السبت، 19 أغسطس 2017

الربيع ادوم وكانت خناثة منت الطراح "تتواطى"

وكانت خناثة منت الطراح "تتواطى" في الشارع الفسيح متجهة الى حوش الشيخ عبد الرحمن.
كانت خناثة من جميلات دار السلام، وكان "التبطاط" ينسدل من ساقيها حتى يتوارى في الحذاء.

وكان جمالها لا يضاها حتى قيل ليس في جسدها عظم ولا عضل، بل لحم لين أبدعه الخالق ليظهر الخير في ارجاء جسمها.
كانت خناثة معروفة بالكرم والعفاف وطيبة النفس، وقيل عفت نفسها عن مباهج الدنيا وعرف عنها الزهد في المباهج.
وقد واجهت المرأة الاربعينية الشدائد مع أهل زوجها فغلبتهم ب "التعدال وشي مطابق" فكانت تقابل شررهم بالخير والصبر حتى شهد شاهد منهم: "والله ان خناثة لتركض فوق الجرح فلا يتألم صاحبه"و"ما اجتمع حسن الخلق والأخلاق في شخص أكثر منها".
وكانت لا تنام وفي حينا مريض او جائع، وكان خيرها سابقا على كل بيت.
وكانت القرية تحلف ب "سرتها" وكان زوجها يحي ولد النعمة ولد التراد يفاخر بها في الحالس.
وكانت المراة تقول في الخصام "صرت خناثة ال خلق كذا" فتصدق في قولها.
وكانت اصدق من عرفناه وكانت تعطي الأطفال كيطان السكر سرا، فياكلونها دون علم أحد.
وعندما رآها الشيخ قادمة في ذلك اليوم قال: جاء الخير، ففرح من كان في المجلس.
ولما جلست أمر الشيخ عبد الرحمن بزريقة فجيئ بها وانصرف الكبار فسألته في ورع:
- جئتك اليوم في أمر جلل.. تعلم أن أبنتي "اليخير" من صلبي، ولكن "شوي كامل" ابنة زوجي وهي يتيمة وليس لها غيري وانني يا شيخ -واعوذ بالله من هواجس النفس- أشعر منذ فترة انني امنح ابنتي من الطعام أكثر منها واطفف عن البنت في الحليب ليلا لصالح ابنتي، فإذا رفع الناس أيديهم عن الطعام نهرت ابنتي كي تتابع الأكل ولا أنهر "شوي كامل".
وإذا اعطيتهم الحليب حرصت ان تشرب ابنتي حليبها ولكنني لا أتابع "شوي كامل" وانت تعرف ان البنات يلزم الحرص ومتابعتهن حتى يستفدن من الغذاء.
وتنهدت قبل ان تتابع: عواطف الامومة تغلبني يا شيخي وحالي هذه أخاف أن يكون في الامر ذنبا عظيما.. فما الفتوى في هذا البلاء العظيم.
فسكت الشيخ لفترة حتى حسبناه لن يتكلم، قبل ان يقول وعلى وجههه طيف من السكينة والحبور.....

يتواصل

ليست هناك تعليقات :