جئت نواكشوط فلقيتها تغرق
سأل أعرابي قس ابن ساعدة : جئت نواكشوط فلقيتها تغرق وتكثرفيها الحفر والأخاديد ويسبها أهلها مع الغرباء فهل عندك منها خبر أوعلم فتفيدنى
قال قس: اعلم وخلاك ذم أنها دشرة من حواضر البحر وماعانقت سماؤها أرضها إلا كان البحر ثالثهما فيلقى ملحه وماءه ويلفظ مابجوفه من طحالب وأوساخ وأوحال فتمسكه السباخ فلايستطيع الحاكم صرفه ولايستطيع المحكوم صبره
أما مارأيت من حفر وأخاديد فهو الزمن يفعل فعلته فيبدل القشيب بالأصفر واليابس بالمبتل والحسن بالقبيح والدرب المستوي بالموماة المهلكة وإن نواكشوط لكالمرأة العربية الحسناء التى طاف عليهاطائف من غدر الزمن فجحظت عيناها النجلاوان أصلا وتساقطت أسنانها التى كانت كالدر المنظوم وتلفع وجهها الناضر القاطر حسنا وجمالا بالخمش والكمش وترهلت الرجلان واليدان واحدودبت القامة وثني الظهر وذهب النور الذى كان معها وفقدت الأب الحنون والزوج العاشق والأم الكريمة وتفرق من حولها الرفاق والأهلون
وأما شتم أهل نواكشوط لمدينتهم فهو ما أغرى بها الغرباء وأسافل الناس
وأما ماتراه من مياه تجرى فيها سوداء قذرة فهي تغتسل من أدران أهلها وسكانها وما اللون القذر والرائحة المنتنة إلا خطايا أهل المدينة اختلط فيها كذب الصحافة بنفاق السياسيين وتلون المثقفين وذيلية النخبة وتفشى الفتن والخداع والفاحشة
وأيم الله لتوشك نواكشوط أن ترمى حملها فى البحر ولات حين مندم
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق