الجمعة، 10 يناير 2014

كان يمكن_Abbass Braham


كان يمكن (؟) للجنرال عزيز، آكل العمّال، أن يكون نبيلاً ومضيافاً في الحد الأدنى. فساحة القصر الرئاسي كانت ملعباً سياسياً منذ أن عرف الجميع أن جنرال الرئاسة هو وحده من يقرر في البلد، وأنه، وهو الديماغوجي والأبوي بطبعه، يستأنس بالصراخ العام قرب نافذة نومه. ولم يكن يضير جنرالنا لو ترك عمالاً مظلومين يبيتون في ظلّه. كان يمكنه هذا ببساطة، لولا أنه لا يكره شيئاً أكثر من الأجير (وقبل أن يجف عرقه). كان قد سَحَقَ الحمّالين في ابريل 2010 وأعادَ سحقهم بعد ثلاث سنوات، ولم يتراجع إلا بعد تعطيل حركة مرافئه وقلقه على خسائر ضرائبه. اليوم يتآمر هذا الرجل كما يحلو له مع الشركات المشبوهة ليمحق رجال الأسر من العمال. قضيّته قضية مال، بلا ريب. ومن المهم قراءة كرهه للعمّال على ضوء تموجات ضرائبه. فهو يُضحي باليد العاملة لكي يستطيع تعويضها بزيادة الضرائب. إنه ليس رافض إعانة العمّال، بل هو سارقهم ومصاص دمائهم. وكما يقول المثل: المال أصل كل الشرور.

ليست هناك تعليقات :