السبت، 10 أكتوبر 2015

محمد أحيد سيدي محمد بهذه الزفرات ودعت أبي يوم قضى ، فلا تنسوه من الدعاء ، اليوم يمضي شهر على رحيله "


بهذه الزفرات ودعت أبي يوم قضى ، فلا تنسوه من الدعاء ، اليوم يمضي شهر على رحيله "
دع الدمعَ يجْرِي لا تكُفَّ انسكابَهُ // ففيه تَداوِي القلبِ ممَّا أصابَــــهُ
وخلِّ شؤونَ العينِ ينهلُّ دمعُهَـــا // فيشْفِي امرَءًا مُرُّ المصائبِ نابَهُ
رمتهُ تصاريفُ الزمانِ و أجهزَتْ /

/ عليهِ فأبدَى صبرَه واحتســــابَهُ
وأضمرَ حُزْنًا لو تنزَّلَ عُشـــــرُهُ // علَى جبلٍ صلـــــــــــــدٍ أشمَّ أذابَهُ
تجلَّدُ حتَّى قِيلَ ليــــــــسَ بجــــازعٍ // وفِي القلبِ أخفَى حزنَهُ واكتئابَهُ
وشدَّ وثاقَ الحُزنِ بالصبرِ والرِّضَى // ومحَّـــــــضَ للمولَى بذاكَ اقترابَهُ
وجاشتْ به في النفسِ لوعةُ فاقدٍ // أبًا قُنَّة العليــــــــاءِ كانتْ نصابَهُ
أبًا لم يكنْ إلَّا إلى الله سعيُــــــــهُ // و أخلصَ فيه كسبَهُ واكتسابَـــــــــهُ
تولَّاهُ طفلًا وانتمَى في شبابِهِ // إليهِ فسلْ من عــــــاشَ معْهُ شبابَهُ
وأقبلَ كهلًا نحوهُ متبتِّــــــــلاً // وشدَّ إليهِ وهو شيخٌ ركابَــــــــــــهُ
فمنْ ذا يضاهِي حبَّه وامتثالَـــه // ومن ذا يضاهي خوفَهُ واجتنابَهُ
ومنْ ذا يضاهِي زهدَه وانقباضَه // عن الأمرِ إن شكٌّ من الأمرِ رابَه
ومن ذا يضاهِي برَّه بِعشيـــــرِه // إن الدهرُ أبدى بالمصائِبِ نابَـــهُ
لقد قالَ فيهِ المادحُونَ فأسهَبُـــوا // وما أحدٌ في ما علمْنَا أعابَـــــهُ
وعاشَ نقيِّ العرضِ من كلِّ ريبِةٍ // تقيًّا سخيَّ الكفِّ لا لؤْمَ شابَــــهُ
مُوطَّئَة أكنافُــــــــهُ مَا رأَى امرؤٌ // خلائقَــــهُ إلا أحبَّ اصطحَابَـــهُ
تُوفيَّ عن ستٍّ وتسعينَ حجّة // كساهُ بهَا تقوَى الإلَهِ إهابَهُ
ألا إننِي والله يشهدُ صابــــــــِرٌ // ومحتسِبٌ فقدانَـــــــهُ ومصابَهُ
و يُثلجُ صدرِي أنه عاشَ طائعًا // لمولاهُ يَخشَى سخطَهُ وعِقابَهُ
فمَا صالحٌ إلَّا تعمدَ فِعلَـــــــــــهُ // وما طالحٌ إلا وهابَ ارتكابَهُ
وكم باتَ طولَ الليلِ يبكِي تضرٌّعًا // يُرَجِّى رضاهُ أو يخافُ عذابَهُ
فياربِّ هيِّءْ في الجنانِ مُقامَــــــهُ // وسهِّلْ وهوِّنْ يا كريمُ حسابَهُ
ويسِّر لهُ لطفًا يُهدِّئ روعَــــــــــهُ // و ناولْه باليمْنَى إلهِي كتابَــهُ
وحُطَّ الخطايَا واغفر الذنبَ كلَّهُ // ويسِّر علَى حوضِ النبيِّ شرابَهُ
وأكرمْ بنيهِ والبناتِ ومن لـــــــهُ // إليهِ انتسابٌ فلتعزَّ انتسابَــــــهُ
وصل على خيرِ البريَّة أحمـــدٍ // صلاةً بها ينسَى المُصابُ مُصابَهُ

ليست هناك تعليقات :