الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

عيد اللغة العربية.. وعيد الشرطة العربية-Mohamed Idoumou



عيد اللغة العربية..
وعيد الشرطة العربية..
مناسبتان تتداخلان في وجداني... صورة: ‏عيد اللغة العربية..
وعيد الشرطة العربية..
مناسبتان تتداخلان في وجداني... 
.
واليوم سأتجاوز العربية لأكتب عن الشرطة، ليس عن الشرطة بل عن شرطي علمني عشق الفصحى، أرشدني إلى مفاتيحها، رافقني لسبر أغوارها خطوة خطوة...
شرطي يحفظ مئات القصائد الشعرية لشعراء مشهورين وآخرين مغمورين ويكتب الشعر لنفسه في أوقات الإلهام..
.
شرطي كنت أتلمس خلفه شغفه بالرواية التي كان يصرف في شراءها نصف راتبه قبل أن أولد..
شرطي يصحح لي الكلمة الآن (وأنا الشاعر، خريج كلية الآداب، المهتم بالكتابة) من ذاكرته دون اللجوء إلى القاموس..
.
شرطي قال لي ذات يوما عندما أخبرته (وعمري 10 سنين) أنني أطمح إلى أن أكون وزيرا: "وأنا أريدك أن تكون مثقفا"، لينطلق بعد ذلك فكري الصغير جريا خلف تصور تلك المهنة الخرافية "مثقف"، وكبرت وكبرت لأكتشف لاحقا أن "المثقف" ليست وظيفة، بل مستوى فكري أتمنى أن أصله ذات يوم..
.
شرطي أهداني عندما نجحت في "كنكور" 15 رواية من سلسلة "روايات تاريخ الإسلام" لجرجي زيدان، 30 عددا من مجلة العربي صادرة في سنوات فطامي، ديوان المتنبي،  "حديث الأربعاء" لطه حسين ، "البخلاء" للجاحظ  وكتابا آخر عن النقد لشوقي ضيف نسيت عنوانه .. كنت أتوقع "كرة" أو "لبسة جديدة" أو نقودا؛ وبقدرما فاجأتني الهدية بقدرما أحببتها لاحقا..
.
شرطي أعطاني الحق في دخول مكتبته متى شئت ، وأخذ أي كتاب أريده  وهو حق لعمري جسيم لا يتاح لأي كان.. ورغم أنني عثت فيها فسادا وبدأت اعير الكتب لأصدقائي الذين لا يعيدونها  لم يسالني يوما ولم يحاسبني على كتاب مفقود..
.
شرطي عندما جئت لأسلم عليه بعد سنتي الجامعية الأولى رفض أن أسلم عليه منحنيا، وبيدي، ككل مرة وقال لي: بل تعانقني فقدأصبحت رجلا!
.
شرطي يشكل بالنسبة لي الآن أغلى شخص يمشي على وجه البسيطة..
 .
إنه والدي أطال الله بقاءه إدوم ولد محمد..
.
وهذه مناسبة لأهنئه وكل الشرطة بمناسبة عيد الشرطة العربية.. وأرفع له قبعتي عاليا فكم أنا فخور به وفخور بأنني صناعته، وفخور بأنه كان وما يزال شخصا عصاميا صنع حياته بنفسه، واختط لذاته أسلوبا فريدا، درس وتعلم وتثقف بعيدا عن مقاعد الدراسة.. واستطاع أن يحافظ على اسمه نظيفا رغم كل الوحل الذي يحيط به..
.
أحبك كثرا!‏
.
واليوم سأتجاوز العربية لأكتب عن الشرطة، ليس عن الشرطة بل عن شرطي علمني عشق الفصحى، أرشدني إلى مفاتيحها، رافقني لسبر أغوارها خطوة خطوة...
شرطي يحفظ مئات القصائد الشعرية لشعراء مشهورين وآخرين مغمورين ويكتب الشعر لنفسه في أوقات الإلهام..
.
شرطي كنت أتلمس خلفه شغفه بالرواية التي كان يصرف في شراءها نصف راتبه قبل أن أولد..
شرطي يصحح لي الكلمة الآن (وأنا الشاعر، خريج كلية الآداب، المهتم بالكتابة) من ذاكرته دون اللجوء إلى القاموس..
.
شرطي قال لي ذات يوما عندما أخبرته (وعمري 10 سنين) أنني أطمح إلى أن أكون وزيرا: "وأنا أريدك أن تكون مثقفا"، لينطلق بعد ذلك فكري الصغير جريا خلف تصور تلك المهنة الخرافية "مثقف"، وكبرت وكبرت لأكتشف لاحقا أن "المثقف" ليست وظيفة، بل مستوى فكري أتمنى أن أصله ذات يوم..
.
شرطي أهداني عندما نجحت في "كنكور" 15 رواية من سلسلة "روايات تاريخ الإسلام" لجرجي زيدان، 30 عددا من مجلة العربي صادرة في سنوات فطامي، ديوان المتنبي، "حديث الأربعاء" لطه حسين ، "البخلاء" للجاحظ وكتابا آخر عن النقد لشوقي ضيف نسيت عنوانه .. كنت أتوقع "كرة" أو "لبسة جديدة" أو نقودا؛ وبقدرما فاجأتني الهدية بقدرما أحببتها لاحقا..
.
شرطي أعطاني الحق في دخول مكتبته متى شئت ، وأخذ أي كتاب أريده وهو حق لعمري جسيم لا يتاح لأي كان.. ورغم أنني عثت فيها فسادا وبدأت اعير الكتب لأصدقائي الذين لا يعيدونها لم يسالني يوما ولم يحاسبني على كتاب مفقود..
.
شرطي عندما جئت لأسلم عليه بعد سنتي الجامعية الأولى رفض أن أسلم عليه منحنيا، وبيدي، ككل مرة وقال لي: بل تعانقني فقدأصبحت رجلا!
.
شرطي يشكل بالنسبة لي الآن أغلى شخص يمشي على وجه البسيطة..
.
إنه والدي أطال الله بقاءه إدوم ولد محمد..
.
وهذه مناسبة لأهنئه وكل الشرطة بمناسبة عيد الشرطة العربية.. وأرفع له قبعتي عاليا فكم أنا فخور به وفخور بأنني صناعته، وفخور بأنه كان وما يزال شخصا عصاميا صنع حياته بنفسه، واختط لذاته أسلوبا فريدا، درس وتعلم وتثقف بعيدا عن مقاعد الدراسة.. واستطاع أن يحافظ على اسمه نظيفا رغم كل الوحل الذي يحيط به..
.
أحبك كثرا!

ليست هناك تعليقات :