الجمعة، 10 يوليو 2015

الشيخ ولد بلعمش خواطر مناضل في ذكراه

خواطر مناضل في ذكراه
على ضفاف المُنى محجوزةٌ سُفُني *** و للعِدى ألفُ سيفٍ منْ بني وَطَني
إنْ يحسد الليلُ شمسي فالبقاء لها *** أوْ أنكروني فهذي الأرضُ تعرفُني
نسجتُ للحُلُم الأنقى عباءتَهُ
*** فَجاءت الريح غضبى كيْ تُجرِّدَني
غُذيتُ بالجَفَنات البيضِ في صغري *** فما استطاعتْ فرنسا أنْ تُغيّرني
و سرتُ في منكب البلوى عَلى أَملٍ *** من الحياة و عينُ القتلِ ترصدُني
معي الرفاقُ ... سلوا عنهمْ فما ضعفوا *** و ما استكانوا و ما انحازوا إلى وَثَنِ
لا تسمعوا مُجدِبَ التاريخِ يلمزني *** فيمنْ صحبتُ فيمحوني و يطمسُني
قولوا ’’ تَمَغْربَ ’’ لكنْ لنْ يُفرنِسَني *** حب البقاء و لا الإذعانُ للزمنِ
و ما نسيتُ خييماتٍ بذلتُ لها *** روحي زمانَ رضُوا بالعَجْزِ و الوَهن
خلعتُ نعلي بواد الصبر فابتدأتْ *** كلُّ العقارب في الظلماءِ تلسعُني
كم طاردتْني سيوف الغادرينَ و ما *** أرضٌ حللت بها يومًا تُروِّضني
و كمْ رُميتُ بسهمٍ غاصَ في بَدَني *** و كنتُ أحسبُ أن السهم يُخطئني
لكنَّهُ قَدَري أحيا لِأُنصفَهُمْ *** و ما لديَّ سوى المولى لِيُنصفَني
نفسي فداء لمن أعيا كواهلهمْ *** إصرُ الغريب و جرُّ القيد و الرَّسَنِ
نزعتُ ذاكَ لأني دونَ بسمتِهم *** قلبٌ يمزّقُ بالأوجاعِ و الحزَنِ
لو أنني اخترتُ أطماعي لبعتُهُمُ *** و عدتُ يا ناكري الأفضال بالثَّمن
لي عنفُوان القوافي وَ هْيَ ثائرةٌ *** و لي سلامُ الأماني وَ هْي تغمُرني
و لا تزالُ يدُ المحتلِّ تدفعُني *** و كلُّ من صحبَ الأحرار يحضُنُني
و لا أُساومُ في حقٍّ بصرتُ به *** حسب الكريمِ نقاء السر و العَلنِ
حفظتُ عهدَ فلسطينٍ و حرمتَها *** لا بارك اللهُ في صمتٍ يُدنِّسُني
و حينَ مصرُ ملاذُ الثائرين سرى *** صوتي إليكمْ لعلَّ الدار تسمعني
هذا كتابي أرى أوراقَه نَقَصتْ *** أين الذي يُسعد الدنيا و يَكتبُني ؟!

ليست هناك تعليقات :