ً...
البقاء للأقوى!
بين هذه الكهوف الأسمنتية التي تتكاثر بشكل أفقي وتحت هذه السماء الشبيهة بقناة تتعرض للتشويش،أعتقد أن الحياة خدعتني،ما كان على أن أركض بسرعة وأنا في ذلك المارثون-الصراع الأول-الذي نافستني فيه الملايين من "الحيونات المنوية"،إنها الأقدار جلبتني إلى هنا قبل سقوط جدار برلين وقبل كهربة المدن،أظنني أتذكر
اللقطة الأولى من الحياة،مساء ماطر ومعزاة تحتمي بجذع شجرة من الطلح،في البداية حسبتها لذيذة عندما رأيت أطفال الحي يلعبون تحت الشمس ويأكلون بسكويت "الجنة"،ونظرت للأفق فحسبت الجنة تقع خلف الجبال المحيطة بالحي...كبرت قليلا،ورأيتهم يتراشقون بالحجارة في حينا الصغير بسبب السياسة...في مساء صيفي جمعنا بعض التبرعات واشترينا كرة لنلعب بها وعند الغروب دب خلاف قوي من سيذهب بالكرة إلى أهله،أشار أحدهم برأي أرضى جميع الأطراف المتنازعة،بأن نقطع الكرة إربا إربا وكل واحد يأخذ رقعة منها في اليوم الموالي لم نجد كرة لنلعب بها،أدركت بعدها أن التعصب قد يجعل الجميع يخسر،ذات مساء كنت أنا وصديقي نتسكع بمحاذاة الملعب فبرز لنا طفل مشاكس يريد المبارزة تقدم له صديقي-فأنا كنت حمامة سلام-صرعه صديقي فجأة جاءت أمه بدل أن تعاتبه قالت له "أطيرك" يصرعك هذا الفتى القصير إذهب إليه ووقفت بحماس لتشجعه وتحمس أبنها أيضا،لكن صديقي صرعه مرة أخرى،بعد سنوات أدركت أن تلك الأم كانت محقة فهي تدرك حجم الصراع الذي ينتظر إبنها وتريده أن يكون قويا،نعود لقصة الحيونات المنوية فوجودنا ناتج عن صراع شرس خضناه مع الملايين من الحيونات المنوية وهي في طريقها للبويضة،وفوزنا يعني أننا كنا الأقوى والأكثر لياقة بدنية،وهذه هي الحقيقة نحن في صراع شئنا ذلك أما أبينا،والبقاء للأقوي،والقوة هنا لا تعني الظلم والعنف والدمار،سمعت أنهم عثروا على كوكب يشبه الأرض وقابل للحياة،شيئ عظيم لكن بعضنا لا يزال يبحث عن الحياة على الأرض،جمعتكم مباركة
من المتهورة نوكيا 205،وحبذا لو أخبرني كل واحد منكم عن مكانه بالتحديد،لقد سمعت أنهم يتجسسون علينا،لذلك أخبركم دائما بمكاني لأنه السر الوحيد الذي يمكنني أن أخفيه!
من نواكشوط الشمالي(الحي الإداري) والساعة 10:35
بين هذه الكهوف الأسمنتية التي تتكاثر بشكل أفقي وتحت هذه السماء الشبيهة بقناة تتعرض للتشويش،أعتقد أن الحياة خدعتني،ما كان على أن أركض بسرعة وأنا في ذلك المارثون-الصراع الأول-الذي نافستني فيه الملايين من "الحيونات المنوية"،إنها الأقدار جلبتني إلى هنا قبل سقوط جدار برلين وقبل كهربة المدن،أظنني أتذكر
اللقطة الأولى من الحياة،مساء ماطر ومعزاة تحتمي بجذع شجرة من الطلح،في البداية حسبتها لذيذة عندما رأيت أطفال الحي يلعبون تحت الشمس ويأكلون بسكويت "الجنة"،ونظرت للأفق فحسبت الجنة تقع خلف الجبال المحيطة بالحي...كبرت قليلا،ورأيتهم يتراشقون بالحجارة في حينا الصغير بسبب السياسة...في مساء صيفي جمعنا بعض التبرعات واشترينا كرة لنلعب بها وعند الغروب دب خلاف قوي من سيذهب بالكرة إلى أهله،أشار أحدهم برأي أرضى جميع الأطراف المتنازعة،بأن نقطع الكرة إربا إربا وكل واحد يأخذ رقعة منها في اليوم الموالي لم نجد كرة لنلعب بها،أدركت بعدها أن التعصب قد يجعل الجميع يخسر،ذات مساء كنت أنا وصديقي نتسكع بمحاذاة الملعب فبرز لنا طفل مشاكس يريد المبارزة تقدم له صديقي-فأنا كنت حمامة سلام-صرعه صديقي فجأة جاءت أمه بدل أن تعاتبه قالت له "أطيرك" يصرعك هذا الفتى القصير إذهب إليه ووقفت بحماس لتشجعه وتحمس أبنها أيضا،لكن صديقي صرعه مرة أخرى،بعد سنوات أدركت أن تلك الأم كانت محقة فهي تدرك حجم الصراع الذي ينتظر إبنها وتريده أن يكون قويا،نعود لقصة الحيونات المنوية فوجودنا ناتج عن صراع شرس خضناه مع الملايين من الحيونات المنوية وهي في طريقها للبويضة،وفوزنا يعني أننا كنا الأقوى والأكثر لياقة بدنية،وهذه هي الحقيقة نحن في صراع شئنا ذلك أما أبينا،والبقاء للأقوي،والقوة هنا لا تعني الظلم والعنف والدمار،سمعت أنهم عثروا على كوكب يشبه الأرض وقابل للحياة،شيئ عظيم لكن بعضنا لا يزال يبحث عن الحياة على الأرض،جمعتكم مباركة
من المتهورة نوكيا 205،وحبذا لو أخبرني كل واحد منكم عن مكانه بالتحديد،لقد سمعت أنهم يتجسسون علينا،لذلك أخبركم دائما بمكاني لأنه السر الوحيد الذي يمكنني أن أخفيه!
من نواكشوط الشمالي(الحي الإداري) والساعة 10:35