Abbass Braham-مغالطة
مغالطة
-------
رأيتُ اليوم هذه المغالطة المنطقية تتكرر. في إطار نقاش علاقة الأحزاب بالعمل الخيري، وهو نقاش فكري مطروح في الفلسفة السياسية، فإن بعض المتحمسين لخيرية الأحزاب (بدل تحويل الخيرية لهيئات المجتمع المدني، التي لا مشكلة في أن ترتبط بالأحزاب) فإن البعض قدّم هذه الصورة المنطقية: "إذا كنتم تعتبرون أن ما قام به الحزب الفلاني من الأعمال الخيرية رياءً فلم لا تقدمون لنا رياءً أنتم الآخرون؟".
هذه مغالطة منطقية تسمى بـ plurium interogationum، وهي تتعلق بفرض الإجابة على سؤال غير مطروح. إذا كان من يرفض عملا ما بحجة أنه رياء فسيكون من الغباء مطالبته بالقيام بذلك العمل. إن التوصفة االمنطقية الأدق هي :"إذا كنتَ تعتبر هذا رياءً فلا تفعله أو ندد به" وليست "إذا كنتَ تعتبر هذا رياءً فقم به أو اصمت عنه".
طبعا أنا أناقش هنا من منظور منطقي صوري محض أما بخصوص صميم النقاش فإن فهنالك أشياء عميقة تتعلق بتقسيم العمل بين فئات المجتمع المدني وتتعلق بالفصل بين الدعوة والسياسة (وهو مشروع إسلامي) وتتعلق بالفصل بين الأحزاب والعمل الخيري وتتعلق بمفهوم الأخلاق الإسلامي الذي يرفض الكسبية أو المعيار الإنسانية كنقيض للسرية والتقوى وكمقصد لوجه الله، وغيرها من الإشكالات التي هي مهمة، التي يمكن نقاشها بعيدا (أو قريبا) عن الحملات السياسية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق