الجمعة، 10 يناير 2014

أعذرني يا أبي


أعذرني يا أبي ..... إن لم أدخلك في حساباتي العاطفية , و لم أقدم لك ملفا مفصلا عن حبيبتي قبل قرار الإرتباط ... فقد تعلمت رغم إعجابي الشديد بك أن لا أكون صورة منك ولا من أحد .
إعذرني ... لأني إتخذت قرارا سياديا مثل هذا ناسيا أنهم في بلادنا لا يزالون يمارسون الوصاية و الحجر على العواطف و العقول ....
إعذرني ... فقد كدت أنسى أن الحرية عندنا و الديمقراطية عندنا وحقوق الإنسان عندنا و كرامة الإنسان عندنا ...... مجرد ديكورات و أقنعة تخفي ورائها عقلية العشيرة و ما تختزنه من جاهلية مقيتة .
و إعذرني يا أبي .... إن كفرت بالقرابة و الرحم و كفرت بالنسب و بالشرف و بالقيم إن كانت هي ذاتها ، و أقول : أن كانت هي ذاتها .... التي تبيح هجر الأخ لأخيه و تبيح تضييع الأبناء و تبيح ظلم ذوي القربى و تبيح الثأر و تبيح و تبيح ....
إعذرني يا أبي .... فالجرح غائر و الدم فائر , و أنت رجل تعرف حجم ألم الرجل عندما يطعن في كرامته , تعرف حجم أن تعقد عليك الآمال فتكون سببا في خيبتها ......
بالله عليك أن تعذرني يا أبي فما باليد حيلة , وقد قضى الله أن ترسو السفينة هنا بعدما تقاذفتها الأمواج حينا من الدهر .....

قدر أنت بشكل إمرأة ...... و أنا مقتنع جدا بهذا القدر .
..................................... دام عزكم

ليست هناك تعليقات :