الاثنين، 13 مايو 2013




قصتي مع السفير محمد فال ولدبلاَل
.................
عند زيارة المشؤم شالوم وزير خارجية الكيان الصهيوني الي أرض المنارة و الرباط في ايام العقيد المعقد ولدالطايع ....كنت أحد عناصر تنظيم سري آنذاك في جامعة ا نواكشوط اسمه المبادرة الطلابية و كنا عدد محدود من الطلبة من كل التوجهات قومية ..اسﻻمية..يسارية ...نخطط لكيفية مقاومة و عرقلة الزيارة و كنا نجتمع دائما مرة او مرتين من كل أسبوع للتحضير للمظاهرات القصة طويلة و لها شجوون حبذا لوكتب عنها الئك الأبطال ...لكن ما يهمني هنا هو عندما زار اللعين شالوم انواكشوط و كان بجانبه مناضل فذ من اليسار طال ما ناضل في زهرة شبابه ضد الظلم و الدفاع عن المحرومين كانت صدمة للاصحاب "الاديولوجيا " و كنت في حديث مع بعض الاخوة و الرفاق اقول لهم ان ابغض احد علي تلك الأيام هو العقيد الطايع و الوزير بﻻل ونحن نستنشق غبار معركتنا المقدسة مع الشرطة و الحرس علي اسوار الجامعة و في محيط القصر اذ جائنا نبأ ان اللعين شالوم غادر البﻻد و لم يستطع اكمال زيارته ...في ذالك اليوم المشهود اثبت طﻻب موريتانيا و تﻻميذتها في (الثانوية و الاعدادية) ان انتمائهم الي القدس ليس بالعواطف بل بالدم ..فجددو عهد بيعة الإنتماء الي الامة الاسلامية و العربية .
دار الزمن ودرنا معه وسقط نظام العقيد و اصبح في خبر كان ...وفي سنة 2006 نظم نادي الرأي الثقافي ندوة تحت عنوان الحركات السياسية و الفكرية في موريتانيا وكان الوزير ولد بﻻل من الحضور فلما رايته تذكرت الايام الخوالي فقلت في نفسي ان نذهب اليه ففعلت و سلمت عليه فوقف و رحب بي ببشاشة و "كأنه عرفني " فقال كيف حالك و كيف هي الجامعة فقلت له بمغادرة معاية البﻻد الجامعة بخير فضحك فقلت له سيادة الوزير هل انت نادم علي عملك معه خاصة وقت زيارة شالوم ؟
فقال لي و الله ياولي ال نادم وتلك ايام خلت غفر الله لنا فيها فأكبرت فيه هذه الجرعة بالاعتراف بالخطأ ممازاده عندي هو عندما جلس علي المنصة و أحيل له الكﻻم قال " اعتذر امامكم جميعا عن فترتي وزيرا للخارجية " فصفق الجميع في المدرج اعجابا بهذا الإعتذار و لاول مرة اسمع فيها مسؤلا موريتاني يعترف بالخطأ امام الجماهير ....عند نهاية الندوة صحبته الي سيارته وكان يحدثني عن ايام نضاله فوجدتني مع دبلوماسي محنك و مناضل ذكي من الدرجة الأولى فتبادلنا الارقام ...و بعدها بزمن كنا نجمع التبرعات لفلسطين اذا باتصال علي هاتفي فأخذته اذا بالوزير محمد فال فقال لي هل ممكن نلتقي في المساء فقلت له ﻻ مانع فضربت معه موعد فاعطاني ظرف به 50 الف اوقية فقال لي هذه مساعدة مني للمبادرة الطﻻبية.
هذا شئ قليل لكن له معاني كثيرة فأنا من الذين يؤمنون بالتوبة السياسية قبل فوات الأوان .
قبعتي لك سعادة الوزير و السفير محمد فال ولد بلال

ليست هناك تعليقات :