الأربعاء، 15 مايو 2013

بأمر من عقيد معقد كنت مقعدا في سجن "بومديد" إلى حين!


بأمر من عقيد معقد كنت مقعدا في سجن "بومديد" إلى حين! 

..كان "كابيلا" يطارد "موبوتو" في طريقه نحو مقبرة مسيحية مهجورة في حي السفراء بمدينة الرباط، و"شيراك" في طريقه إلى "الأليزي".. صحبة رفيقين ومخبر مدسوس؛ كان جسدي حبيس أربعة جدران وروحي سائحة في تفاصيل جغرافية الجمهورية الدستورية.. أمي طريحة الفراش وأخي الأصغر يحضر البكلوريا و فضل"يس" يلحق بي في "بومديد"! 

قضيت خمسة وأربعين يوما أرقب تخاذل عقارب سويسريتي الثمينة، في حضرة صمت المذياع الغائب وحميمية قراءاتي الممنوعة.. أعيد باستمرار إلاكة رغبة جامحة في احتضان أناملي قلما، أو عود ثقاب، أو حرارة نبض يعيد لحياتي ثقل وجود! 

في بيت شيدته أيادي "محاربين سينغاليين" بأموال صمغنا، وإرادة مستعمر الأمس، تعايشت و حاجبين خشنين مسلحين.. يخشيان  "مدنيتي" وسلمية نضالي من أجل وطن، يحمي الجندي حوزته بدل إهانة نخبه، لأنها تجرأت اقتحام عالم الأحلام الوردية.. بأمر من عقيد معقد كنت مقعدا هناك إلى حين! 

أنا 

سجن بومديد، سبتمبر 1996بأمر من عقيد معقد كنت مقعدا في سجن "بومديد" إلى حين!

..كان "كابيلا" يطارد "موبوتو" في طريقه نحو مقبرة مسيحية مهجورة في حي السفراء بمدينة الرباط، و"شيراك" في طريقه إلى "الأليزي".. صحبة رفيقين ومخبر مدسوس؛ كان جسدي حبيس أربعة جدران وروحي سائحة في تفاصيل جغرافية الجمهورية الدستورية.. أمي طريحة الفراش وأخي الأصغر يحضر البكلوريا و فضل"يس" يلحق بي في "بومديد"!

قضيت خمسة وأربعين يوما أرقب تخاذل عقارب سويسريتي الثمينة، في حضرة صمت المذياع الغائب وحميمية قراءاتي الممنوعة.. أعيد باستمرار إلاكة رغبة جامحة في احتضان أناملي قلما، أو عود ثقاب، أو حرارة نبض يعيد لحياتي ثقل وجود!

في بيت شيدته أيادي "محاربين سينغاليين" بأموال صمغنا، وإرادة مستعمر الأمس، تعايشت و حاجبين خشنين مسلحين.. يخشيان "مدنيتي" وسلمية نضالي من أجل وطن، يحمي الجندي حوزته بدل إهانة نخبه، لأنها تجرأت اقتحام عالم الأحلام الوردية.. بأمر من عقيد معقد كنت مقعدا هناك إلى حين!

أنا

سجن بومديد، سبتمبر 1996

ليست هناك تعليقات :