الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

ناجي محمد الإمام شُكراً ... المُنصف المرزوقي


شُكراً ... المُنصف المرزوقي
تونس هذه التي تأخذ في الخارطة الاستعمارية شكل قربة أو ركوة في أعلى خارطة القارة هي إفريقيا أو إفريقية الدولة العظيمة التي أخذت اسمها من القائد اليمني العملاق " إفريقش"الذي
دخلها على رأس حملة من الاقيال اليمانين عدة أزمنة قبل الميلاد وأسس فيها امبراطورية كان لها شأن في تاريخ القارة ليس أقله التسمية.
بعده جاءت حملة أحفاد اليمانية من الفينيقيين الشوام ليعيدوا للمنطقة سالف عهدها مع هانيبال"حنبعل"وقرطاجنة...
ثم تكون قاعدة الفتح الاسلامي وحاضرة الصحابة الاجلاء و لاحقا بؤرة الثورة العبيدية و منطلق الفاطميين ...
هذه التونس المؤنسة في مطلع القرن الحالي ستشهد حراكا فكريا و سياسيا صاخبا سينتهي بالبورقيبية في وجهيها الأصلي و التمثُّلي ، و تشاء الأقدار أن تدفعني شابا حدثا مع مثقفين عربا إلى لقاء " المجاهد الأكبر" ثم تطوح بي إلى خليفته" بن علي" ...
وفي نفس المكان الاسطوري بقصر قرطاج سألتقي الرئيس المثقف الطبيب العروبي "المرزوقي" مناضل حقوق الانسان ومثقف المجتمع المدني متعود الأسفار و المعارضة و شظف العيش و الموقف...
استقبلني في القصر المنيف على مائدة فخمة كانت تضم إلى أسلافه مُرفَّهي الدنيا بعيدا على خليج بونه عن النظرات الطفيلية...
كان همه الأول أن يجمع قمة من القادة العرب للنهوض باللغة العربية
وهو القائل إن العرب لا يستحقون العربية...
من ديسمبر2013 إلى اليوم و هو يُراكم الدعوات و المبادرات دون أن تنعقد قمة معالجة مسألة اللغة...
في الوقت الذي يعترف فيه بفوز غريمه بالرئاسة، يسعدني كصديق و رفيق كفاح أن أسجل إعجابي اللامتناهي بديمقراطيةو حضارية هذا السلوك ، فإنني أتذكر مُقدراً غيرته للغة و تضحيته من أجلها و أعلن أن أجيال الأمة ستحفظ له كل ذلك في ذاكرتها عرفانا له بالجميل...

إنا ، وإن اختلفنا معك ، سيدي الرئيس ، في العديد من الملفات السياسية العربية و التونسية، فإننا متفقون معك في الثوابت و على رأسها الانتماء للأمة لغة و عقيدة و تراثا..
فخامةَ الرئيس محمد المنصف المرزوقي... باسم لغة الضاد: شكراً لك و إلى اللقاء...

ليست هناك تعليقات :