المقامة (الفــيسبــوكية)
المقامة (الفــيسبــوكية)
حــدثني الفيــسي بن الــعنكبــوت, قال لي بينما أنا
في ليلة بأحد الـــبيوت ,في حي من أحياء أكلة
الحوت , وكنت ضيفا عند صدقي إذ ســمــعته كأنه في ورطة ,
فاقتربتُ منه وكنتُ أخا شرطة ,فوجدته والــحمد لله
بسلام , معهُ زوجُهُ
تــقول له وهي تُـمازِحُـهُ وَتُـداعِـبُـهْ .
وكـانت امرأة من أهــل الباديةْ , من تلك المناطق
الشرقيةْ , خبرتها مَـحدودةْ,
في برامج التّـواصـل والاتصالات الــموجودةْ ,
: لماذا هذا الفيــسُ لا أراك تخرجُهُ ,كأنه دخان
سيجارة أنت تُــدمِـنُهُ ,
وَهْي في الحـقـيـقـة تلــومه وتُـعاتِـبُهُ ,
لكنها تحاول أن تكون لطيــفةً ظريفـةْ , حـاذقــةً لبيبةْ ,
كما أوصتها أمها الــمسكينــةْ , حين ودعتها وهي تبكي حزينــةْ ,,
تَــنهّـدَ وسكت طويلاَ , كأنّــه كان يَـسْـتَـحـضرُ حُجَّـــة ودليـــلاَ ,
ثم قال " لا
ثم سكـت ومَـحْـمَـحْ , ثم تكلّــم وقال :صدقت ما قلتــه صحْ
إنه باختصارْ, موقــعٌ لكل جديد من الأخبارْ ,
بما ينشره فيه الأصدقاءْ , من طريف الأنباءْ,
!!.
وهل تحسبـيــن شيخا بعمري , وشَـخــصيةً مرموقة بقدري , يظــل يضحك
في الفيسبوكْ , مع هذا وذاك ,ومع هــؤلاء وذوكْ ,
ثُــمّ تَــنَـهّــدَ وَقَـالْ:
ما ذا يأمّــلُ هَــذاَ "الــفَـــيْــسُ" وَالـكَـفَــسُ
مـن قلبِ شَـيخٍ بَـراهُ الضـــــعفُ وَاليَــبَــسُ
تَـــصْـحُـو مع الديك عِــنْـدَ الــفَجْــر مُــقْــلَــتُـه
والـــظّهْـرُ مُــحْـدَوْدِبٌ فِــي مَــتْـــنِهِ قَــــــوَسُ
كـــــــأنّــهُ ورْدَةُ الــــــوادِي إذا ذَبـُــــــلَـتْ
لَـيْلاً لِـــتَرْتَاحَ "أصْحَى" جَـفْــنَهَا الــــــغَـــــلَسُ
يَـقُـومُ يَــلْـــــتَــمِسُ الأشْـــــياءَ مُــــــرْتَـعِـــشاً
يُــــريدُ "مَغْـــــــــرَجَـهُ" وَاللّــــيْــلُ مُـلْـــتَـبِــسُ
فقاطعـــته هي قائــلــةً :
فَـــيْــفتحُ "الـــــــلّابَ" لا يكادُ يُـبْـــــــصِـــــرُهُ
بِـــــــكَــــفّــه لَـــوْحَــةَ لــلأزرارِ يَلـــتَـمِــسُ
ويَــــدْخُــلُ الــفَــيْــس بَـــعْــدَ الـــجَــهْـدِ في عجــلٍ
يخافُ من زوجـــــهِ أنْ تــوْعَ "مُـــــــــحْـتِــــــرِسُ"
ويَــضْــغَــط الفأرَ والأزرَار فِــــــــي وَجـــــلٍ
"مَا تـشْـكَ" محْـــــبوسَـةٌ في جَـوْفْــــهِ الــــنّــفَــس
يُـــحَــوّلُ الـــطّرف فِـي لُــــطْــفٍ لِـيَـــنْـظُـــرَهَا
كَـطَالِـبٍ مَاهِــــــرٍ بِالـــــــــــطّــرْفِ يـَــخْتَـلِـــسُ ..
........______
فتبسم ضاحكا مــن قولها , وأمر لها بعــطــيـة ,
وقال لها مداعبا يا ذكية ,
لقد حان وقت المــنامْ ,
ثــمّ تنهـــدّ وقال لها بِـــلغــة الــحبيب الــمستــهامْ
تصبحين على ألف خير يا بدر التمام ,
ويا أغلى الأنام ,
ثم أدارها ظهره ونام ,
وهي صامتة مطبقة كأنها لا تــفهم الكلامْ ,
ولا تــتقن فـــنّ المَــلامْ ,
ثم بدأ الشخير والنخير , والكوابــيس والأحلامْ ,
وبدأ " يهدرز" كأنه يعبر عن جرائمه العظامْ , وأفعاله الجسام ,
ثم أنشأ يقول :شيئا من الأنظامْ
تـظّـلُ رسائــلي وقــوفا بــبابــه , يـُـرَاقُـبها لــكــنــه لا يـبالي ,
أسائـل نفسـي هل يَـفُـكُّ ختامـها , ويمنحني إعـجابــه بالمَـقــالِ,
وطـالَ انتِظارِي للجوابِ ,وَقَـدْ مَضَى , عَـلَى مَا كَتَـبْـنا سَاعةٌ بالكمَال ,
تُـعَاتِبُنِي زوجي تَـقولُ إلى متَى , وَقـلبُـكَ عَـنّا غَــافــلٌ فِي انْشِـغَالِ ,
وَقـدْ رَابَنِي فِي الفيــس طُـولُ انشِغَالِهِ ,, وَصَـيّرَنِي فِي حَـيْرةٍ وَسُـؤالِ ,
أُفَــتّـشُ فِي أَصْحَابِهِ عَـنْ خَليلِه , وَشاغِــلِه عَـنّا وَشَاغِـــلِ بالـــِـي ,
وحائِـطُـهُ فِـيـهِ الــورودُ تَـناثَـرتْ ,كــلـــوحة فنــانٍ بـَــدَتْ كــــالـخيــــال ,
وأعـذبُ حرفٍ في الزمان قرأته ,, بقايا حـــروفِ كــالمُــدامِ زُلــــــالِ ,
تَـذوقْــتـها كالشّـايِ تَـرْشُـفُـــه على صَـفــــيفِ شواء مالها من مثـــــال ,
وَعُـدُتُ ولمّا تَـمّ عَـرضُ رَسائـلي ,. تــوهّـمتُ أنّ الـقـلبَ رقّ لِحَــــالِي ,
وَلـكـنْ لِمَـاذا يا تُرى لاَ يُـجِـيُـبنِي ,, وَيَـسْألُ عـن حالي وحال الأهالي,
وَحَـيّـرَنِـي هَـذا السّـكوتُ وَطـولــهُ ,, وَأيـْـقَـنْتُ أنّ الردّ شِـبهُ مُـحَالِ,
وألبسني ثوبا من الحزن شفني ,, وصـرت غريبا بيـــــن عــمٍّ وخــــال ِ ,
وسجّـلَ يا بؤس الزّمانِ خروجه ,, وأظـلمَ ليـــــلي من بــــــــدور الجمالِ ,
يخادعــــني قلبي يقول لَــرُبـَـمَا تَخَـفّـى !! وهل تَخْـفى بدور الكمال ,؟
وفوضت أمري للإله وحكمه ,, وأيقنت أن الله أعظم مالِي
_________
ولم يَـنـتـبه إلا وزوجه تضربه على الكبـد والطحــالْ, بالمـــــــخدة والـــكف و
بالنّـعالْ ,,
وطار فــزعاً من فوق السريــر, وقال لها مالك أصبحت كالشرير,
ما ذا حملك على هذا التصرف الخطير ,
قالـــت له : بل أنت أيها المخادع الكــبير والــمحتال الــخبير ,وبدأ يهدئها
ويقول لها سأخبرك بكل صغير وكبير ,,
, وهي تُــزبـــِـدُ كأنها أسد هصور
أفزعت صاحبنا بالــزمجرة والــزئيــر, فـخطف أحذيته , وخرج مـع الباب
هاربا ,وللنـــجاة طالبا,
((البقية قريبة ))
____________
وقد اخترنا لغة بسيطة مبسطة قدر المستطاع حتى يتسنى لكل أحد فهم المقصود
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق