الثلاثاء، 30 يونيو 2015

Abdallah Hormatallah ‏ شعر الصبى؛


شعر الصبى؛
كان للشعر في صباي حضور دافق وحنون، وكانت السياسة أسلوبي في "التميز" عن طموحات الموظفين السامين الفارغة من كل ذوق، والمجردة من ذكاء "المبادرة"، المسلوبة ثقافة وطعما؛
كانت ثقافة "الكياسة" والصبر قد
رصعت ورع والدي الذي لم يوفق أبدا في إضمار أحاسيسه، التي كانت تفضحه كلما صعدت رغبته في احتضاني، ليتدارك بتصغير حميم لإسمي؛
من والدتي الأمية تعلمت معايير "الديالكتيك" قبل اكتشاف مقررات الفلسفة، وعشقت لأول مرة المتنبي، الذي كانت دائمة الاستشهاد به في نبرتها المتمردة على الحتميات المبًلدة لكل "ربة بيت" في مجتمع تخترق شخصية المرأة القوية فيه حصار الطبشور والكراس؛ كانت محرضة بارعة ضد الحيف، ومحللة فطنة لهموم العالم، كانت تتعلم بسرعة
تلقائية، وتتمسك بمستقبلنا الدراسي بوثنية جامدة؛
السياسة بالنسبة لي اطلاع مستمر على تراث القيم الإنسانية عبر العالم، وإتقان "طرح" الخصم، ومشاطرة الناس حياتهم اليومية؛ إضافة إلى "تميز" أدبي يزيد طموحات السياسة رونقا وجمالا؛
أعتقد أنه إن كان قدر لي الميلاد خارج مسرح التخلف والجهل، لكان الوعي السياسي أقل حدة وأكثر تركيزا على أشياء أكثر جمالية وشاعرية في حياتي؛
كما يحلو لصديقي المغربي، كرمون : "لندفع ضريبة الوعي".. ما أصعب قدرا غير الذي ولدنا لنصادف، في تلك "المرارة" يكمن جزء من حياة...
من؛ فؤادي؛

ليست هناك تعليقات :