها  : هاذو الخلطة بيهم الكرم ألا كيف  محمد المختار ولد لبات هو او طيص بنت أعمر .."
لكن صاحب المطعم خيب ظنهم  حين مد يده للحساب ..
تولي محمد المختار شياخت عامة "لكواليل" عرف بالحزم  وحسن التدبير وبالسخاء وكرم الضيافة  والنخوة والإباء ونجدة الملهوف وحمل الكل ويحكى أن فخذا من  اولاد موساني كانت عندهم دية وقرروا الذهاب الي تجكانت في منطقة اركيبة وآفطوط  فلما وصلوأ أشار عليهم حكيم أن يذهبوا إلي محمد المختار ولد لبات فهو الذي سيبدا لهم بالتحرك في قضيتهم واذا فعل شيئا فان تجكانت ستفعله جميعا
فذهبو الي حي أهل لبات ولما وصلو الي محمد المختار أمر ببناء خيمة كبيرة للوفد وظل يكرمهم فيها يوما كاملا وعند المساء أمر بإحضار جمال وتجهيزها  بكل ما يلزمهم من العدة  
وذهبو الي بقية شيوخ تجكانت وكلهم صنع بهم صنيع  محمد المختارورجع الموكب الي ارض الكبلة في قافلة ،ويقول شاعرهم في مدح محمد المختار :
واسي الخليل علي العلات مكتفيا =بشاهد الحال عن سؤل المواساة
عين المروءة في إنسانها حور= نور يري سر أرباب الضرورات
يقول فيه الشاعر محمد ولد لمام رحمه الله
محمدا المختار أفعاله تربوا =بها حمدته الناس و الأهل و الشعب
فلما أراد الله بالخير أرضه= ترأس فانهلت بميمونه السحب
له في ملمات الحوادث منزع =علي غيره من أهل أزمانه صعب
مذاقته يوم الحماوات علقم =وفي غيرها ان ذقته بارد عذب
بشرق وغرب واختبر عنه غيره =يخبرك عنه الشرق بالفضل والغرب
لئن كان حزب لا يري قدر فضله= فان له ممن يري فضله حزب
ولا عار لا يلقي مدي الدهر فاضل =عليه جميع الناس متفق اللب
فلم يكن سيف الجود ينبوا بكفه = وان كان سيف الجود من غيره ينبوا
له المال في حصن منيع من العدا =ويوم حقوق المال أمواله نهب

ويقول فيه الشاعر المعروف محمد الأمين ولد ختار الجكني
اليك فتي فتيان أبناء أحمد =رئيسهم المحمود في كل مشهد
محمد المختار من حاز باسمه =من الوسم ما حازت حروف محمد
فلا غرو ان حزت المكارم كلها =فأنت كريم سيد وابن سيدي
تمد لكم جاكان راية حربها =بأيمانها يوم الحسام المجرد
ومن رامها من بعدك لعنادكم= رمته يد الأيام في قعر مزبد
أري فيك جمع الجمع من كل خصلة= فيا عجبا من جمع جمع بمفرد
وأنت الذي تحمي حماهم وعنهم =ترد بأشتات الندي كل موعد
وألقت عصا التسيارعندك وانحنت =علي ثقة من نيلها كل مقصدي
الي ان أنخناها لديك وحسبها= اذا قرعت باب الكريم المسود

ويقول فيه العلامة محمد ولد سيد محمد بمناسبة قدومه من الحج
وافي محمدنا المختار فالراح =مبسوطة وفؤاد الجار فراح
ان كان في سعيكم للحج مصلحة =ففي مجيئكم املين اصلاح

توفي محمد المختار سنة 1998 م وخلف أربعة أولاد وبنتين ومنهم ابنه الذي تولي أمور القبيلة بعده وهو يحي ولد لبات وهو أول عمد لمقاطعة بار كيول
ويقول الشاعر مولاي أحمد ولد مولاي في رثائه "
 الموت يخترم الخيار فسلم = وكما الحياة فهي سجن المسلم
ما كل من طلب الخلود يناله = ولو ارتقي فوق السماء بسلم
لما اختفي بدر البلاد وشمسها = وسراجها في كل خطب مظلم
وسديدها وعزيزها وعظيمها = وزعيمها في كل داه مؤلم
حيث المحامد بل وكل فضيلة = بين المحافل للمفاخر تنتمي
رضع الزعامة من ثـُدي أصالة = أبناء أحمد في الطراز الأقدم
يوم النوائب للعشيرة عدة =يوم اللقاء حماية للمحتمي
لما اختفي تحت الصفائح جاكن = لبسوا الحداد لما لهم من مأتم
فلتبكه عوض الدموع وسكبها = بدم الجفون بكل فان عن دم
يارب ضيفكم النزيل ببابكم = أنت الكريم وذو العطي والأنعم
فلتسقه بالسلسبيل ألذه = والزنجبيل ومن شهي المطعم
واصلح أمور عشيرة من بعده = في الختم صل علي النبي وسلم

ويقول الشاعر الشاعر  محمد محمود بن سيد الامين في رثائه :
هبوا لخطب جليل أذهل العقلا = بدر الدياجي بدار الخلد قد نزلا
يا عظم يوم به قمنا نودعه=فما دري احد منا لما فعلا
يوم به ظل جفن العين منهملا =بمدمع كلما كفكفته انهملا
رزء به رزئت جاكان أجمعها = والرزء أعظمه رزء بها نزلا

كامل الود‏
محمد المختار ولد لبات


حين وضعت حرب المرابطين أوزارها أسس تجكانت قريتهم تينيگي في القرن السادس الهجري وأقاموا بها قريبا من أربعة قرون في غاية ما يكون من العمارة والدين والعلم والمال والعدد ويروي المختار بن حامد عن العلامة اباه بن محمد الامين اللمتوني أن أكثر بقاع الدنيا علما إذ ذاك: مصر وتينيگي. ومن الحكايات السائدة أنها كانت فيها ثلاثمائة جارية تحفظ الموطأ وفي بعض الحكايات تحفظ المدونة، ويحكي أن غناء العبيد فيها علي الدفوف كان بمقامات الحريري.
ثم وقعت بينهم الحرب العظيمة التي أسفرت عن خرابها وتفرق سكانها أيدي سبأ حول آخر القرن الهجري العاشر وسبب هذه الحرب أن فتي سفيها من أعزاء القبيلة اعترض الطريق ذات يوم ومد رجليه في باب السوق وقال لا يمر أحد إلا من تحتها فأرادت الفتاة لالة بنت سيد امحمد الثاني بن سيد احمد البكاي بن سيد امحمد الكبير جد عامة كنته وأمها من الكواليل المرور فلما طأطأت رأسها لتمر من تحت ساقيه ضغط بهما علي عنقها فوقع فمها علي الأرض فوقعت ثناياها، فحملت الي خالها أعمر أكوك رئيس العثامنه من الگواليل يومئذن فجاء مشتملا علي سيفه فقطع ساقي الفتي. فاشتعلت الحرب بين الفريقين: الگواليل من جهة وسائر القبيلة من جهة أخري. فأسفرت هذه الحرب عن هزيمة الگواليل ومقتل أكثرهم. قيل إن أعمر أكوك خرج من تينيگي بخمسة وستين طفلا يتيما كلهم يكنيه کييه. ومكث بهم يربيهم ويدربهم علي الحرب 15 سنة وقيل 30 سنة فلما رآي فيهم كفاية لقيادة الجيش استنجد أحد الملوك فأمده بجيش جرار وجعل قواده يتامي الگواليل فلما قرب من قرية تينيگي تنكر ليلا وجاء الي أمة له وأمرها أن تعمل له طبلا فامتثلت في أسرع وقت وأقامت طربا عظيما اجتمع عليه الأحداث من كافة أنحاء القرية ودام الطرب حتي كان آخر الليل فتساقط الأحداث نوما فقتل الجيش منهم عددا كبيرا ثم عمد أعمر أكوك وبعض الجيش الي المسجد ووقف علي أبوابه يقتل من جاء لأذان السدس فقتل منهم في تلك الساعة عددا كثيرا ولما اتضح الصبح أذن وكان جهوري الصوت وفي آخر الأذان قال صبحكم الويل.
قيل إن أربعين حاملا اسقطت عندما سمعت صوته. واشتعلت الحرب بين الجيش والقرية وكانت الغلبة لجيش لكواليل وتفرق أهل القرية
ونقل الشيخ سيديا بابا عن القاسم بن المختار بن ميلود الجكني أنه ما في الدنيا جكني إلا وهو خارج من تينيگي
ونزل تجكانت عند "تڭـبه " وأرادوا بناء قرية فيها فمنعهم العروسيون وهم يومئذ سادة الأرض فالتزموا لهم إتاوة قيل هي أمة تحمل طبقا من الذهب علي رأسها في كل عام وأشياء أخري فرضوا لهم بذلك ظاهرا. وأخذوا في البناء فلما قامت لهم مائة دار حال الحول وجاءهم أصحاب الإتاوة يتقاضونها فقال لهم رئيسهم سيدي المحجوب: أري أن نعتذر للقوم بالعجز والتعب في البناء ونطلب منهم المهلة اليسيرة ثم نرسل الي إخواننا الگواليل فإن جاؤونا منعنا الإتاوة وحاربنا القوم وإلا أديناها اليهم.
فنزلوا علي رأيه وبعثوا أونان الحداد إلي الگواليل بگاف من امريميده شاهد على قدم هذا البت من لغن :
يلِّي اعلَ الهمْ ادَّبـــرْ= ازمانْ لحَـڭـ أعلَ طـبُّ
و لْ ماتْ خوهْ ؤ لا كشَّرْ =مايَعْڭـبُ كونْ الْ عُـطبُ
وقالوا دعهم حتي يكونوا في الصلاة فأنشدهم فإن قطعوا صلاتهم وإلا فانج بنفسك فلما أنشد الگواليل الگاف قطعوا صلاتهم - كما قيل - وارتحلوا من حينهم حتي نزلوا علي قومهم بتگبه. فلما تلاحقوا جاءهم العروسيون في خيل تريد الإتاوة وتفرقوا في القرية ونزلوا في شتي دورها فلم يجد تجكانت سبيلا للمشاورة في شأنهم فارتجل بعض حكمائهم أن نادي بأعلي صوته قائلا إن الضيوف كثروا فلتقم كل دار بضيفها يريد لتقتله إذا نام فامتثلوا أمره فاشتعلت الحرب بين تجكانت والعروسيين ثلاثة أعوام - كما قيل - وكان النصر فيها لتجكانت .
ولگواليل هم بنو أعمر آڭـلال بن اعلي بن اكرير بن اعلي بن جاكر. وقد عرف هذا البطن قديما وحديثا بالشجاعة والشوكة. ولا أدل على ذلك من كونهم حاربوا سائر القبيلة وهي يومئذ اثنا عشر بطنا إلى أن غلبوها ونفوها من القرية.
و افخاذ لگواليل هي : أولاد أحمد واديلب و اشواف و اولاد الحاج و منهم لعثامنه لكن لم تبق منهم إلا اسر معدودة ورئاسة لكواليل في أولا أحمد في أهل محم جول ثم أهل المختار ولد احمد حيبلل ومن أشهر زعمائهم خطره بن سيدي بن أعمر كان سيدا مطاعا وبطلا شجاعا انتهت إليه القيادة والسيادة لافي أولاد أحمد فحسب وإنما في عامة الكواليل دارت عليه رحي الحرب الأهلية بين لكواليل واديشف فقادها قيادة الحازم البصير ووضع أوزارها فعل السيد الكبير وذلك: انه لما اشتدت العداوة بين الجانبين وانضم الي كليهما انصاره من تجكانت وكادت نار الحرب ان تشتعل بينهما في -كيفه- جاء الله بجيش من ارڭـيبات يحمل المدافع -الاوتوماتيكية- ولم تكن في الأيدي آن ذاك فاستاق ابل اديشف عنوة، فبينما خيل لگواليل تحاول الهجوم علي اديشف سمعت بما كان من ارڭـيبات معهم فقال خطره بناعمر لقومه: الخلطة سَبڭـونَ البرانيين . فثنوا أعنة الخيل إثر الابل وانقسموا الي طائفتين احداهما وفيها خطره بن اعمر وحسني بن عمار حثت السير محاشية الابل الي ان جاءتها من وجوهها والاخري ركبت اكتاف الغزي فما هي الا لحظات معدودة حتى انهزم المحاربون مخلفين وراءهم الابل والقتلي والجرحي.
وكانت الحادثة سببا في الصلح بين تجكانت .
وقد آلت الرئاسة بعد خطره إلي ابنه اللوت ومن اللوت الي أخيه أعمر ومن اعمر الي ابن بضعة خطره محمد المختار ولد لبات " تاري "
وهو محمد المختار ولد لبات ولد الشيخ ولد لبات ولد المختار ولد أحمد ولد حيب الله ولد الشيخ ولد أحمد ولد عمر أكلال ولد جاكن الأبر
والدته هي أخناثه بنت خطره ولد أعمر المذكور وخالاه اللوت وأعمر الزعيمين بينه وبين جده خطره
محمد المختار الملقب (تاري) اللقب الذي كانت تطلقه عليه والدته و اشتهر به ولد سنة ولد سنة 1905 في منطقة افطوط لأبيه لبات ولد الشيخ وأمه أخناثه بنت خطره تربى في بيت عز وشرف ورباه والده على ما ينشأ عليه ناشئ الفتيان من قومه و تنقل بين نجوع آفطوط و اركيبه بين كرو و باركيول وكلير ولعويسي يقول عنه المختار ولد حامد في موسوعته :
" .. ومحمد المختار الملقب بتاري أحد سيسان القبيلة ورؤسائها لاحت عليه سيماء الرئاسة في صغره وتولي أولا نيابة اهله أهل لبات ومواليهم ثم استتمت له رئاسة اولاد احمد ونفذت ارادته في قويهم وضعيفهم نحوا من عشرين سنة .."
تزوج "تاري" من عائشة بنت اللوت ولد خطره ولد أعمر الملقبة (طيصه) ابنة خاله و ابنة عمه في نفس الوقت يجمعهما والدهما خطره ولد أعمر وكانا مضرب المثل في الكرم وحسن الضيافة ومن طريف ما يحكى أن أسرة من أولاد أحمد من أهل البادية ذهبو الي انواكشوط علي طريق كيهيدي فلما وصلوا كيهيدي حطوا عند أهل مطعم قدموا لهم الشراب والشاي واللحم المشوي واكرموهم فهمست الزوجة لزوجها : هاذو الخلطة بيهم الكرم ألا كيف محمد المختار ولد لبات هو او طيص بنت أعمر .."
لكن صاحب المطعم خيب ظنهم حين مد يده للحساب ..
تولي محمد المختار شياخت عامة "لكواليل" عرف بالحزم وحسن التدبير وبالسخاء وكرم الضيافة والنخوة والإباء ونجدة الملهوف وحمل الكل ويحكى أن فخذا من اولاد موساني كانت عندهم دية وقرروا الذهاب الي تجكانت في منطقة اركيبة وآفطوط فلما وصلوأ أشار عليهم حكيم أن يذهبوا إلي محمد المختار ولد لبات فهو الذي سيبدا لهم بالتحرك في قضيتهم واذا فعل شيئا فان تجكانت ستفعله جميعا
فذهبو الي حي أهل لبات ولما وصلو الي محمد المختار أمر ببناء خيمة كبيرة للوفد وظل يكرمهم فيها يوما كاملا وعند المساء أمر بإحضار جمال وتجهيزها بكل ما يلزمهم من العدة
وذهبو الي بقية شيوخ تجكانت وكلهم صنع بهم صنيع محمد المختارورجع الموكب الي ارض الكبلة في قافلة ،ويقول شاعرهم في مدح محمد المختار :
واسي الخليل علي العلات مكتفيا =بشاهد الحال عن سؤل المواساة
عين المروءة في إنسانها حور= نور يري سر أرباب الضرورات
يقول فيه الشاعر محمد ولد لمام رحمه الله
محمدا المختار أفعاله تربوا =بها حمدته الناس و الأهل و الشعب
فلما أراد الله بالخير أرضه= ترأس فانهلت بميمونه السحب
له في ملمات الحوادث منزع =علي غيره من أهل أزمانه صعب
مذاقته يوم الحماوات علقم =وفي غيرها ان ذقته بارد عذب
بشرق وغرب واختبر عنه غيره =يخبرك عنه الشرق بالفضل والغرب
لئن كان حزب لا يري قدر فضله= فان له ممن يري فضله حزب
ولا عار لا يلقي مدي الدهر فاضل =عليه جميع الناس متفق اللب
فلم يكن سيف الجود ينبوا بكفه = وان كان سيف الجود من غيره ينبوا
له المال في حصن منيع من العدا =ويوم حقوق المال أمواله نهب

ويقول فيه الشاعر المعروف محمد الأمين ولد ختار الجكني
اليك فتي فتيان أبناء أحمد =رئيسهم المحمود في كل مشهد
محمد المختار من حاز باسمه =من الوسم ما حازت حروف محمد
فلا غرو ان حزت المكارم كلها =فأنت كريم سيد وابن سيدي
تمد لكم جاكان راية حربها =بأيمانها يوم الحسام المجرد
ومن رامها من بعدك لعنادكم= رمته يد الأيام في قعر مزبد
أري فيك جمع الجمع من كل خصلة= فيا عجبا من جمع جمع بمفرد
وأنت الذي تحمي حماهم وعنهم =ترد بأشتات الندي كل موعد
وألقت عصا التسيارعندك وانحنت =علي ثقة من نيلها كل مقصدي
الي ان أنخناها لديك وحسبها= اذا قرعت باب الكريم المسود

ويقول فيه العلامة محمد ولد سيد محمد بمناسبة قدومه من الحج
وافي محمدنا المختار فالراح =مبسوطة وفؤاد الجار فراح
ان كان في سعيكم للحج مصلحة =ففي مجيئكم املين اصلاح

توفي محمد المختار سنة 1998 م وخلف أربعة أولاد وبنتين ومنهم ابنه الذي تولي أمور القبيلة بعده وهو يحي ولد لبات وهو أول عمد لمقاطعة بار كيول
ويقول الشاعر مولاي أحمد ولد مولاي في رثائه "
الموت يخترم الخيار فسلم = وكما الحياة فهي سجن المسلم
ما كل من طلب الخلود يناله = ولو ارتقي فوق السماء بسلم
لما اختفي بدر البلاد وشمسها = وسراجها في كل خطب مظلم
وسديدها وعزيزها وعظيمها = وزعيمها في كل داه مؤلم
حيث المحامد بل وكل فضيلة = بين المحافل للمفاخر تنتمي
رضع الزعامة من ثـُدي أصالة = أبناء أحمد في الطراز الأقدم
يوم النوائب للعشيرة عدة =يوم اللقاء حماية للمحتمي
لما اختفي تحت الصفائح جاكن = لبسوا الحداد لما لهم من مأتم
فلتبكه عوض الدموع وسكبها = بدم الجفون بكل فان عن دم
يارب ضيفكم النزيل ببابكم = أنت الكريم وذو العطي والأنعم
فلتسقه بالسلسبيل ألذه = والزنجبيل ومن شهي المطعم
واصلح أمور عشيرة من بعده = في الختم صل علي النبي وسلم

ويقول الشاعر الشاعر محمد محمود بن سيد الامين في رثائه :
هبوا لخطب جليل أذهل العقلا = بدر الدياجي بدار الخلد قد نزلا
يا عظم يوم به قمنا نودعه=فما دري احد منا لما فعلا
يوم به ظل جفن العين منهملا =بمدمع كلما كفكفته انهملا
رزء به رزئت جاكان أجمعها = والرزء أعظمه رزء بها نزلا

كامل الود

ليست هناك تعليقات :