بسم الله الرحمن الرحيم
تحية لكم قراء
دردشات ريم ضيفي اليوم ضيف ترقبه الجميع خصوصا عشاق الكلمة ومتذوقي الشعر
ضيفي اليوم أحد عمالقة الشعر والنقد في الوطن العربي
ضيفي اليوم الدكتور
والناقد والشاعر أدي ولد آدبة
. مرحبا بك على
مآئدة دردشات ريم.
.مرحبا بكم، تشرفت
باستضافتكم
.ونحن تشرفنا بقبولك
الدعوة
س. نبدأ من مشاركتك في مسابقة أمير الشعراء رغم ماكتب
عنها وماتم تداوله نود منك أن تحكي لنا عن هذه التجربة وماذا اضافت لك؟
ج. تجربة أمير
الشعراء مهما قيل عنها يكاد يكون عيبها الوحيد والقاتل هو لجنة التحكيم،أما البرنامج
كفكرة فهو مسابقة هامة،بذلت لها الدولة الراعية كل ما تحتاجه من وسائل النجاح ،اللوجستية
والفنية والمادية والإعلانية والإعلامية،وهي رغم تحامل لجنة التحكيم علينا نحن الموريتانيين،
مثلت لكل من مر عبرها منبرا إعلاميا دوليا يحقق من خلاله شهرة كان يفتقدها،أو يضيف
إلى ما كان لديه من الشهرة إضافة نوعية.
س.يقال بأنك تلقيت
ظلما وأنت أردت ان تتكلم بدبلوماسية لووضعنا النقاط على الحروف كيف تمت ممارسة الظلم
عليكم؟
ج. نحن جميع الموريتانيين
اشتركنا ظلم أسوء نقاط لجنة التحكيم، التي كانت تخص بها أي موريتاني في أي حلقة،ولكنا
يتفاوت ظلمنا من حيث التعليق الذي قد يكون إيجابيا في بعض الأحيان،ولكن النقاط قلما
تكون إيجابية،وأنا شخصيا عانيت طول تجربتي معهم من ظلم مزدوج في التعليق والنقاط معا،بدرجة
كنت وكان غيري يشعر كما لوأن هناك عداوة شخصية بيني وبين أعضاء اللجنة،وأنا لا علم
لي بسبب لذلك سوى أنني لم أكن اتمسح بهم في الكواليس، ولا أستجديهم العناية،والمهم
في النهاية أن الرأي العام الذي صنعه البرنامج كان لصالحي،أكثر مما كان لصالحهم،زد
على ذلك أن أصوات الجمهور جعلت مني طائر فينيق،كلما أحرقه التحكيم يبعثه الجمهور من
رماده،كما أنني في الحلقة الأخيرة التي سمح لنا بالتعبير فيها عن رؤيتنا للمسابقة،وجدت
الفرصة لتسديد وخزات إلى اللجنة..خففت ضغط صبري قليلا
س.وهل قدمتم شكاية
للجهة المنتجة هيئة ابوظبي والتي يسيء لها هذا التصرف خصوصا وأن الموريتانيين هم أكثر
من يتفاعل مع البرنامج؟
ج. قدمنا احتجاجا
شفويا لرئس الهيئة،في حفل توديع خصصه لكل المشتركين،وأذكر أنني شخصيا قدمت له اقتراحا
بأن تكون لجنة التحكيم متجددة مع كل موسم،ليكون هناك تنافس نقدي بين اللجان، كما حقق
البرنامج تنافسا إيجابيا بين الشعراء،فتكون المسابقة أصابت عصفورين بحجر واحد،زد على
ذلك أن تعيين لجنة واحدة لكل المواسم ييسر لأعضائها كسر حواجز التحفظ في ما بينها،مما
يساعد على تحولها إلى لوبي، يخطط هكذا:نجح
لي.. أنجح لك، ورسب لي أرسب لك،وربما تكون الخلاصة التي توصلت اللجنة إليها أن الموريتانيين
وحدهم من يمكن أن ينجحوا بالتصويت،فلنكلهم إليه،أما غيرهم من الدول الغنية والكبيرة
تاريخيا وديمغرافيا،فلن ينجح شعراؤها إلا بأصوات اللجنة،ولكي لا يستحوذ الموريتانيون
وحدهم على التحكيم والتصويت معا، فيختل سير البرنامج،كان لابد من مراعاة تلك الموازنة
الظالمة لنا، الرحيمة بغيرنا.
س.غير بعيد عن
الشعر أدي الناقد تجربة ادي النقدية وتأثيرها على أختها إن صح التعبير الشعرية؟
ج. الحقيقة أني
لست ناقدا محترفا،أنا أقرب إلى الباحث الدارس للأدب،حسب ما تقتضيه تجربتي الأكاديمية
المتواضعة،ومع ذلك فإني أحاول دائما أن تكون لي زاوية نظري الخاصة بي،حتى من خلال مايسمى
نقد النقد، حيث آخذ على النقاد العرب تماهيهم مع النقد الغربي،واستيرادهم له مسلمات
نهائية،وليس مجرد فرضيات، قد تصلح هناك ، ولا تصلح هنا،ولذلك نشرت مؤخرا في جريدة الوطن
القطرية مقالا بعنوان:"حتى نقادنا يقترضون من صندوق النقد الدولي"مستعيرا
صفة الصندوق لكشكول النقد الأدبي،بدل صندوق النقد المالي،للدلالة على فقرنا هنا وهناك،وقد
نشرت فيها مقالا آخر ، يفند إيماننا بأحادية عمود الشعر،عنونته بـ"من عمود الشعر..إلى
الأعمدة المتناسخة،معتبرا أن كل مرحلة تاريخية لها عمودها الخاص بها،هذا إضافة إلى
عشرات البحوث والدراسات التي تطال الأدب العربي عموما، والموريتاني خصوصا، والأندلسي
بصورة أخص،وقد نشر بعضها في مجلات محكمة أكاديميا،ونشر منها:"كتاب الإيقاع في
المقامات اللزومية للسرقسطي في الشارقة2006،والآن عندي كتاب تحت الطبع ، بعنوان
" المفاصلات في الأدب الأندلسي..الذهنية والأنساق" ،تبنى نشره المركز العربي
للأبحاث" بالدوحة، بعد تجاوزه لمطبات التحكيم الأكاديمي العصية
.أما عن علاقة تجربة الشعر بتجربة النقد عندي، ففي كل شاعر ناقد ضمني، وفي كل
ناقد شاعر ضمني،ومادام ليس لنا نقد وطني يواكب تجربتنا الشعرية الوطنية، فلا مناص لكل
شاعر من أن يكون ناقد نفسه، رغم مافي ذلك من محاذير
ولعلكم تعلمون
أني قد صرحت منذ التسعينات برؤية نقدية سميتها:" الشعر الحار"
تعتقد أن الحرارة
الروحية والإبداعية هي جوهر الشعر وغيره من فنون الإبداع.
رائع ..س. معروف
ان المستوى الذي وصلت إليه بلادنا في الشعر متقدم بكثير عن المستوى الذي وصلت إليه
في النقد وأنت قلت بأن في كل شاعر ناقد والعكس.
برأيك لماذا تتجاهل هذي المليون شاعر الحس النقدي
بداخلها بدل من أن تبوح به ونكون نحن كجمهور وكثقافة ربحنا وزنا نقديا كبيرا علي غرار وزننا الشعري؟
ج.أعتقد أن الطبيعة
الصحراوية البدوية السائبة لازمتنا ولازمناها،يناسبها الانفعال الشعري العفوي، ولا
يناسبها التفكير النقدي (المدني)، لذلك تلاحظ أننا لا نكاد نتعاطى إلا النقد الانطباعي الآنى،زد على ذلك أن
المجاملات التي كانت تطبع سلوك كثير من ممتهني الشأن الثقافي،وسدنة "شيم الزوايا"عموما
في بلادنا، قد جعلت من النقد مرادفا للقدح والشتم..أكثر مما هو تقويم وتقييم علمي للظاهرة
المدروسة،يبرز مالها وما عليها،وهكذا سموا الحكم الإيجابي "تقريظا"، والحكم
السلبي نقدا بمعنى القدح طبعا،وحتى الآن لم نستطع تجاوز هذه الذهنية الفتاكة الراسخة،ولذلك
لم نستطع أن نبلور حركة نقدية تواكب حركتنا الشعرية اليتيمة،رغم وجود محاولات فردية مشطورة في هذا الصدد للدكتور محمد ولد عبدي وقليلين معه.
.جميل.س. وأنت
في الخارج كيف ينظر المثقف العربي للثقافة الموريتانية.. للتراث الموريتاني.؟
ج. أشعر - للأسف-
أن ثقافتنا يتيمة، لاراعي لها ولاكفيل،لدينا مواهب إبداعية كثيرة، ولدينا عقول بعضها
يبني بلادا غير بلاده،توفر له الحد الأدنى مما يستحقق،وبعضها سائب ضائع،داخل الوطن
وخارجه،فليست هناك برامج تربوية ناجعة لبناء الإنسان الموريتاني الفعال، وليست هناك
خطط ثقافية مرسومة لتطوير الحقل الثقافي وإعادة هيكلته،الإستراتيجية الوحيدة المعتمدة
هي بقاء دار لقمان على حالها،ومحاربة التطور الإيجابي،لكي تظل الوجوه المستفيدة من
ذلك هي ذات الوجوه..ومما يفاقم إحساسك بهذا الوضع المزري،أن الغربة والطواف في العالم
تحرض عند من يمارسها آلية المفاضلة بين ما يراه في جولانه، وماخلفه في بلده... والله
المستعان
الله يستر..س.يقودني
قولك ..وبعضهم يبني بلادا غير بلاده إلي جدلية هجرة الأدمغة وأنت عشت وقتا كثيرا في
الغربة كيف تنظر لهذي الظاهرة وماالسبيل الأنجع للتقليص من تفاقمها؟
ج. في السنة الماضية
أنجزت مقالا ،حاولت فيه،تصور مقترح لمعالجة هذه الظاهرة،سميته:"البنك الدولي للعقول
الإسلامية"،اقترحت فيه على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تبني قاعدة بيانات لكل العقول
الإسلامية المهاجرة،جاعلة سيرهم الذاتية،أرصدة،تستثمرها أولا في السوق الداخلي لهذه
البلاد، ثم تعيد تصريف الفائض،وتصديره للعالم الآخر، بشكل منهجي ومؤسسي،حتى لا تبقى
عقولنا التي نحن أحوج إليها متناهبة في الخارج كشاة بفيفاء، لك ولأخيك وللذيب... على
كل حال يمكن أن ترجع لهذا المقال لتكوين صورة أشمل عن الموضوع.
.سننشره في المدونة
لإكمال الفائدة.
نواصل.س.برأيك
وجود وجوه مثقفة وواعية ناهيك عن أدمغة لأن المعنى يختلف ألايمنحك على الأقل شهرة وسمعة
وصيت لبلدك في البلدان التي تستفيد من هكذا خبرات أوتوجد فيها هكذا أوجه مرموقة؟
ج. طبعا نحن الآن
نعيش في تراثنا القديم نسبيا على ما صنعه لنا أجدادنا الشناقطة المهاجرون،أمثال ابن
التلاميدد،وآب ولد أخطور،وغيرهم من صانعي صيت الشناقطة المدوي،وفي الوقت الحاضر، لاتعرف
موريتانيا في الخارج إلا من خلال ظلال الصورة التي يتركها عنها مهاجروها في الخارج،أونجومها
المشعة دوليا ، مثل المعلومة بنت الميداح في الجانب الموسيقي، وعبد الرحمن سيسكو في
السينما، ويحي بن حامدن في الر ياضيات،وبعض الشعراء الذين سوقوا اسمها في الخارج عبر
المسابقات الثقافية الدولية.
ولكن هناك نجوم
وعقول وأوجه تعمل في الخارج بفعالية، ولكن بصمت،ومن هنا تكون قد سوقت نفسها ودولتها
طبعا ولكن في دوائر ضيقة.
س.من خلال ما ذكرت
ألا ترى معي أن المثقف الموريتاني المغترب شارك هو الآخر بطريقة أو بأخري في تهميش
بلده من خلال أنه لم يوظف شهرته ولا مكانته في الترويج لبلده وهذا أضعف الإيمان.
ج.هذا يرجع إلى
طبيعة العلاقة بالوطن، فأحيانا تكون علاقة المغترب المهاجر مع بلده،محكومة بقدر من
الشعور بتفريط الوطن فيه،فيعامله بالتنكر له، تطبيقا لقول الشاعر:
أضاعوني وأي فتى
أضاعوا!،
وأحيانا يكون سموحا،يؤمن
بقول الشاعر:بلادي وإن جارت علي عزيزة.....
س. معادلة وطرح
رائعين س.لو طلبت منك تقييم للساحة الأدبية في موريتانيا كيف تقيمها؟
ج.الساحة الأدبية
أتابعها من بعيد نسبيا، لكني اعتقد أنها تزخر بأصوات شبابية رائعة... تمتلك قدرات إبداعية
كبيرة، ولكنها رغم ذلك تظل بحاجة إلى التوسع والتعمق في الثقافة الأدبية،تأصيلا ، وتجديدا،وبحاجة
إلى التأطير النقدي، والتشجيع الوطني؟
س.واتحاد الأدباء؟
ج. إتحاد الأدباء..فاعليته
في المشهد الثقافي لم ترقَ إلى المستوى المأمول،فتظاهراته معدودة ومحدودة،يحتاج هو
الآخر إلى ما تحتاجه الساحة الأدبية من تثقيف داتي مستمر، وتأطير نقدي ممنهج، وتشيع
ودعم وطني دائم ومجز،ومعقلن التسيير
س.أي نصوص ادى
اقرب للدي؟
ج. جل نصوصي- إن
لم أقل كلها- تشبهني ،لأني لا أكتب الشعر إلا بدافع ذاتي شخصي،لادخل فيه لأي سلطة خارجية،لا
ترغيبا ولا ترهيبا،لذلك كل نصوص ديواني "تأبط أوراقا"تعبر عن الصعلوك الثائر
الذي يسكنني،وكل نصوص ديواني"رحلة بين الحاء والباء" تعبر عن العاشق الذي
يسكنني، وهما معا وجهان لعملة واحدة،هي "أنا"،وأعوذ بالله من أنا،وللجمع
بين الوجهين يمكن أن تقرأ قصيدتي"هذا أنا"منشورة في النت،وقد كتبت أصلا لتكون
مقدمة شعرية للديوانين،قبل أن تنشرهما وزارة الثقافة الجزائرية2009، بدون القصيدة المقدمة.
س.شاعر تراه الأجدر بلقب أمير الشعراء؟
ج. لا يوجد شاعر
واحد يستحق أن يحتكر إمارة الشعراء،فنحن لا ينبغي أن نكون أقل ديمقراطية من الخليل
بن أحمد الذي يتهم ظلما وعدوانا بتكبيل قرائح الشعراء العرب،فقد قال:" الشعراء
أمراء الكلام ، يحتج بهم، ولا يحتج عليهم"، ومن هنا نفهم أن الشاعر إذا كانت له
سلطة إمارة،فهو يمارسها على الشعر خاصة والكلام عامة، وليس على أشخاص الشعراء المتحررين
بطبعهم.
س.لمن يقرأ ادي
من الدارسين؟
ج.كنت قارئا نهما
لكل ما أتلقفه من الدراسات والإبداعات،ثم أصبحت في العقد الماضي رهينا شيئا ما للاختصاص
الأكاديمي الذي اشتغل عليه وفيه،ومع ذلك مازلت أقرأ لكل الشعراء،لأن هوسي بالشعر يقودني
إلى قراءته،وحتى لو كان رديئا،لا لشيء إلا لأعرف أين انتهت به الرداءة،لأن اكتشافك
للجانب المظلم،يزيد الجانب المضيء إشراقا، وفق قانون"بضدها تتبين الأشياء"
أما السرد فلم
أقرأ منه إلا الجميل، وخصوصا روايات إبراهيم الكوني المتشبعة بمخيال الصحراء...ومن
الدارسين الأدبيين يعجبني الأديب المغربي عبد الفتاح كليطو،لذكاء مقارباته، ودقة تأويلاته،
وطرافة بنائه الفني.
س. من تراه الناقد
المهيأ من موريتانيا اذا طلب منها ناقد في برنامج أمير الشعراء؟
د,محمد ولد عبدى ولدينا نقاد شباب
آخرون.
ممتاز.س.ما النص
الذي يمكن أن تتحفنا به في هذه الدردشة؟
ج.أخر نص كتبته:
المسار
أحَدِّقُ .. فِي
أفْقِ المَسَـــــارِ .. ولاَ أرَى
سِوَى الغَيْمِ
.. خَلْفَ الغَيْمِ .. أيْنَ أسِيرُ؟!
وأنْظُرُ.. تَحْتِي
: بَحْرُ رَمْلٍ .. يَسُوخُ بِي؟!
أم المَوْجُ
.. مِنْ لُجِّ المَحِيطِ .. يَمُورُ؟!
عَلَى جَنَبَاتِ
الخَطِّ .. تِيهٌ .. بِيَمْنَتِي
ولا بَوْصَلاتِي
.. لِلْيَسَارِ .. تُشِــــيرُ !
وخَلْفِي ..رُكامٌ
.. منْ مَوَارِيثِ سَيْبَةٍ
يَؤُودُ نُهُوضِي
.. والرُّؤَى تَسْتَدِيرُ !
تَمَاهَى القِنَاعُ
.. الوَجْهُ .. أيُّهُمَا أرَى؟
وهَلْ خَلْفَ لَحْنِ
البَبَّغَاءِ .. ضَمِيرُ ؟!
هُناكَ المَبَادِي
..صَرْحُ رَمْلٍ .. يُذِيبُهُ
-عَلَى شَاطِئِ
الأخْلاقِ- حَتَى الخَرِيرُ
وفِي الزَّبَدِ..الطَّامِي..أخَضْخِضُ..عَلَّنِي
أُلاَمِسُ دُرًّا
.. والمَغَاصُ .. خَطِيـرُ
فَجَوْهِرْ ..
إلَهِي .. بالتَّجَلِّي .. بَصِيرَتِي
فَمِنْظارُ رُوحِي
.. فِي الغُيُوبِ .. حَسِيرُ
وخُذْ .. بِيَدِي
.. الطُّوفَانُ .. يَبْتَلِعُ المَـدَى
ولا جَـــبَلٌ
.. آوِي لَــــهُ .. فَيجِــــــــيرُ
سِوَى جَبَلِ الجُودِيِّ
.. والفُلْكُ جَـــــانِحٌ
فإنْ لمْ تُعِنْ
.. مَالِي .. إلَيْهِ .. مَصِـــيرُ
أدي ولد آدب-22-11-2013م
.يآآآآآآآآلله
روعة فمتى سنسمعه بصوتك؟
.س. أي المدارس
الأدبية تراها أكثر تكامل؟.
مدرسة الشاعر هي
ما يرى فيه نفسه،من حيث ذائقته الأدبية، ومستوى تطوره الفكري والمعرفي عموما، وأنا
شخصيا أرى أن الإنسان، والأديب خصوصا أكبر من أن يستوعبه تيار ،أو مذهب،أيا كان نوعه،وإذا
تقاطع مع ميوله في لحظة ما، فلن يصلح له كمذهب أبدي..أنا باختصار ضد التمذهب
س.آخر كتاب قرأته
؟
ج. الآن أقرأ كتبا
عن الأدب الأمريكي,,من إنتاج وزارة الخارجية وزعوها علينا مجانا في معرض الدوحة للكتاب،لأن
التعريف بثقافة أمريكا وأدبها يعتبر في صميم المهمة الدبلوماسية...فتسمع ذلك وزاراتا
خارجيتنا وثقافنتا...
.نتمنى أن تصل
الرسالة إلى الجهات المعنية ..س. مجلتك المفضلة.برنامج ثقافي تتابعه.؟
ج. مجلتي المفضلة
كانت مجلة"العربي"،قبل سقوطها ضمن ضحايا احتلال الكويت1991،ومع تقدمي في
العمر والتعلم والتخصص أصبحت مجلتي المفضلة"الفكر العربي المعاصر"،كما أنني
الآن غير مرتبط كثيرا بالبرامج،ولكني أتابع في التلفزة الوطنية برامج أخي الدكتور الشيخ
سيدي عبد الله، مهما تغيرت أسماؤها،وأحب البرامج الوثائقية
س.لحظة من حياة
آدي مرت ولازالت عالقة في ذهنه؟
ج. الشاعر..حساس..قلما
ينسى أي لحظة مؤثرة،وأنا تحصرني لآن كثير من هذه اللحظات..وكمثال عليها أذكر أني كنت
أحصل دائما على الدرجات الأولى،ولا أجد من يستقبلني بالورود والهدايا،لأنا مجتمع،بدوي
الطبع ،وعندما كنت أدرس في الغرب،وحصلت علىالرقم في سنتي الماستر،كنت أقتطف بعض الورود
الجميلة من حديقة حينا الجامعي،وأحطها أمامي، وأقول هذا هديتي لك ياأنا على المنجز
الجبار،شطرا لك يا أنا.......
س.حكمة تتمسك بها؟
حكمتي التي أتمسك
بها،ربما أكثر من غيرها،تتمثل في بيتين رائعين للإمام الشافعي:
كلما أدَّبَنِي
الدَّهْـــ0ــرُ أرَانِي نَقْصَ عَقْلِي
وإذا مَا ازْدَدْتُ
عِلْماً 0 زَادَنِي عِلْمًا بِجَهْلِي
جميل س.ماذا يعني
لك كل من :الشعر..الوطن..الغربة..
ج. هذا ثالوث قدري
بالنسبة لي،ومن أصعب الأشياء أن يصلب الشعر بين الوطن والغربة، ولكن الأصعب أن يحد
الإنسان نفسه بين الغربة والوطن، وهو لا يمتلك شعرا، يواجه به هذا الوضع المأزوم، والأصعب
من كل ذلك أن تسكنك الغربة في وطنك،ويسكنك الوطن في غربتك،وأنا في الحقيقة أعيش هذه
الازدواجية الأخيرة،ولها تجلياتها في شعري،يمكن أن تلاحظ ذلك في قصائدي: " نزيف
مشاعري"،"هجائية الزمن الرديء"،"خذ أيها الحمال شعري"،"المسار"....
جميل س. كيف تنظر
للتدوين وماذا يمكن أن ترشدنا إليه نحن في تدوينات ريم ؟
ج. أفضل قانون،وميثاق
شرف - في نظري- ينبغي أن يحكم التدوين عموما، هو الحديث الشريف:"من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر،فليقل خيرا،أو ليصمت"،وهذا ما أحاوله ما استطعت،حيث لا أدمن التدوين،وقد
أهجره،وأهجر مواقعه..مليا،ولا أكتب إلا ما أتوخى منه إمتاعا أو مؤانسة، أو إفادة..وأحمد
الله إن كنت وفقت،واعتذر واستغفر إن لم يحالفني التوفيق..
جميل س. أخيرا
كلمة نختم بها هذي الدردشة الممتعة والمليئة باللحظات المعبرة والصادقة مع حضرتك التي
نتلمس منها كل العذر الدكتور والناقد والشاعر المبدع أدى ولد آدبه..
ج.كلمتي الأخيرة
- رزقنا الله حسن الختام- هي ،أنني أشكركم على صبركم وطول باعكم،في سبيل إكمال هذه
الدردشة التي اعترضتها انشغالات قاهرة،قطعت ماكان منها يجب أن يوصل..ولعل خير ما أنهي
به دردشتنا،هو أنني لا أعول في إصلاح موريتانيا،وبنائها إلا على الشباب الصالح أمثالكم،ولتحقيق
هذا الأمل ينبغي أن تبقى هذه الثروة الشبابية الموريتانية بعيدة عن الفساد الذي يطال
كل ثرواتنا.
وشكرا لكم
ذلك مانتمناه ونطمح
له ونرجو العون من الله كل الشكر لك الدكتور والناقد والشاعر ادي ول آدبه على قبول
الإستضافة والتواجد معنا نحن ايضا أخذنا كثيرا من وقتك ونعتذر لك عن ذاك ونزف لك أسمى
معاني التقدير والإحترام
شكرا..أنا في خدمتكم
دائما
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق