احتـــفــالـيــات الفشـل والـكــســل
احتـــفــالـيــات الفشـل والـكــســل
هذا الشخص لا يحتفل غداً بذكرى تأسيس الوحدة الأفريقية. ولا يحتفل بالاتحاد الأفريقي. لأن الوحدة والاتحاد بعدها ظلا على الدوام نصبين تذكاريين للفشل السياسي والتنموي، تماماً كذلك النوع من الأندية الحكومية الفاشلة العاجزة عن الارتقاء إلى تطلعات الشعوب كما هي حال الجامعة غير العربية، ومنظمة... التهاون الإسلامي، وغير المأسوف على انقراضه اتحاد دول المغرب الفرنسي.
إنني أعتز بانتمائي لمهد الحضارات، وملتقى الثقافات، القارة السمراء، ولذلك أربأ بنفسي عن الاحتفال بذكرى تأسيس اتحاد حكومات الاستعمار، وأندية الطغاة، وأباطرة الغابة، وأكلة لحوم البشر، الذين أجهضوا أحلام التنمية، وفرص بناء الدول الوطنية، في مرحلة ما بعد الكولونيالية. كما أجهضوا أحلام وتطلعات الشعوب الأفريقية لتطوير شراكات، وحفظ الثروات الوطنية من النهب والسلب على أيدي مستعمري الأمس، شركاء اليوم في التنمية! الذين يسرقون مقدرات القارة جهاراً نهاراً، وبمباركة ومشاركة من نظم أفريقية كاريكاتورية، ينخرها الفساد والاستبداد، ولا تحسن سوى الرقص على جثث الشعوب الفقيرة، وتبديد ثرواتها الكثيرة.
ولكل هذه الأسباب وأكثر، اعتبروني غداً غير محتفل بذكرى تأسيس الوحدة الأفريقية، وستمر هذه الذكرى وأنا أنظف أظافري بصمت، إن شاء الله. وأرجو أن تعتبروا أنتم أيضاً أنفسكم غير محتفلين، لأنكم حقاً أكبر من أن تضيعوا وقتكم في مثل هذا النوع من احتفاليات الفشل والكسل، وقلة العمل.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق