الخميس، 7 مايو 2015

حمودي ولد حمادي ... المهرجان الوطني للمسرح المدرسي الهوية الضائعة


الأحلام والطموحات تعتبر سمة مميزة من سمات هذه الحياة التي نعيشها, فكل إنسان يعيش على هذه المعمورة لديه عديد من الأحلام التي يطمح لتحقيقها من اجل بلوغ غاية ما أو هدف معين يسعى لبلوغه في هذه الحياة, لكن أحلامه وطموحاته دائما ما
تصطدم بالواقع الذي يعيشه فإذا كان واقعه مناسبا لتحقيق تلك الطموحات سنجد أن أحلامه تتحول إلى حقيقة بعد أن يبذل مجهدات كبيرة من اجل تحقيقها, أما إذا كان العكس فإنه سيظل يعيش هذه الأحلام في خياله فقط ولا يفكر في السعي لبلوغها مادام الواقع يسير عكس ما يطمح ويحلم...و هذا ما حاولت جمعية المسرحيين الموريتانيين تحققه من خلال المهرجان الوطني للمسرح المدرسي هو بلوغ كل عاشق للمسرح طموحه و تجسيده على أرض الواقع, في ظل عدم الاهتمام بالمسرح و المسرحيين و الاصطدام بالواقع هو ما يحدث دوما مع هواة الخشبة في موريتانيا حيث أن واقعهم يمنعهم من ممارسة هذه الأشياء أو تقبلها اجتماعيا هو ما يدفع بالكثيرين من هواة الفن السابع إلى ترك مقعده و البحث عن موهبة أخرى أو مهنة أخرى ليختبأ ورائها, وقد ركزت جمعية المسرحيين الموريتانيين و بما أوكلت من قوة لتجسيد ثقافة المسرح المدرسي لدى الموريتانيين و قد كانت بادرة لحل الكثير من الأزمات ووضع حل لمعظم المشكلات و ذلك من خلال العروض التي يتم عرضها في المهرجان سنويا و التي تتطرق لكل المواضيع الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية,بما في ذلك التعليم و الصحة و الأمن و الوحدة الوطني , و كل يعاني منه المواطنين.
و قد كانت أول تجربة للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي في موريتانيا عام 2011, و قد أقيم المهرجان في دار الشباب القديمة آنذاك و هي فكرة ابتكرتها جمعية المسرحيين الموريتانيين, لأجل أن يصل مفهوم المسرح المدرسي إلى أذهان كل الموريتانيين و خاصة شريحة الشباب,و مع مرور الوقت و البحث الدءوب عن أصحاب هذه المواهب استطاعت جمعية المسرحيين الموريتانيين إقامة المهرجان وقد حضرته جميع الأطياف الموريتانية و العربية, و يقام المهرجان,لأجل المنافسة بين المدارس للحصول على أحسن عرض تحت إشراف و متابعة من مسرحيين من الجمعية يشرفون إشرافا تاما على التدريبات المقامة في المدارس و التي تتابعها الجمعية لحظة بلحظة,حتى تصل إلى المستوى المطلوب,و في حالة حدوث عجز مادي أو معنوي تتدخل الجمعية و تبحث عن حل عاجل للقضية ثم يتابع المخرجون تدريباتهم حتى يوم افتتاح المهرجان و هو اليوم الذي سيتم فيه تقديم العروض المسرحية على مستوى المدارس المشاركة. وقد كان أول دعم تتلقاه جمعية المسرحيين الموريتانيين لإقامة المهرجان و لمدة 3 سنوات,دعم خارجي,احتضن المهرجان ووفر للقائمين عليه الدعم ألازم لمواصلة مشوارهم وقد استطاعت الجمعية من خلال المهرجان و لمدة 3 سنوات, تكريم عدة مخرجين و ممثلين فاجئوا العالم بعروضهم و مواهبهم الشابة التي فجرت أذهان المراغبين و سحرت لجنة التحكيم المشرفة على العروض,و هو ما جعل للمهرجان لغته الخاصة و جمهوره الخاص,حيث صنع المهرجان شخصيات مسرحية شابة متنوعة,ها نحن نشاهدها اليوم على شاشات القنوات الموريتانية و هذا ما يميز المهرجان عن غيره حيث يتمكن القائمين على المهرجان كل سنة من إخراج مواهب جديدة في المسرح و التمثيل و الإخراج.
و تشهد العاصمة نواكشوط انطلاقة النسخة الخامسة من المهرجان الوطني للمسرح المدرسي يوم غد الأربعاء 06 مايو 2015,و تقام هذه النسخة بدعم فردي و شخصي من جمعية المسرحيين الموريتانيين ليبرهنوا على أهمية إقامة مثل هذه المهرجانات الداعمة للمواهب الشابة و إن كلفهم ذلك التبرع برواتبهم الشهرية لأجل إقامة المهرجان و استكشاف مواهب جديدة,و هنا نلاحظ غياب دعم وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة للمهرجان رغم إعلامهم بذلك و مشاهدتهم النسخ الماضية للمهرجان و إن كان ذلك,الدعم معنويا أو شفهيا, و يبقي المهرجان الوطني للمسرح المدرسي فرصة لكل المواهب في إبراز إبداعهم وتماسكهم وتقديم آرائهم بكل وضوح.
و ليس ما يميز هذه النسخة الدعم الشخص و الفردي و التغطية الإعلامية الكبيرة فقط,بل وجود أوجه جديدة على قدر كاف من الكفاءة و الطموح لإبراز مواهبها الإخراجية التي ظلت إلى زمن طويل مدفونة في طيات النسيان,إلى أن كتب لها أن يشع نورها في هذه النسخة,من خلال توليها تدريب بعض المدارس لأول مرة و دخولها أجواء المنافسة لأجل أحسن العرض لهذا العام,و هي فكرة شبابية ارتأتها جمعية المسرحيين الموريتانيين و ذلك إيمانا بقدرات هؤلاء الشباب في التنسيق و الإخراج و العرض وقد سبق للأوجه الجديدة أن تولت إخراج مسرحيات و عروض في مختلف المواضيع في الأندية الثقافية, حضرتها جمعية المسرحيين الموريتانيين و كل متابعين المسرح,كما سبق لشباب الذين تم اختيارهم للإشراف على المدارس أن شاركوا في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي في النسخ السابقة, و يبقى المهرجان الوطني للمسرح المدرسي في سباق و صراع من أجل البقاء.
إذا كان المهرجان الوطني للمسرح المدرسي,بمثابة مدرسة لتكوين المسرحيين الموريتانيين فما الذي يمنع وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة من دعم المهرجان؟
و إذا كان المهرجان يكتشف في كل عام مواهب زكية في مختلف المواضيع  و يقدمها للجمهور و لرأي العام فلماذا لا يكون هناك مركز خاص بتكوين هذه المواهب و استكشافها, و يوفر الدعم لمثل هذه المهرجانات؟
و هل سيظل الدعم الفردي و الشخصي هو السر في إقامة المهرجان الوطني للمسرح المدرسي كل عام رغم وجود وزارة الثقافة؟
و لماذا لا تتبنى أحدى القنوات بعض العروض بما فيها من فائدة و إرشادات و نصائح و حلول للوضعية الراهنة و تقديمها لرأي العام ؟
نلتقي في النسخة الخامسة من المهرجان الوطني للمسرح المدرسي,التي تبدأ انطلاقتها يوم الأربعاء 06 مايو في دار الشباب القديمة فكونوا في الموعد و حضوركم يدعمنا,من ما لا شك فيه تنتظركم مفاجئات.
الكاتب: حمودي ولد حمادي " كاتب موريتاني "

ليست هناك تعليقات :