الأربعاء، 3 يوليو 2013

أغلقت باب حجرتي


أغلقت باب حجرتي ... الكاتب : حمودي/ حمادي
في تلك الحجرة كتب لنا أن نلتقي و في تلك  الحجرة كتب لنا أيضا أن نجتمع معا و أن نكون كتلة واحدة في صفوف المدرسة الموقرة جمعتنا الأقدار كل من بقته الخاصة و بيئته لكل منا حكاية و حلم و قصة ينفرد بها عن الآخر كما اختلفت الأسماء تختلف القصص و كما اختلفت القصص تختلف شخصيات و الطباع لكن و مع مرور الوقت و تساؤلات الأستاذ تساقطت كلمات التعارف شيئا فشيئا حتى علم كل واحد منا نصف ما يعلم عنه الآخر فتشاركنا الحديث حتى صرنا كالشيئي الواحد وأصبحنا أسماء لا تتجزأ.
لم نبتعد كثيرا لا يمر يوم و تشرق شمس فجر جديد  إلى تسائل البعض عن الآخر و تذكره به لائحة الغياب المتجولة داخل الحجرات, في كل صباح جديد أعود من حيث جئت يوم أمس أبتسم لذالك و لتلك , أطرق باب الإدارة لأعرف ما إن كان هناك من ينقصه شيئا باستطاعتي أن أعطيه له أصعد إلى فصلي فأجد زملاء لي البعض منهم جمعتني به الحياة في أحدى الطرق و الآخر لم أراه من قبل فأسلم و أجلس في الجانب الذي أختاره من فصلي و أستمع إلى
أستاذ حتى ينتهي فأخرج وقت الاستراحة أجيب من يسألني و أسأل من يحلوا لي كانت البداية يملؤها الخجل لكن ما إن تجلس بجانب أحدهم إلى عرفت عنه شيئا إما اسمه أو حلم له أو قصة تركها بالأمس القريب فتسأله أنت من أين أتى و لماذا أتى ما الفرق بين هنا و هناك بالأمس كنت في مؤسسة عرفت فيها الكثير و عرفك فيها الكثير أيضا فلماذا الرحيل ...
حدث ما حدث جمعتنا الأقدار و جمعنا الحديث مع أشخاص ذات صلة قوية نتظرهم و ينتظرونا نحدثهم و يحدثونا نبتسم لهم و يبتسمون لنا حينها أحببت الخير لي غيري كما علمني ديني و تعليمي هكذا هي سنة الحياة أن لا تحزن على أحد إما أن يرحل عنك أو ترحل عنه فلا تضع نفسك في مكان الخطأ و تقلق على أشياء أنت فاقدها لن يدوم لك إلى رب العزة فالجميع سيرحل ففي كل يوم يرحل أحدهم و يطرق الباب أحد آخر يريد أن يكون مثلهم فأنت تعاتبهم ليكون الأفضل في دفتر ذكرياتك عند مراجعتها و ليس ليرحلوا, ليس بإمكانك أن تمنع أحدهم من رحيل إذا ابتغاء ذالك لكن باستطاعتك أن تدعوا له بالخير و السعادة و النجاح.
من يعلم قد نلتقي مجددا و قد لا نلتقي فهي الحياة و لا تدوم على وتيرة واحدة و المرض و الأوبئة ينتشرون كطاعون و حالة فوضى أمنية و لا خير في الاثنين, فربما تكون هذه العوامل حاز بيننا و سببا كافيا في عدم تصادف بعضنا بعضا ففي هذه الأيام إذا درت ظهرك لأحدهم لن يسأل عنك أو يبحث عنك فهي مجرد صدفة جمعت بينكم و فرقت و لا شي يجمع اثنان غير الفصل و قد انتهت المدة المحددة له فلماذا الحزن و لماذا التسامح إن لم يكون هناك شيئا يجمع بين اثنان.
و مازالت الأيام توزع عمرنا بين لقاء و الفراق فوزعت الابتسامة على الجميع بدون أي ثمن قدرتهم كذالك بدون أي ثمن لتبقى لي ذكريات جميلة لا يمحها الزمن تتجدد مع كل فصل جديد إذا هي سنة من تعليم و انتهت بجمالها و مستقبلها بعطائها و تضحياتها بزملائها و أساتذتها مضت و أنك شيئا لم يمضي كانت لحظات جميلة و ممتعة لا تقدر بأغلى ثمن عشناها معا في 9 أشهر مرت علينا كرمشة عين لم يتسع الوقت لنعترف لهم ببقايا حبهم و لم يتسع لنا الوقت لإيصالهم إلى الباب بعد أن كتب لهم مفارقتنا على العموم ستظلون أحببتي و زملائي ستظلون كما عهدتكم و سأظل كما عهدتوني فلا شي يغيروني غيركم و لا شي سيغير من مكانتكم عندي جميلة هي الحياة و جميل أن يكون لك أحبتي تسعد بوجودهم و يسعدون و يحذرونك و تحذرهم و يذكرونك بأخطائك لكن من بإستطاعته أن يغير ما يوم القدر عاشر من تشاء فلا بعد من الفراق.
أشكر من بقي في حياتي ولم تأثر فيه رياح العواصف ، اشكر كل من حمل لي في قلبه التقدير واحترمني في غيابي قبل حضوري، أشكر كل شخص أهداني لحظة جميلة، اشكر كل إنسان دعا لي في الغيب، اشكر كل من تحمل سوء مزاجي أحيانا فكلنا كالقمر له جانب مظلم- اشكر قلوب نقيه التي  مازالت  تهديني الأمان .. أشكر من لازال قلبه يحتضنني ويهديني العطاء والحب والتضحية أتمنى لكم عطلة خاليه من الأوجاع ومليئة بالسعادة  و الفرح والحب والصحة والعافية شكراً لكم.
الكاتب : حمودي / حمادي


ليست هناك تعليقات :