الاثنين، 4 مايو 2015

Khadjetou Sidine قراءة فى مؤتمر شباب لحراطين والمؤتمر التأسيسي لحزب نو!


قراءة فى مؤتمر شباب لحراطين والمؤتمر التأسيسي لحزب نو!
المؤتمران يشهدان على ضعف الدولة وحالة الفوضى والتسيب الغير مسبوق فى تاريخ الوطن، وعلى سذاجة القائمين على الشأن أو تواطئهم؛ حزب نو وإن كان
جاء كردة فعل على أفلام وإرا كما يقول مناصروه، هي ردة فعل ما كان ينبغي لها أن تكون لأنها ستؤسس لجيل عنصري لا يمكن التحكم فى تصرفاته مستقبلا، فالشحن الفكري فى مجتمع متعدد الأعراق خطير جدا وهادم للتعايش السلمي، ويحق لنا التساؤل من أين أتت الفكرة الوليدة؟ من وراءها؟ من موَّلها؟ على كل من نظَّر لها لا يخدم الوطن! أمَّا إيرا فبطبيعة الأقدمية على حزب نو فيمكننا الجزم بعلاقاتها خارج الوطن ولكن لا ندري ما طبيعة تلك العلاقة، و ممّا لاشك فيه أن كل من يدافع من أجل محاربة تهميش وإقصاء لحراطين من حيث المبدأ يدافع عن قضية عادلة وإن كان النهج بالنسبة لإرا خاصة نهج متطرف يستهدف زرع الفتنة بين بعض مكونات المجتمع، ولكن يمكن التغاضي عن ذلك مادام فى إيطار المشاكل الداخلية ولكن من غير المقبول نقل المشاكل الداخلية خارج البلد، ويطرح ذلك أكثر من سؤال، لماذا تستضيف السنغال هذا المؤتمر؟ أليس تدخلا فى الشأن الداخلي؟ وهي الجارة التى تربطها الكثير من العلاقات والمصالح مع موريتانيا، وهي التى تضم أرقاء وأرقاء سابقين فى مجتمعها ومنهم الرئيس ماكي صال، لماذا لا يبدأ بالمسكوت عنه فى بلده؟ إن كان دافعه التعاطف أومناصرة حقوق الإنسان، أبدا لايمكن له كرئيس دولة أن يتصرّف بعواطفه، إذا من دفعه إلى هذا التصرف؟ يحق لنا هنا أن نوسع دائرة التفكير، من المعروف أن أحداث 87 اتضح وقوف فرنسا وراءها فى مخطط قديم جديد لتقسيم البلد على أساس فئوي، تلك المرة أستخدموا ورقة الزنوج وحدث ما حدث والذى نأسف على بعض فصوله، فى ظرف دولي مختلف فكان صدام رحمه بالمرصاد لذلك المخطط، وفى نظام مختلف أيضا حكم البلد حينها وكان رغم علّاته يفهم اللعبة جيدا؛ أمَّا الآن وقد تغير الوضع الدولي والمحلِّي ربما رأى الغرب أن الوقت مناسبا أكثر من أي وقت مضى لتنفيذ مخططه وبورقة فئوية جديدة ربما أربح من ورقة الزنوج الغائبين مظهريا والحاضرين فى كل التفاصيل وليس غيابهم عن مسيرة الميثاق إلّا غيابا تكتيكيا، تلك الورقة التى اتضح عجزها عن الوصول للهدف، فأبدلت بأخرى جديدة و هي شق شريحة البيظان على أساس اللون!
فظهور بعض المؤشرات مثل إعادة فتح لموند لملف أكرا تدل على أن فرنسا أصبحت تولي ظهرها للنظام وإهتمامها الزائد هي وحليفتها أمريكا وتدخل سفرائهم فى كل واردة وشاردة يدعم ما سبق ذكره، بالإضافة إلى التصريح المريب لمدير شركة كوسموس بأكبر إكتشاف للغاز فى الساحل الموريتاني وفى نفس الوقت إعلان صحيفة سنغالية أنه صرح بنفس المعلومات للرئيس السنغالي( بل زادهم أن الإكتشاف يضم نفطا) في نفس المنطقة وفي جانبهم من الضفة، يطرح الكثيرة من علامات الإستفهام! أرجو أن لا يكون لغما! والأخطر هو عدم إكتراث السياسيين بصفة عامة وخاصة القائمين على الشأن العام وإنشغالهم فى التجاذبات السياسية هل هو غباء سياسي أو غياب للرؤية؟ أم بيع للوطن مقابل مصالح ضيقة؟
أرجو من الجميع تحمل للمسؤولية وجعل الوطن فوق كل إعتبار فمهما تقوَّى البعض بالخارج فلا يستطيع تحقيق أي هدف! بل سينجر البلد إلى حروب أهلية لا تحمد عقباها، والتفهم كل شريحة أننا ركاب سفينة واحدة إما أن تسير إلى برِّ الأمان أو تغرق لا قدّر الله!

ليست هناك تعليقات :