السبت، 4 يونيو 2016

Cheikh Nouh Abou Nidhal "السحوة".. القاتلة!


.
.
.
يحدث هذا في انواكشوط.. أن يتخلف رجل عن الصلاة في المسجد لأن أب زوجته يصلي في نفس المسجد؛ وهما يجب أن لا يلتقيا بمنطق الأعراف والتقاليد البالية؛ يجب أن لا يرى وجهه في النهار إلا مطأطئا رأسه كمن ارتكب جرما كبيرا ولديه بقية حياء؛ يجب أن لا يدخل المنزل إلا متسللا وملثما كاللص؛ فهذا هو "الاحترام" بمنطق أهل
الخيام والذين دخلوا المنازل والفيلات ولكنهم لم يخرجوا ذهنيا ولا شعوريا من الخيام، فما زال مفهوم "الخيمة الكبيرة" مرجعا وثيمة ثقافية لدى هؤلاء.. إن أحد أرقى الفنادق لدينا هنا في موريتانيا يحمل اسم "الخيمة".. لا بأس سيقول رهبان التراث والتقاليد وسدنة الطقوسية الماضوية إن هذا جزء من "الهوية".. آه الهوية؟ تاني يا زنكلوني؟.
في الريف قص علي أحدهم قصة أو غصة لا أدري؛ وهو رجل رغم بساطته نحتته التجارب وكونته الأسفار ؛وكان أهل البلدة يتخذون من علاقته بزوجته طبقا لولائم النميمة، كانوا يقولون إنها "مسلوبة" وهي عبارة قدحية يطلقها الناطقون بالحسانية على المرأة التي تحب زوجها وتظهر ذلك، وكانوا يقولون إنه مسحور، فلا بد أن زوجته سحرته وإلا لما أحبها هكذا، ومرة اقترحت عليه أن يذهب إلى المسجد يوم الجمعة ويتحدث في مكبر الصوت بأنه: نعم "مسحور" بزوجته، لكنه لم يفعل.
نعم.. أعود إلى القصة التي حكى لي الرجل وهي من النوع القصير جدا؛ قال لي بحضور زوجته إنها لا تحفظ نهاية سورة "الأعلى" وتحفظ ما قبلها وما بعدها، والسبب أن الزوج اسمه "موسى" وكان حينها مجرد خطيب لها؛ ولكن هذا كان كافيا في العرف لكي لا تذكر اسمه؛ وهكذا كانت كلما وصلت إلى "إن هذا لفي الصحف الأولى؛ صحف إبراهيم.." الآية؛ تتوقف لأن صحف موسى منطقة محرمة عليها.. أنا أيضا عشت شيئا من هذا.. كيف؟ كانت جارتنا شابة عشرينية جميلة ومطلقة، وكان زوجها السابق اسمه "الشيخ" وهكذا أصبح اسمي محظورا لديها وتناديني عند الضرورة القصوى فقط وباسمي الذي اخترعته "حد أمين".
أحدهم حكى لي انه حتى وقت قريب لم يكن يمكن للشاب أن يدخل في غرفته ويغير سرواله في حضور أبيه لأن ذلك عدم احترام له..
كم طفل تراه أمه الشابة يزحف نحو فرن ملتهب ولا تستطيع أن تنقذه منها لأن هناك من هن أكبر منها وسيعتبرنها تحب طفلها كثيرا وهو ما يرونه حب النفافي لأبيه وتلك هي "السلبة"..؟
يجب أن لا تقبل ابنك أو بنتك أمام المسننين فهذا في عرف البدو جريمة لا تغتفر، وإذا استقبلك أحدهما فرحا بك فغير مسارك أو ارجع من حيث جئت أو اضربه وانهره إن كنت فظا غليظ القلب.

كل هذه الأشياء الغرائبية تسمى "سحوة" وحين يترجمها بعضهم إلى العربية يقول "حياء".. لا هذا ليس حياء إنها السحوة القاتلة.
مثل هذه العادات السخيفة يجب أن توضع في المتحف الوطني كرمز لبدائيتنا حتى نتأكد أننا نتحرك نحو الأمام.
لا أدري لماذا السرد الموريتاني يهتم بالفنادق والقهوة وأشياء قد لا تميزنا بينما لدينا منابع الإبداع الكثيرة؟؟، لو كان لدينا ماركيزنا لوصلنا للعالمية بسهولة.

ليست هناك تعليقات :