الأحد، 24 مايو 2015

الدده محمد الأمين السالك إيران وعقدة التاريخ...!!!

إيران وعقدة التاريخ...!!!
طبعا رفض الحوثيون مقررات مؤتمر الرياض حول اليمن كما رفضوا المشاركة فيه.. و طبعا .. استمروا فى الحرب حتى أثناء الهدنة الإنسانية.. فالحرب ومآسيها و ويلاتها وآلامها لايههم ما تسببه ما دامت في بلد عربي تطمع إيران في احتلاله تمهيدا لتحويله
إلى بؤرة عدوان على بلاد الحرمين الشريفين، وهو عدوان مبيت أصلا ومخطط له سلفا .. فالسيطرة على الحرمين الشريفين هدف مركزي استراتيجي لقادة فارس لأنهم يرونها مقدمة لإخضاع الوطن العربي كله لإرادة الدولة الصفوية العنصرية .
فلا يتوقع عاقل أن يحضر الحوثيون مؤتمر سلام في اليمن،ولا أن يقبلوا نتائجه ولا أن يلتزموا بوقف إطلاق النار إلا إذا فرض عليهم بالقوة فآنئذ سيقبلون من باب "التقية" في انتظار فرصة أخرى .
الحوثيون ينفذون مخططا إيرانيا ويأتمرون بأمر الحرس "الثوري" الإيراني – القوة الضاربة التي تشرف على حروب إيران في العالم – الذي دربهم وسلحهم وأعدهم لاحتلال اليمن بأسماء عربية وأهداف فارسية .. وظن الفرس أن الواقع العربي الحالي يمثل فرصة ذهبية لتحقيق نقلة نوعية نحو تحقيق أهدافهم الإستراتيجية التوسعية بإضافة اليمن – العمق الاستراتيجي للخليج العربي والخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية – إلى العراق وسوريا ولبنان لتكمل بذلك حصار الجزيرة العربية تمهيدا لابتلاعها .
لكن التاريخ الذي لا يرحم الأغبياء والمتهورين أعاد نفسه .. وتكررت معركة ذي قار مرة أخرى في ثوبها الجديد و أدواتها الجديدة .. و آلياتها الجديدة .
في ذي قار توحد العرب فهزموا العدوان الفارسي بالسيف .. وفي حرب اليمن توحد العرب من جديد فهزموا الفرس ممثلين في عملائهم الحوثيين بأدوات العصر الحربية .
إنه منطق العلاقة الخفية بين الأحداث يفرض نفسه عبر حركة الزمن المتواصلة، بتجاربها وتراكماتها ومنهجيتها الصارمة .
تاريخ العلاقة بين الأمة العربية والفرس يميزه صراع حضاري يمتد عبر ثلاثة آلاف سنة، شن خلالها الفرس أكثر من ألفين وخمسمائة حرب عدوانية على الأمة العربية ولم يفلحوا في إيجاد موطئ قدم على أرض العرب .. وظلت محاولاتهم مستمرة حتى انهارت إمبراطوريتهم الوثنية العفنة تحت سيوف الفتح الإسلامي .
من هنا بدأت مرحلة جديدة .. مرحلة التخطيط للانتقام من " الغزاة " العرب .
بدأ الفرس تنفيذ مخططهم باغتيال أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب .. ثم وضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالتطاول على الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم .
على هذا المنهج طبعت النفسية الفارسية .. منهج الثأر و الحقد التاريخي والعنصرية البغيضة .. وفي سبيل الوصول إلى أهدافها وضعت إيران استراتيجية تنطلق من محاولة العودة بالمنطقة إلى ماقبل الدولة وتحويل مجتمعاتها إلى طوائف متناحرة يسهل استيعابها .. وتحالفت مع الصهاينة الذين قدموا لها السلاح – فضيحة إيرانكَيت الشهيرة- ومع الأمريكيين الذين قاموا برعاية تطورها في صناعة الأسلحة وامتلاك التكنولوجيا النووية – وهو شيء محرم على العرب لأنهم أعداء إسرائيل – وخطط هذا الحلف الثلاثي، لتفتيت الدول العربية وإلهائها في صراعات داخلية، كي تنعم إسرائيل باحتلالها لفلسطين ، وتنعم آمريكا بدركي حارس يحفظ مصلحتها الإستراتيجية في المنطقة، إضافة إلى أمن إسرائيل .. وتنعم إيران بجائزتها وهي أن يسلم لها العراق وسوريا ولبنان واليمن تمهيدا لاحتلال الخليج العربي بكاملة .
ذراع إيران في اليمن – الحوثيون – حاولوا تنفيذ المخطط الفارسي باستنساخ حالة العراق وسوريا وحزب الله في لبنان تحت جلباب " المقاومة " واتراجيديا "الدفاع" عن المظلومين ولكنهم أخذوا على حين غرة من حيث لا يحتسبون .. واصطدموا بما لم يتوقعوه، حلف عربي مقاتل بقيادة السعودية فاجأهم – كما فاجأ الأمريكيين والصهاينة – ليقلب الطاولة على رؤوسهم ويربك مخططاتهم .. فلم تكن هذه المرة استثناء في تاريخ العدوان الفارسي فقد هزم من جديد وكسرت عاصفة الحزم أظافره هذه المرة أيضا ، كما كسرتها معارك العرب من قبل .
لقد حاول الفرس التمدد من خلال عملائهم للاستحواذ على اليمن .. ولكنهم أخطأوا – كالعادة – في قراءة الوضع الميداني قراءة صحيحة فعلقوا في وحل "اللحظة الخطأ " في معركة – أبسط ما يقال عنها إنها انتاحرية – ميدانها "الزمن الضائع " بين أحلام توسعية قديمة وحاضر أفقدهم فيه تهورهم وتخلفهم السياسي المزمن زمام المبادرة على الصعيدين التكتيكي والاستراتيجي .
ضربات التحالف العربي قضت على نشوة " الانتصار " التي سيطرت على الحوثيين بعد أن استولوا على مناطق ومعسكرات سلمها لهم حليفهم علي صالح فاجتاحتهم هيستيريا وهم القوة المزيفة ..وطفق الحوثي يبني أبراج " سلطاته " الوهمية قبل أن يفاجئه التحالف العربي والمقاومة اليمنية ليقولا كلمتهما الفصل: "لا مكان للفرس في اليمن " .
جن جنون الحوثي وهو يرى أحلامه وأحلام أسياده الفرس تتهاوى فجأة، فدفع بأنصاره إلى المحرقة مستخدما إستراتيجية الأرض المحروقة، فوقعوا في فخ " شجاعة اليأس " وجعلوا أهدافهم الأحياء السكنية ومنازل المدنيين .
الحوثي المتخم بثقل الولاآت العابرة للحدود استمات في تحقيق أهداف إيران ..
ولكن " العاصفة " جرت بما لا تشتهي سفنه وأصبح هو وأنصاره بين مطرقة التحالف وسندان المقاومة الشعبية .. فاختفى عن الأنظار وتلاشت خطاباته النارية المستنسخة – شكلا و مضمونا – من خطابات حسن نصر الله، و أصبح البقاء على قيد الحياة قمة الانتصار بالنسبة له .. وفي سبيل ذلك لا يعبأ بما يتعرض له المدنيون ولو أبيدوا عن بكرة أبيهم .. إنها العقلية الإيرانية القديمة : "ليمت الجميع وتبقى فارس" .. عقلية الأنانية والحقد و التقوقع في بؤرة الزمن الغابر التي قادت الفرس إلى " سبات العصور"المثقل بظلام ليلهم الفكري الدامس.
ضربات التحالف العربي غيرت مجرى الأحداث في اليمن وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في المعدات والأرواح مما تسبب في نقص حاد في المقاتلين – مع هجرة معاكسة في صفوف العناصر التى التحقت بهم في ظل الفوضى التي أثارها انقلابهم في اليمن – وبالتالي أثر على قدرتهم القتالية بشكل كبير،فحاولوا سد هذا النقص بالبحث عن " مجندين تحت الطلب " لتخفيف حدة العجز الناتج عن النزيف البشري الذي أصابهم جراء المعارك .
اصطدمت محاولة الحوثيين هذه برفض اليمنيين التجنيد في صفوفهم، فعمدوا إلى إجراء يائس يتألف من شقين : الشق الاول هو اختطاف الشباب وتجنيدهم بالقوة تحت التهديد .. أما الشق الثاني فهو استنساخ إجراء إيراني قديم، استخدمه الإيرانييون في حرب الثمان سنوات مع العراق وفي حروب ذراعهم في لبنان ميليشيات حزب الله .. إنه تجنيد الأطفال وتقديمهم قرابين لحروبهم العدوانية المجنونة .. إنه الانحطاط الأخلاقي وتعبير ناطق عن الهزيمة العسكرية والنفسية التى حلت بهم.
معركة اليمن بداية مرحلة جديدة من النهوض العربي ستقود إلى طرد الميليشيات الإيرانية بعد اليمن من العراق وسوريا ولبنان والأحواز .
ومرة أخرى يعيد السؤال القديم نفسه : متى ستتأكد إيران أنها لن تنعم باحتلال موطئ قدم في الوطن العربي وتقبل أن تكون جارا قابلا للتعايش مع جيرانه العرب ؟!

ليست هناك تعليقات :