السبت، 6 ديسمبر 2014

ناجي محمد الإمام أحاديث الشجـــــــون ــــــــــــــــــــــــ....... "المرحوم الجيش ولد مُحَمَّادُ"

أحاديث الشجـــــــون
ــــــــــــــــــــــــ.......
"المرحوم الجيش ولد مُحَمَّادُ"
قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا الفضل بن محمد العلاف قال: من بني نمير أسرى كنت كثيراً ما أصير إليهم، فلا أعدم أن ألقى منهم الفصيح، فجئتهم، ذات يوم، في صبيحة ليلة، قد كانوا مطروا فيها، وإذا شاب جميل قد نهكه المرض وليس به حراك ...و هو ينشد:
ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى، ... لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ، ... فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، ... كَأني
لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
فهلْ من مُعيرٍ طَرْفَ عَينٍ خَليَّةٍ؟ ... فإنسَانُ عَينِ العَامِرِيِّ كَليمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً ... بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ
فقلت: يا فتى! إن في دون ما بك ما يشغل عن قول الشعر. قال: أجل، ولكن البرق أنطقني. ثم اضطجع فأسلم الروح...
**قلتُ :
ونحن أطفال نسترق السمع إلى مذياع الجيران صباحات البكور إلى المدرسة كان صوتان يسريان منها بدون استئذان إلي حنايا نفسي الصغيرة : صوت سيداتي ولد آبه القوي الجميل و صوت المرحوم الجيش بن محمادو وهو يغني بألحانه الباكية الأبيات أعلاه ، فألبس دربالتي الواقية من برد شتاء تامورة صنقرافه ، وفي الطريق أمارس نحيبا حميما ـ سأعرف فيما بعد ـ أنه مرض مزمن يسمى "الشجن" لا مسكن للواعجه إلا انهمال الدموع التي أذالها أبوفراس الحمداني ...
إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى **وأسبلت دمعا من خلائقه الكبر
كما سأعرف ، فيما بعدُ ـ و نِعمَ المعلم الدهر ـ أن وراء تهدج ذاك الصوت الرخيم الذي يقطع نياط القلب مأساة هجرة مبكرة ومنفى مع الأمير محمد فال ولد عمير، ومرض عضال نخر جسم فنان رائع في مقتبل عمره، و حالة عشق تلبسته فأغرته بالشجو والشدو وأغرتْ به الرحيل ..
رحم الله بيرم موريتانيا فقد كان سنا برق على قنن حمى بدون حماية ...
‏أحاديث الشجـــــــون 
ــــــــــــــــــــــــ.......

"المرحوم الجيش ولد مُحَمَّادُ"

قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا الفضل بن محمد العلاف قال: من بني نمير أسرى كنت كثيراً ما أصير إليهم، فلا أعدم أن ألقى منهم الفصيح، فجئتهم، ذات يوم، في صبيحة ليلة، قد كانوا مطروا فيها، وإذا شاب جميل قد نهكه المرض وليس به حراك ...و هو ينشد:

ألا يا سنَا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى، ... لهَنَّكَ من بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمعتَ اقتداءَ الطيرٍ، وَالقوْمُ هُجّعٌ، ... فَهَيَّجتَ أحَزاناً، وَأنتَ سَليمُ
فَبِتُّ بحَدِّ المِرْفَقَينِ أشِيمُهُ، ...        كَأني لبَرْقٍ بالسّتَارِ حَميمُ
فهلْ من مُعيرٍ طَرْفَ عَينٍ خَليَّةٍ؟ ... فإنسَانُ عَينِ العَامِرِيِّ كَليمُ
رَمَى قَلبَهُ البرْقُ المُلألئُ رَميَةً ... بذكرِ الحِمَى وَهناً فصارَ يَهيمُ

فقلت: يا فتى! إن في دون ما بك ما يشغل عن قول الشعر. قال: أجل، ولكن البرق أنطقني. ثم اضطجع فأسلم الروح...

**قلتُ :

ونحن أطفال نسترق السمع إلى مذياع الجيران صباحات البكور إلى المدرسة كان صوتان يسريان منها بدون استئذان إلي حنايا نفسي الصغيرة : صوت سيداتي ولد آبه القوي الجميل و صوت المرحوم الجيش بن محمادو وهو يغني بألحانه الباكية الأبيات أعلاه ، فألبس دربالتي الواقية من برد شتاء تامورة صنقرافه ، وفي الطريق أمارس نحيبا حميما ـ سأعرف فيما بعد ـ أنه مرض مزمن يسمى "الشجن" لا مسكن للواعجه إلا انهمال الدموع التي أذالها أبوفراس الحمداني ...

إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى **وأسبلت دمعا من خلائقه الكبر

كما سأعرف ، فيما بعدُ ـ و نِعمَ المعلم الدهر ـ أن وراء تهدج ذاك الصوت الرخيم الذي يقطع نياط القلب مأساة هجرة مبكرة ومنفى مع الأمير محمد فال ولد عمير، ومرض عضال نخر جسم فنان رائع في مقتبل عمره، و حالة عشق تلبسته فأغرته بالشجو والشدو وأغرتْ به الرحيل ..

رحم الله بيرم موريتانيا فقد كان سنا برق على قنن حمى بدون حماية ...‏

ليست هناك تعليقات :