
Ahmedou Bazeid.
من رسائل زمان الكياسة
كانت للناس في "زمن الكياسة" حلوم ومحاسن طباع نازعة إلى تتبعهم مراصد حسن الشراكة والمناصحة والإكبار بين الرئيس وأعوانه، فلا يحيد الأول عن ملاطفة المعاملة في حدود وقار المكانة، ولا يرغب الأعوان عن غير الإخلاص في الإعانة دون ابتذال ولا نهوض إلى المماثلة.
وفي
زماننا انزاحت مفاسد الأخلاق بالكافة إلى الصغار في المشاركة، وامتهان أهل التجلة، واحتراف المن والأذى على قليل العطاء عوض كثير التملق... فلا الحاكم يرعى ذمة، ولا معينه مظنة لأنفة تعصمه من درك الطمع، وتصير به إلى نيل كريم المأكل!!
في رسالة المختار ولد داداه إلى محمد عبد الله ولد الحسن - رحمهما الله - بيان لسمو العلاقة بين صديقين، آلت الأحوال بأحدهما إلى رئاسة الدولة، فلم ينسه ذلك مكانة صديقه، وصيرت الآخر إلى مسؤول رفيع، رفعته عن مهواة البيع بزهيد.
يريد المختار أن لا تنصرم حبال الموادة بينه وصديقه محمد عبد الله، فيطلبه المختار لبذل مزيد جهد فيما يدعو له الوقت من عمل لبناء الدولة، فيعرض عليه الوزارة التي اعتذر عنها محمد عبد الله، دون فساد لود القضية.
فما ضر المختار ما فعل، وما قعد بمحمد عبد الله عن مواطن التقدير والتوقير ما عمل.
يريد المختار أن لا تنصرم حبال الموادة بينه وصديقه محمد عبد الله، فيطلبه المختار لبذل مزيد جهد فيما يدعو له الوقت من عمل لبناء الدولة، فيعرض عليه الوزارة التي اعتذر عنها محمد عبد الله، دون فساد لود القضية.
فما ضر المختار ما فعل، وما قعد بمحمد عبد الله عن مواطن التقدير والتوقير ما عمل.
صار الرجلان إلى غير هذه الدار ومازالت الألسن لاهجة بمحامدهما، ذاكرة لجميل تراثهما.
فهل يمكن أن نلاقي ضمن المسرب - في يومنا هذا - من الرسائل والإيميلات والتسجيلات، مضارعا لهذه الرسالة؟ وهل يتصور - في دهرنا - أن يكتب الرئيس مسترضيا أحد المسؤولين بأسلوب مماثل؟ وهل سيعتذر المسؤول عن وزارة إذا عرضها الرئيس عليه؟
أسئلة نتركها للمشاهد كما يقول صاحب الإتجاه المعاكس.
فهل يمكن أن نلاقي ضمن المسرب - في يومنا هذا - من الرسائل والإيميلات والتسجيلات، مضارعا لهذه الرسالة؟ وهل يتصور - في دهرنا - أن يكتب الرئيس مسترضيا أحد المسؤولين بأسلوب مماثل؟ وهل سيعتذر المسؤول عن وزارة إذا عرضها الرئيس عليه؟
أسئلة نتركها للمشاهد كما يقول صاحب الإتجاه المعاكس.
وفي الموالي ترجمة لرسالة المختار إلى محمد عبد الله، مع صورة من أصلها.
"يوم 16 – 5- 59
صديقي القديم "وليد الحسن"
أرجو أن تكون "افْكَايْعَكْ اعْلَيَ بَرْدَتْ"
ولا أخفي عليك أني آسف، لأنك لم تبحث لي عن ظروف مخفِّفة. ولكن في النهاية "المَعْذُورْ ماهُ افْراحَ".
بيد أني كنت أود أن يكون رد فعلك مختلفا عن غيرك من الذين لم يُرَشَّحوا، رغم كل الأسباب التي كانت وما تزال عندك لعدم الرضى.
ومع ذلك، أعتقد أن ليس لك الحق في إطالة أمد خلوتك الموقتة، فلا ينبغي أن تكون من أهل الحلول السهلة. بل يجب أن تواصل المساهمة بنشاط في بناء الوطن.
ولذلك، أقترح عليك بكل بساطة، وكل صداقة أن تكون عضوا في الفريق الحكومي المقبل، إذا ما تم تجديد مأموريتي.
إني أعرف قلة رغبتك في الوظائف الحضرية وميلك إلى الترحال، ولكن بما أنك لم تصبح نائبا فيجب أن تكون وزيرا.
ولتكن "ديمانيا" بما فيه الكفاية حتى ترد علي بسرعة.
أفضل الأماني لحرمك، وقبِّل الأطفال نيابة عني.
تحياتي واحترامي إلى والدتك.
مع صداقتي إليك.
المختار"
أرجو أن تكون "افْكَايْعَكْ اعْلَيَ بَرْدَتْ"
ولا أخفي عليك أني آسف، لأنك لم تبحث لي عن ظروف مخفِّفة. ولكن في النهاية "المَعْذُورْ ماهُ افْراحَ".
بيد أني كنت أود أن يكون رد فعلك مختلفا عن غيرك من الذين لم يُرَشَّحوا، رغم كل الأسباب التي كانت وما تزال عندك لعدم الرضى.
ومع ذلك، أعتقد أن ليس لك الحق في إطالة أمد خلوتك الموقتة، فلا ينبغي أن تكون من أهل الحلول السهلة. بل يجب أن تواصل المساهمة بنشاط في بناء الوطن.
ولذلك، أقترح عليك بكل بساطة، وكل صداقة أن تكون عضوا في الفريق الحكومي المقبل، إذا ما تم تجديد مأموريتي.
إني أعرف قلة رغبتك في الوظائف الحضرية وميلك إلى الترحال، ولكن بما أنك لم تصبح نائبا فيجب أن تكون وزيرا.
ولتكن "ديمانيا" بما فيه الكفاية حتى ترد علي بسرعة.
أفضل الأماني لحرمك، وقبِّل الأطفال نيابة عني.
تحياتي واحترامي إلى والدتك.
مع صداقتي إليك.
المختار"
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق