الخميس، 23 مايو 2013

عباس برهام---ولد بوعمامة تائبا عائدا

‏‎Abbass Braham‎‏
ولد بوعمامة تائبا عائدا
---------------------------
من الأرجح أن سندة ولد بوعمامة سيتعافى من جنونه الأصولي قريبا. سيشرب كثيراً من حساء "كّوسي" الساخن و"الماسخ". وسيعُّد الأيام ببلاهة كحبيس سفينة تائهة في بحر الظلمات. وسيتعلق بكل قشة كغريق أعور. وسيهيم في الأفق كعاشق ولهان. وسيطالع الصحف كالمخبول. وسيشعر بقيمة... الحياة. ولكن رحلته لن تكون مجرد اكتشاف للذات. سيعيش مع بؤساء هيغو، وسيعرف اضطرارهم للسرقة. وسيعرف أنهم بشر عبثت بهم الأقدار، وليسوا كفارا يتربصون بالشريعة.

وسيكتشف لأول مرة أن إشرافه على قطع يد "لص" في غاو كان أكثر إجراما من سرقة اللص. ولن تكون معايشته للسجناء عافية. فقد يسمع سبا. وبالكاد سينجيه ذل الصلاة. وقد يبصق حاجب السجن عليه مرة أو مرتين أو يضايق بعض زواره. ولكن "السجن إصلاح وتأديب". وهذه في حد ذاتها حكمة أصولية. وقد شاهدنا أمثال بوعمامة من مفتي القاعدة وأصدقاء بن لادن يخرجون من السجون تائبين، بل وتقوم الأصولية المحلية الباطرة بتأهيلهم. وكأن لديهم ما يقولونه للحياة وللشعب.

إن مشكلة الميت ليست مشكلة الميت بل مشكلة الأحياء. ونفس الشيئ: إن المشكلة ليست مشكلة ولد بوعمامة، بل تورطنا نحن مع أمثال ولد بوعمامة. وفي هذا الأثناء هنالك مثيل آخر لولد بوعمامة ولأبي حفص الشنقيطي. إنه أبو يحيى الشنقيطي، مفتي القاعدة في المغرب الإسلامي، والذي يُحارب هذه الأيام الحكومة التونسية ويكَفِّرُها. لقد أرسله الله لراشد الغنوشي الذين كان يكّفر الحكومة في الثمانينيات بأنها لا تطبق شرع الله. وهاهو الشنقيطي يكفِّره هو لذات السبب.

متطرفو المحاظر هؤلاء، الإسقاطيون في تفكيرهم الأفقي، الماسحون للكون بجرة آية أو حديث لم يفهموه قد صاروا محركي لصوص الدم والتفجيريين في كل العالم الإسلامي. وقد آن أن نضبط رجعيتنا المحلية.

الأمير عثمان ولد عيدة سبق وأن قال في مرارته المعهودة: "يا البيظان، اعطو ال روسكم العافية." هذا يجب أن ينطبق قبل كل شيئ على مفتي المحاظر الأسخياء بدم الآخرين.

ليست هناك تعليقات :