التبراع-Habib Ouldahmed
يعتبر "التبراع" ظاهرة أدبية وحالة إبداع فريدة ذلك أنه لون أدبي نسائي خاص طالمااستوقف الباحثين والمهتمين بالأدب الموريتاني بل واستفزهم أحيانا باستثنائيته شكلا ومضمونا
و"التبراع" هو أدب نسائي لدى مجتمع البيظان يفيض إبداعا واختصارا وشجنا
وقد أفرد الباحث والأديب الصحفي الحسين ولد محنض دراسة قيمة لهذا اللون الأدبي المميز وأعدت عنه الأستاذة السالكة منت اسنيد الصحفية الشهيرة رسالة تخرج جامعية قيمة وتفضلت المترجمة والباحثة الأستاذة عيشة منت أحمدو بترجمة أشهر التبريعات إلى اللغة الفرنسية فى ظاهرة إبداعية غير مسبوقة
وذات مرة قال الأستاذ التقي ولد الشيخ إن "التبراع" يحمل محتوى دينيا مهما من حيث عدد تقطيعاته الوزنية التى تقل بالنصف عن التقطيعات الوزنية ل"لغن" موضحا أن ذلك انسجام مع ماورد فى القرءان الكريم من أنه (للذكر مثل حظ الأنثيين) ف"الكاف" يضاعف"التبريعة" من حيث عدد "التيفلواتن"
وتتميز "التبريعة" بأنها تشحن كلمات قليلة بعواطف وأحاسيس لاتكفى مجلدات شعر ونثر للتعبير عنها وذلك وفق إيقاع موسيقي صارم وجميل يحترم خصوصية المرأة ونظرة المجتمع إليها فتأتى العبارات دافقة بالحياء والرمز والإيحاء الذى يفضحه صدق المشاعر ويغلب عليه الأسى ويتلون بلوعة الفراق ويتدثر بالشجن ولهيب الشوق والذكريات
إن "التبريعة" هي "أس. أم. أس" يكتب بالقلب والدموع ويرسل عبر أجنحة الشوق ليحمل من تعابير الحب والهيام ماتنوء بحمله راسيات الجبال
من أشهر التبريعات صدى وانتشارا وبلاغة وصدقا وإبداعا
أولافي حفره
من حبو ترفدم لخره
بيبات الشعره
كالعه من كوم حمره
آن وأديان
سلمن لمر الملان
ليلت وداعو
كلب وأخلاكى ماراعو
يالبال اتهن
لمرالملان ماه أن
ذالسقم الطارى
ثابت رواه البخارى
حاجلك مراد
كعدتن ذيك أعل لغراد
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق