السبت، 15 أغسطس 2015

Khaled Elvadhel التدوينة رقم 401

التدوينة رقم 401
بعد شراء جهاز محمول من السوق السوداء شتاء 2013 من أول دخل نقي تماما من شوائب "الهبات"،وانتهاء حقبة مريرة من التطفل والتسول الإفتراضي،بدأت رحلتي الحقيقية مع البوح العشوائي،واليوم العنوان رقم 401!
قصتي مع الكتابة بدأت مع الرسم،لكن عدم عثوري على "علبة ملونة" وأوراق بيضاء جعلني أكتفي بالفحم وأقلام الرصاص،محولا جدران منزلنا إلى لوحة كبيرة نافستني فيها الخطوط المتعرجة التي كانت مياه الأمطار تصنعها صحبة بيوت النحل وما ينسجه العنكبوت من جسور شفافة!
بعدها وجدت قلبي ينبض بسرعة  كلما مرت خطواتي قرب "الباب الأحمر"،فرسمت وجهها لكن ذلك لم يرضي القمر في تلك الليلة الصيفية،فوجدتني في الصباح أكتب قصيدة لا سواحل لها-إنه الشعر-بدأ ينهمر بغزارة،بعدها أطل "لغن" وبدأت قوافل "الطلع" والقصائد تنقل الشجن من أعالي الخيال إلى باحات الدفاتر!
تزوجت هي وتعثرت أنا في الباكلوريا،وكتبت آخر قصيدة واحرقت تراث عينيها في مساء دافئ،وحملت حقائبي وأحلامي إلى عاصمة "التلمايت" مررت على المدن والأرياف-إنها موريتانيا-حسبت نواكشوط يشبه "الجنَّة" بعد وصولي وقعت في حب "امبورو وبير" والبحر،وكان المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية يطوي فراش التعهدات ويسلم السلطة على طبق من الأماني "للمدنين العزل"!
في حي "سوكجيم بغداد" كان أزيز الطائرة ليلا يحمل أحلامي بعيداً إلى محطة "ناسا" وأنا ملقي بين سلاسل الفيزياء والعلوم والرياضيات،لكن العلوم طعنتني من الخلف،لأقع في فخ كلية العلوم والتقنيات التي أذابت طموحي وأكسدت أهدافي،مرت السنوات تباعا بشكل رتيب كمسطرة البرامج في التلفزة الوطنية،صيف 2011 خرجت كيوم ولدتني أمي من الجامعة ودخلت معصوب العينين إلى المدرسة "العليا" لتكوين الإساتذة-حتى لا أتظاهر مع "كواس" حامل شهادة-خرجت منها وبدأت تعلم فنون الطبخ ومغازلة نهاية الشهر "وخنيك الديك عل الحبَّة" في أعماق الوطن،وبدأت أشيخ بسرعة،ليلة البارحة سألت موقع الوظيفة العمومية عن تاريخ تقاعدي فأخبرني أن ذلك سيكون سنة 2045،فسألت نفسي متى تتقاعد أحلامي؟
الحياة هكذا،وأنا أصبحت "مُهما" على الأقل في أزقة الفيسبوك،مع أن عدد "الإعجابات" التي أتحصل عليها في الواقع كعدد أصابع يدي،أنا شخص خجول و"جبان" لأن لغتي رمزية وغير تصادمية،فلو تحدثت عن المجتمع والأفكار من حولي بلغة عارية لربما قذفتموني بالحجارة بدل الإطراء!
أشعر بآالام في الظهر وأظن أن الملائكة عليه ربما لا تسجل إعجابها بهذا الكم الكبير من الكلام 401 تدوينة،ربما تصلح لأن تكون كتاب تضعه مراهقة تحت وسادتها في ليلة عابرة!
ربما حان الوقت لكتابة الأشياء الطويلة والخروج من عباءة الوقت،ومحاولة معرفة الطريق إلى قمة الجبل!
أنا عابر وأنتم عابرون والحياة عابرة والأشياء من حولنا عابرة لابد أن أمدح نفسي قليلا وأقول لكم أن قلبي أبيض والحمد لله وأنني أكتب وحسب وأظنني وصلت لشيئ يشبه الصفاء الروحي،فحركة الأجساد لم تعد تلفت انتباهي وكذلك لمعان الأضواء،أنا سعيد جداً وتلك الأحزان المكدسة في ثنايا حروفي قرأتها في عيونكم الشاردة في مرايا الواقع!
نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)،وهذا المساء كأنني رأيته من قبل،إنه يشبه الرشفة الأخيرة من شراب لذيذ.....الساعة الثامنة و 5 دقائق دمتم بخير

ليست هناك تعليقات :