مع فقيد الخلق والإبداع: د. محمد ولد عبدي في المغرب
صور تتحدث
صور تتحدث
قُدِّرَ لي أن أعايش المرحوم طيلة العقد الأخير من عمره، الذي يعتبر ختاما مسكا لسيرته العطرة، فابتداء من 2004،بعد تسجيلي للدكتوراه في المغرب، بدأت أزور الإمارات العربية،توسعا في دائرة بحثي عن مصادر أطروحتي حول الأدب الأندلسي، وبدأت أتعرف على الرجل عن كثب، حيث كنت
أنقب رفوف مكتبة المجمع الثقافي (مكان عمله) بـ أبي ظبي،كلما أتيحت لي فرصة بذلك،وسرعان ما تعززت العلاقة بيننا وكأننا نعرف بعضنا من زمن بعيد، وعندما أخبرني أنه سبق أن سجل للدكتوراه،في جامعتي بالرباط منذ زمن بعيد،ولكنه لم يستطع المتابعة، نظرا لضغوط العمل، عزَّ علي ذلك، وحزَّ في نفسي، وقلت له: باحث عبقري مثلك لا ينبغي أبدا أن تسرق الوظيفة عمره، ولا أن يمتص روتين المكاتب طاقته البحثية الاستثنائية،فلابد أن تعيد ترتيب أولوياتك، وتفرغ خانة معتبرة من وقتك الثمين لمتابعة بحثك، ولا تأخذ هَمًّا من الإجراءات الإدارية لإعادة تسجيلك في جامعتنا بالرباط ، فعلاقاتنا معا كفيلة بتذليل ماهنالك من عوائق، فاستجمع- بتوفيق الله- إرادته، وأستأنف العمل في أطروحته العجيبة، وكنت كلما زرت الإمارات أوزار هو المغرب، يشرفني بالاطلاع على ما أنجز منها، وحالفني الحظ بأنْ ظلل موعدنا متجددا كل سنة في الرباط... حتى تم نقاشه المشهود، 2008، حيث بهر أكابر الدكاترة المناقشين، وكل الحضور، بسحر بيانه في اللسان والبنان، وبحصافة فكره، وعمق نظره، وموسوعية معارفه، وتمكنه من أدواته المنهجية، وتطويعه لأطاريحه الأكاديمية، وكان من مليح الصدف أن الدكتور : محمد الأمين ولد الناتي كان قد ناقش أطروحته هو الآخر قبيل ذلك، بفترة وجيزة، فتفضل الطلاب الموريتانيون هناك بدعوتهما لندوة نقاشية حول أطروحتيهما، حضرها أكابر الأساتذة والنقاد بالرباط، وقد تشرفت بمشاركتي معهما فيها، حسب ما تخبر عنه الصورة المرفقة.
أدي ولد آدب(يتواصل)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق