الثلاثاء، 28 يوليو 2015

عمارو ولد ذو النورين وصيّة حمّال قبل الشهادة

وصيّة حمّال قبل الشهادة
سامحيني بُنيّتي فأنا ‫#‏حمّال‬ ...
أنا " تنگالْ " هذا الوصفُ وهذه المهنَة تحتّم عليّ الذهاب عنك قبل أن تستيقظي والعودة إليك بعد أن تنامي عشتُ معك كالغريب !
سامحيني بنيّتي فأنا
لم أجد وقتاً لأتعلم لأنني كنتُ معيلَ أبويْ ، لم أجدْ بُدّا من هذه المهنة ، أنا يا بنيتي أكسب من عرق جبيني ، أكسب من اراقة دمي ، أكسب أحياناً على حساب " كرامتي " لكن يا بنيتي كوني واثقة بأن كرامتي هنا لا تتعلق لا بعرضي ولا بشرفي فأنا أشرف وأنبل وأكرم من كل من ترينهم من كل من تتمنين أن يكونوا آبائك ، فأنا يا بنيتي مسكني حلال وملبسي حلال وغذيتُ بالحلال !
أعرفُ أنكِ لن تفهمي عليّ لكنك يوماً ما ستفتخرين بي .
أنا يا بنيتي كل ما أحلم به أن أراكِ ناجحة في حياتك أن أشاهدك تسلكين طريق التميز ولو بعد حين .
أَعْلَمُ علم يقين بأنني لن أستطيع أن أحقق لك أكثر من سمعة طيبة أملكها عند من يعرفني من أهلي، زملائي ، معارفي والجيران .
أنتِ الحالمة بحياة الاثرياء باللعب في ارقى الأماكن بالسير الى المنتزهات قد لا تفهين معنى السمعة الطيبة ولا معنى الأكل من حلال ، لكن هذا يا بنيتي هو ما عجز عنه الكثير منّا .
أنا أعملُ منذ عشرات السنين مع ناس يقولون بأنهم مسلمين ، لكن يأكلون الربا ، يسرقون ، يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويهضمون حقوق غيرهم .
بنيتي أرجوك بالحب الفطري الذي بيننا وأتوسل إليك بعشقي لك إذا غيّر الله من حالك الى أحسن لا تأكلي حق أحد واتقي دعوة المظلوم وأعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه !
أنا يا بنيتي سائر مع رفاقي من أجلِ حقي ، من أجلكِ ، من أجل زملائي من أجل الوطن .
كوني فخورة بي إذا مت فلستُ ميتاً من أجل غنائم ولا من أجلِ ثأرٍ أنا مسرفٌ فيه ولا استرزاقا وطلبا للمال والثراء ، انا لا اريد سوى حقي وأجري .
اعتذر عن حرفي الحزين الى الملتقى في حياة أخرى لا ظلم فيها ولا موت !



ليست هناك تعليقات :