الثلاثاء، 14 مايو 2013

دردشات ريم: حبيب الله ولد أحمد...مبادرة مسعود أتوقع أنتحقق بعض النجاح...موريتانيا تتجه نحو مستقبل واعد

 بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله


الأستاذ: حبيب الله ولد أحمد أحد أهم أقطاب الإعلام الموريتاني بشقيه الجاد والساخر مرحبا بكم في الدردشة الأولى من دردشات ريم
س: برأيكم أستاذ هل يوجد في موريتانيا إعلاميين بالمعنى الدقيق للكلمة؟

ج: قلت مرة لبعض الصحفيين الخليجيين إنه
فى موريتانيا يوجد صحفيون بلاصحافة وفى بقية الوطن العربي خاصة الخليج توجد صحافة بلاصحفيين معنى ذلك أن لدينا خبرات فذة وكفاءات خارقة ولكن بدون تأطير واستغلال فلاتكوين ولامحفزات للعمل الصحفي ولافهم لرسالة الاعلاميين إلا بوضعها تحت الجذر بالنسبة للتابوهات المسيطرة محليا ولدينا إعلاميون رائعون فى الداخل والخارج ليسوا أقل شأنا من زملائهم عبر العالم وإن كان مفهوم "إعلامي" محليا مفهوم عائم وغير مؤطر ويخلط بين الهواة وأهل الاختصاص ومع الأسف فإن الهواة يتقدمون على أهل التخصص فى ريادة الإعلام الموريتاني لأسباب يضيق المقام عن التطرق إليها لكنها تستحق أن نتوقف عندها فى أية فرصة متاحة

س: أستاذ ما هو تقييمكم للأداء الإعلام الموريتاني في الفترة الحالية؟

ج: ليمكن فصل أداء الإعلام عن الأداء العام لكل قطاعات الدولة فهوجزء من كل وليس نشازا ولاجسما غريبا
والإعلام الآن يتلمس دربه في بلادنا بصعوبة فى المنطقة الفاصلة بين فضاء حر وأرضية مستعبدة وهناك إهمال للاستثمار فى الميدان سواء تعلق الأمر بالاستثمار فى البشر أوالتقنيات والتجهيزات ولذلك لدينا مؤسسات إعلامية عديدة وفضفاضة لكنها تترنح لغياب الموارد وضعف العلاقة بين إداراتها وعمالها وتغلب منطق الربح والخسارة على المهنية والخبرة والفعالية فبعض المؤسسات مملوكة لتيارات سياسية أو تجمعات قبلية أو مشيخات تقليدية وتدار من طرف غرباء عن القطاع وبطريقة استغلالية جشعة لا تحترم للعمال كرامتهم البشرية أحرى أن تحيطهم بماهو مطلوب من ظروف عمل مناسبة من الضابط السابق إلى بائع أدوات البناء مرورا بالشرطي والمعلم وهكذا
وتحمل الكثير من المؤسسات بذور الانهيار فى جيناتها حيث أنها تدار بعقليات متخلفة وبموارد مع أنها لاتكفى إلا أنها غامضة المصدر أحيانا منها ماهو محلي ومع الأسف منها فتات قادم من الخارج لاعتبارات سياسية ولائية ضيقة ولم نستطع بعد تثبيت قدم الإعلام الوطني على أرضية صلبة رغم الضجيج الرسمي المتصاعد حول إنجازات هنا أوهناك

س: ماذا أضافت المؤسسات الإعلامية وليدة تحرير الفضاء السمعي البصري؟

ج: لم تضف المؤسسات الجديدة الكثير محليا رغم أنها وسعت دائرة التفاعل مع الإعلام والتعاطى معه ودخلت مناطق كان مسكوتا عنها سياسيا واجتماعيا وحتى دينيا وبجرأة فائقة ونبهت المتلقى بقوة الوخز بالابر الصينية إلى وجود إعلام وطني يتلمس طريقه ويبحث عن آلية جديدة للتعاطى مع الشأن العام
توجد حرية زائدة عن اللزوم فى الإعلام الجديد حيث يمكن لك أن تسب وتشتم وتسيئ إلى الوطن ورموزه ومقدساته وحتى وحدته الاجتماعية والترابية دون وازع أورادع وهو أمرخطير فالحرية لاتعنى تجاوز الخطوط الحمراء والقفز على الثوابت ومع الأسف فغياب التجربة والحضور الشخصي والتمكن الثقافي والمعلوماتي لدى بعض الصحفيين و عفوية المستمع والمشاهد وطريقة العامة فى التعاطى ببدوية وانطباعية مع البرامج الحوارية أفقدت الإعلام الكثير من المصداقية ووصلت ببعض الحوارات حد السوقية والبذاءة والإبتذال وضيعت المادة الاعلامية المهنية والجديرة بالاحترام

س: ما رأيكم في الربيع العربي؟

ج:
 
لايوجد ربيع عربي إذاكانت هذه العبارة ترمز للحرية والثورة إن هي إلا فوضى وحرابة وتمكين للأجانب فى الثروات العربية واستباحة أرض العرب ومال العرب وثقافتهم وكرامتهم لا أقل ولا أكثر
استبدلنا "ديكتاتوريات حميدة" ب"ديمقراطيات خبيثة" فمن كنا نقول عنهم إنهم ديكتاتوريون وطغاة بنوا البلدان وشجعوا العلم والتحضر والتسلح وكان عليهم إظهار قوة وحزم فى مواجهة أوضاع محلية وإقليمية تتطلب ذلك فنحن قبائل لديها كيانات وطنية ناشئة وبدون حكام أقوياء يمتلكون الشجاعة والصرامة لم يكن بمقدوركياناتنا الوطنية البقاء فالعواطف و"البركات" لاتحكم البلدان
اليوم لديهم فى مصر وتونس واليمن وليبيا ديمقراطيات ظاهرها كذلك وباطنها من قبله الضعف والعجز والتدجين والفوضى فهذه البلدان يحكمها عملاء للأجانب قضوا فى الفنادق أكثر مما قضوا فى الخنادق وهم غالبا صناعة أجنبية وأتوقع أن يتحسس منهم الجسم العربي ليلفظهم مع أسيادهم بمناعته التاريخية الذاتية التى لاتعرف الضعف ولا الاستكانة

س: بعيدا عن الإعلام ما هي هوايات حبيب الإنسان؟

ج:أهوى التمريض والعمل المرتبط به وكذلك العمل الانساني الخيري الحقيقي الذى لايراد منه رياء داخلي ولا ارتزاق خارجي
ولدي بعض الهوايات كالرسم وقراءة الشعر العربي والحساني وسماع بعض من أنواع الموسيقى المحلية والعالمية

س: مؤخرا شهدت الساحة الإعلامية تحركات لبعض الإعلاميين أدت إلي إقالات في صفوف بعض وسائل الإعلام الوليدة ما موقفكم منها؟

ج: ما يحدث من استغلال لطاقات الشباب واستغلالهم على الصفحات والاستديوهات والشاشات ثم طردهم بمجرد أن يطالبوا بحقوقهم شيئ غير مقبول وخادش للكرامة الصحفية
أنا أدعم حراك هؤلاء الشباب وأدعوهم فقط للتفكير فى التعاطى مستقبلا مع ازدواجية المؤسسات التى يعملون لصالحها حتى لايتفرق دمهم بين "القبائل" فمؤسسة وحيدة تمنحك عقد عمل وتصون حقوقك يمكنك أن تحقق فيها ما لن تحققه فى عدة مؤسسات لاترعى فيك إلا ولاذمة

س: ماذا حققتم في الإعلام الساخر-هل ترون أنكم حققتم الأهداف المنشودة؟

ج: حققنا طفرة حقيقية فى الإعلام الساخر خلقناه وثبتناه وفرضناه فى المشهد الإعلامي المحلي
"
أشطارى" تسحب من 3 إلى 4آلاف نسخة وبسبب الاقبال عليها لم يعد بمقدورنا الاحتفاظ حتى بنسخ للأرشيف
"
أشطارى" تجربة لها مابعدها فى تاريخ الصحافة المحلية عموما والساخرة خصوصا فلقد حافظت على خطها وأسلوبها ومدرستها والمنحنى المتصاعد للإقبال عليها ونجحت فى ربط الموريتانيين والبيظان عبر العالم بثقافتهم وتراثهم وجعلهم فى صورة مايجرى من أحداث بطريقة بسيطة مرحة تستبطن مع الخبر الرأي والتحليل والمعلومة والنقد والتراث والثقافة
قمنا بإصدار أعداد من الجريدة باللهجات الوطنية الموريتانية فكانت مزيجا من البولارية والصوننكية والولفية والفرنسية والعربية والحسانية لكن التجربة توقفت لأسباب يطول شرحها وإن كانت مادية إجرائية بالأساس

س:أحد المواقف الطريفة التي حدث معكم.

ج: استوقفنى شرطي ذات مرة وسألنى عن إتاوة إشارات المرور فقلت له سأدفعها فورا ولكن لماذا ندفع فاتورة إشارات متعطلة؟
استغرب ماقلته له قبل أن أضيف انظر هناك تلك الإشارة من حوالى ثلاثة أيام وهي "يابسة" على "الأصفر" خذ هذا المبلغ وادفعه للعمدة وقل له إننى أساعده به على مواجهة أموره المنزلية وحبذا لومر من هنا لرؤية الإشارات التى يقوم بجباية ضريبة تعطلها
ضحك الشرطي كثيرا وهو يحدق فى الإشارة المتعطلة

س: حبيب الممرض هل يوجد في موريتانيا مستشفي بالمعنى الحقيقي؟

ج:
لايمكننى القول إنه يوجد مستشفى بالمعنى المعاصر للكلمة فى موريتانيا رغم أن المركز الاستشفائي المركزي بنواكشوط صمم أصلا ليكون شبه مدينة طبية ويتوفرعلى أغلب التخصصات الطبية المعروفة عالميا مع طواقم وطنية ذات كفاءة وتجربة ولايمكننى نفي وجود خطوات متقدمة لبناء مستشفى عصري متطور لأمراض القلب سيخضع للمعايير الدولية فى المجال وهوممول من البنك الإسلامي للتنمية وقدبدأ العمل فيه على أن يكون جاهزا فى حدود سنتين من الآن تقريبا

س: مار أيكم في من بطا لبون الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالرحيل؟ مع أم ضد؟

ج:
إذاكان الرحيل عبر صناديق الاقتراع فليرحل عزيز ومعه الطبقة السياسية أغلبية ومعارضة ولننتخب جيلا جديدا موحدا ووطنيا فكفانا سباحة فى متاحف التاريخ السياسي فلقد سئمنا هذه المومياءات المحنطة ونريد وجوها ودماء وطنية جديدة

س: حبيب الإعلامي الجاد والساخر والممرض والنقابي بماذا تنصحون الشباب الموريتاني؟ 

ج:
أنصح الشباب الموريتاني بالتفكير فى مستقبل البلاد ودعم جهود الوحدة والتعايش وبناء وطن قوي للجميع والابتعاد عن الارتهان السياسي والاجتماعي والاهتمام بالاعمال الانسانية كدعم المرضى وذوى الاحتياجات الخاصة والتطوع بتنظيف المساجد والمستشفيات والطرق والمدارس وتشجيرها فعليهم وضع بصمات باقية على الأرض والابتعاد عن شعارات جوفاء تذهب مع الريح

س: ماذا ستحقق مبادرة الرئيس مسعود والد بلخير خصوصا بعد مناشداته اليوم للرئيس؟

ج: من الواضح أن مبادرة الرئيس مسعود ألقت حجرا ثقيلا فى مستنقع سياسي محلي آسن
أتوقع أن تحقق بعض النجاح فهي محل إجماع وطني ومن لايؤيدها لانقاذ البلاد من الازمة السياسية المحلية العاصفة فلا أقل من أن يتمسك بها لتوصله وفق آلياتها إلى الإنتخابات القادمة

س: ما هي أحسن المحطات الوليدة أداء برأيكم؟

كل المحطات الوليدة سواء كانت إذاعية أوتلفزيونية لها وعليها تحسن تارة و"تخشن" أخرى ولا أفرق بينها وأتمنى لها النجاح

س: إضراب الحمالة، وقفة احتجاجية لبعض الإعلاميين، مظاهرات الماء، مشعل... أين تتجه موريتانيا؟

ج: موريتانيا تتجه نحو مستقبل واعد بحول الله وكل هذا الحراك وهذا الاحتقان مبشربولادة مجتمع موريتاني جديد وعلى أسس سليمة قوامها الوطنية والعدالة الاجتماعية وهذه الانتفاضات دليل وعي وشعور بالمسؤولية حتى وإن ركبها سياسيون انتهازيون متلونون ولموريتانيا أبناء لن يتركوها للفوضى والانهيار وسيتمسكون بركائز خيمتها لتبقى ثابتة فى وجه كل الأعاصير والهزات والعواصف

س: ما رأيكم في فكرة تدوينات ريم؟

ج:
"تدوينات ريم" فكرة طيبة وجهد يذكر فيشكر خاصة وأنها تقتنص من التدوينات أقواها وأجودها وأنفعها ومن الواجب أن يحافظ القائمون عليها على تلك الروح الإبداعية ويمنعوا تسلل الطحالب الضارة إليها من محارم اللسان وساقط القول وفاحش الكلام لصيانة محتواها فهي نبتة طيبة فى أرض طيبة ويجب أن تبقى كذلك


أستاذ حبيب الله ولد أحمد شكرا لكم على قبول الدعوة
ولكم جزيل الشكر والامتنان مع كل أمانى التوفيق والنجاح مبتدء وختاما

هناك تعليق واحد :

غير معرف يقول...

شكرا الإعلامي الكبير حبيب الله ولد أحمد على رحابة الصدر
وألف مبروك تدوينات ريم على هذه المقابلة الرائعة