الأربعاء، 13 مايو 2015

محمد لغظف ولد أحمد ‏ كوميديا الأرض:


كوميديا الأرض:
يقول علماء الأرض إن القارات كانت جميعها متلاصقة قبل 290 مليون سنة، فبالنسبة لهم كانت إفريقيا في عناق عاطفي مع أمريكا الجنوبية، قبل أن تهاجر هذه الأخيرة مؤذنة بفتح المحيط الأطلسي.

فماذا لو بقيت أمريكا الجنوبية إلى جنبنا ؟
ربما كان الغيني سيغسل ثيابه في نهر الأمازون، بينما يتجول السينغالي في ساولويس في سيارة أرجنتينية الصنع، وربما كان الموريتاني سيذهب في رحلة للجارة فنزويلا بحثا عن "گـزّانة" هندوسية في كاراكاس، وربما كان التاريخ ليكتب لرئيس موريتاني عابر أنه أول رئيس يدشن مستشفى للمجانين بجزيرة مارغاريتا. ربما كان سيولد طفل في مدينة ريو أورينوكو من أب غامبي يعمل في مرصت كبيتال. وربما كان سيجلس شيخ هندي من سكان مدينة فورتاليزا البرازيلية أمام دكانه بعد صلاة العصر والدمع يسيل على خده وهو يترنم بقول ولد أحمد مرحب:
كان اذريّع لتوين ازوينْ -- ء بل اللّعب ولاه حافِ
واعلَ عاد اذريّع لتوينْ -- ما يلعب يكون السَّـافِ
راعِ يالدلال الدّيـارْ -- مَبعدهم عادُ من لعمارْ
هاذِ دار الْ ونست لَبصارْ -- ابلدهَ مستدرس خافِ
واعليهْ السّافِ كل انهار -- يلعب مستگبل وامگافِ
لكن ربما هذا هو الأفضل لنا، ما الفائدة في عناقنا مع أمريكا الجنوبية ؟ ها هي الصفيحة الهندية هاجرت هجرة سريعة تريد العناق مع الصفيحة الأوراسيوية، فارتطمت بها مشكّلة جبال الهيمالايا ومسببة تكوين منطقة من أنشط مناطق الزلازل في العالم، كان أقواها زلزال نيبال في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم. يستطيع الموريتاني الصبر على التصحر وغلاء الأسعار و"الناموس" ولكنه لن يصبر على الزلازل. رأيت ذلك وأنا أشاهد غروب الشمس خلف المحيط، ثم حمدت الله على هجرة القارة الأمريكية وتكوين المحيط، فلولا ذلك لم نعرف لمارو والحوت طعما ولا لعبنا "أم الغُـمّيْظ" مع وزارة الصيد ولا وجدنا شخصية طريفة مثل باي بيخا. عشتم طويلا.

ليست هناك تعليقات :