السبت، 1 أغسطس 2015

محمد لغظف ولد أحمد وقفة مع طرائف المختبرات الطبية:


وقفة مع طرائف المختبرات الطبية:
لا تثقوا كثيرا بالأدوية الفرنسية، يقول المطلعون إن البحث العلمي يعاني بفرنسا بسبب إهمال الدولة، واحتكار المختبرات الأنجلوفونية لمصادر البحوث الجديدة، ولولا شريان الحياة العلمي الذي تتنفس به الفرنسية عبر الإقليم الكندي الصغير لكانت
لغة ميتة علميا.
من أكبر الكذبات التي تغطي بها المختبرات الطبية عجزها، ما يسمى "الأعراض الجانبية"، واسمها الصحيح "الأمراض الجانبية". فيأخذ المريض مثلا دواء لعلاج القيء، فيجد أن من أعراضه الجانبية السعال، فإذا أخذ دواء للسعال وجد أن من أعراضه الجانبية القيء، فيدخل في دائرة استشفائية طريفة لا نهاية لها. ومن طريف ذلك دواء "فليوريكس" الذي يعالج الإسهال، وفي نفس الوقت يسبب الإمساك وألم البطن (ليس هناك وسط)، كما أنه أيضا مضاد للبكتيريا، وفي نفس الوقت مسبب للإصابة بالحمى.
ومن المضحك، بعض الأدوية الطريفة التي تعالج مرضا واحدا، فإذا نظرت إلى قائمة أعراضها الجانبية وجدت: "هذا الدواء يسبب الغثيان والصداع والأرق والحكة والفقدان المؤقت للذاكرة والاضطراب وفقدان التركيز مع موجة إسهال حادة"، فتقول: "اللهم اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك".
تنافـُس مختبرات الأدوية في العالم، جعل ثمة إفراطا في ابتكار الأدوية لأمراض معينة بغض النظر عن الأعراض (الأمراض) الجانبية التي قد تترتب على تناول الدواء نفسه، ولا ندري هل ذلك بسبب تسرع الإنسان، أم بسبب عجزه عن السيطرة على محدودية أدوار الأدوية.
لا أحرض في هذه التدوينة على الصيدليات وعلى عدم التداوي، إنما أردت التنبيه فقط لضعف الإنسان وعجزه مهما بلغ من تطور في الصناعة والبحث العلمي. عشتم طويلا.

ليست هناك تعليقات :