الثلاثاء، 6 يناير 2015

مصطفى أعبيد الرحمن الحقيقة المرة


الحقيقة المرة
لم يخطر ببالي يوما أنني قد انصح أحدا برفض الحوار مهما كانت الأسباب إلا أنني أجدني اليوم مضطرا لنصح المعارضة الموريتانية برفض الحوار مع النظام القائم. فهذا النظام العسكري هو جزء من النظام المسلط على
بلداننا كي تبقى بعيدة عن التطور والازدهار ولكي تبقي داخل حظيرة الانهزام والتبعية والاستهلاك.
هذا النظام تقوده عصابة عسكرية أقل ما يقال في أفرادها أنهم في غالبهم خونة وعملاء. فخونة لأنهم خانوا العهد وانقلبوا على من اختاره الشعب ولأنهم أيضا خانوا ما استأمنهم عليه الشعب من سلاح، فبدل أن يجعلوه هناك على الحدود لحماية الدولة وحوزتها الترابية، خزنوه في المدن إرهابا للشعب واستخدموه للسطو على الحكم وإخضاع الشعب.
وأيضا هم عملاء، وسواء كانوا راضين أو مكرهين فإن ذلك لا يهمنا. ما يهمنا هو الحقائق على الأرض وهي أن مصالح أقوام آخرين مقدمة على مصالحنا نحن كموريتانيين على أرضنا وما شركات النهب الأجنبية العاملة في أرضنا عنا ببعيد.
على المعارضة أن تفهم وما "حوار دكار2009" منها ببعيد أن الحوار لا يكون مجديا إلا إذا كان بين الأنداد وغير ذلك هو استسلام وخنوع ورضى بالواقع. ولا أحد ينكر أن العصابة مستأثرة بسلاح الشعب واقتصاده وكل مفاصل دولته فبأي شيء سترغمها لتتنازل لك؟
إن الطريق الوحيد والأوحد من وجهة نظري هو أن تفهم المعارضة والنخبة هذه الحقيقة ويتوجه الجميع إلى حرب توعية شاملة للشعب وقواه الحية بضرورة التغيير وبضرورة أن يحكمنا من نرتضي لأنفسنا دون إرهاب من سلاح أو قوة غاشمة.
إنها معركة وعي وما لم ننجح فيها فلن نخطو خطوة واحدة نحو رفع الظلم عن شعبنا المطحون ونحو تحقيق التنمية والازدهار والعيش بحرية وكرامة على أرضنا.

ليست هناك تعليقات :