البيان رقم 1
نظرا لهروب الشتاء وذوبان الأحلام واضمحلال الأماني، فأنني وبعد دراسة متأنية للخريطة السياسية،وبعد سقوط المطر على عاصمة "التلمايت"،وبعد أن تعثرت فتاة أحلامي وهي تنزل من السلّم،وإصابة أصبعها الصغير بجروح طفيفة،وذلك بسبب
الانقطاع المتكرر للكهرباء في عاصمة "الأنوار"،وبعد مشاهدة جسر المقاومة المائل،ومتنزه "كرفور مدريد" الساحر،وأول سيارة موريتانية الصنع تعمل بالرياح والكلام،وبعد فشلي منذ شهور في تغيير "الصورة الشخصية" بسبب رداءة الطقس وتقطّع أوصال "الكابل البحري"،وبعد سماع دوي الأوجاع في جيوبي،وبعد الفشل في فك العزلة عن المشاعر النائية في قلبي،وقائمة "بعد"طويلة،فإنني أعلن الانسحاب من عينيها،والانضمام لميليشيا العاطلين عن الحنان،وإعلان الكفاح الإجتماعي(قريبا)!نظرا لهروب الشتاء وذوبان الأحلام واضمحلال الأماني، فأنني وبعد دراسة متأنية للخريطة السياسية،وبعد سقوط المطر على عاصمة "التلمايت"،وبعد أن تعثرت فتاة أحلامي وهي تنزل من السلّم،وإصابة أصبعها الصغير بجروح طفيفة،وذلك بسبب
وإنني كمواطن عابر،ساقتني الأقدار في لحظة عابرة،لهذا الوطن العابر،لأعيش فيه هذا العمر العابر،قررت تسلق قمة "كدية الجل" في "زويرات" وإجراء حوار مطول مع السماء،بوصف "كدية الجل" هي أقرب مكان في هذا الوطن للسماء،وطرح عدة أسئلة من قبيل:
هل ثرواتنا الوطنية حلال؟وهل هذا الوطن حلال؟وهل الاستقلال كان حلال؟وهل نخبتنا السياسية حلال؟وما سر هذا الفشل المتوازي!
أطفالنا كل مساء يلعبون الكرة،ومع ذلك فشلنا في التأهل لأي بطولة قارية،وكنا دائما نضع اللوم على عامل الجمهور والأرض وغياب الحظ في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة!
قالوا إن بلادنا كانت تسمى بلاد "المنارة والرباط"،وعندما تبحث عن ترتيب جامعة نواكشوط ستشعر بالنعاس والملل،وستشعر بالغيرة من جامعة الزقازيق في مصر.
قالوا إننا عندما كنّا نغمض العين اليسرى ونصوب فوهة البندقية نحو إبرة في سفح الأفق فإنها حتما ستسقط،ومع ذلك فشلنا في إصابة الفقر والتخلف في مقتل.
قالوا إن الأمانة ولدت بين هذه الربوع،وعندما تترك أحذيتك على عتبات المسجد،لتصلي ركعتين وتتضرع إلى الله ليمنحك وظيفة،ستجد أن أحذيتك قد سافرت إلى السوق السوداء في "اكلينك"،لتعود حافي القدمين،تمشي في شوارع الوطن العارية من الظلال،ليتوغل مسمار من "الحديد" في باطن قدمك،لتشعر بألم مبرح وتتذكر البلدية بمرارة،لتمشي نحو المستشفى كجندي جريح،وبعد انتظار وزحمة،يكتب لك الطبيب وصفة،وتشتري الدواء لكنه مزور،فتعود للمستشفى من جديد لتعالج بطنك!
ليست عندي حلول جاهزة،فمعادلة الوطن معقدة،ومع ذلك هناك شيء جميل في هذا الوطن،يجعله عبارة عن فانتازيا غامضة،تمزج الكآبة والفرح والأمن والخوف وبؤس المظهر وسحر الجوهر واللذة والألم!
إلى هذا الحد سأوقف هذا الهذيان،لأحيل الكلام لكم،وحبذا لو كانت تعاليقكم مصحوبة بالتوقيت وبمكان تواجدكم،ومن لم يفعل ذلك فإن "متن الراص" منعه،أو أنه يفكر في البيان رقم 1 ويخفي مكان تواجده!
تامشكط والساعة تشير إلى 8 صباحاً و 48 دقيقة،والجو يكسوه ضباب نحيف والبلابل تشدو والباب الأمامي تحركه الرياح والشتاء يكتب وصيته!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق