الأحد، 7 ديسمبر 2014

‏محمد الأمين أحمددي‏ نعم الجليس..

نعم الجليس..
هذا الرجل الوقور، شخصية وطنية من جيل التأسيس، كان معلم فرنسية، ثم التحق بالدرك فترة،شارك في حرب الصحراء ، وكان منزله قبلة لرجال التأسيس، لمايتسم به من دماثة خلق، وكرم ضيافة ، وقد ذكره –ضمنيا- السيد المصطفى ولد بدر الدين في الحلقة الثانية من
سلسلة مقابلاته المتواصلة في برنامج الصفحة الأخيرة، الذي يقدمه الدكتور الرائع الشيخ ولد سيد عبد الله، حيث ذكر ولد بدر الدين أنه في فترة سجنه هو ورفاقه على خلفية "مظاهرات ازويرات" كان يشرف على حراستهم دركي لم يروا له مثيلا في حسن التعامل معهم وكرم الضيافة، لكن ولد بدر الدين –خلال لقائه - لم يتذكر إسم الدركي -هذا- ولاقبيلته ،ولم تسعفه الذاكرة إلا بذكر مناقبه .
والغريب في الأمر أن هنالك من اتصل بولد بدر الدين وأخبره أن الدركي الذي ذكره ضمنيا هو "سيدنا عالي ولد ميني" (صاحب الصورة) من أعيان قبيلة إجُمان الفضيلة ، وعليه أن يتصل به ويعتذر له ، فما كان من ولد بدر الدين إلا أن اتصل -مشكورا -بصاحب الصورة واعترف له بجميله ،واعتذر له عن عدم ذكرإسمه لتطاول عهده به .
وقد ذكر لي هذا الرجل المهيب ،عذب المجلس، أنه من حرصه على الرفق برفقاء ولد بدر الدين كان يطلب كل ليلة من رفقائه في المداومة أن يتركوه بحجة قرب منزله من السجن فيرتاحوا لطلبه ويسلموه زمام المداومة فيشرف هو بنفسه على السجناء ويحسن مطالبهم "الخاصة" طيلة سجنهم (مابين خمسة و ستة أشهر) .
كما ذكرلي موقفا نبيلا ومشرفا وقفه إلى جانبه الأستاذ محمدو ولد اشدو (معترفا له بالجميل في فترة سجنه) أيام تولي الشاعر الكبير أحمدو ولد عبد القادر رئاسة المحكمة العليا.
وقد استفدت من هذا الشيخ – اليوم- الكثير والكثير عن شخصيات هذا البلد الوطنية !! فقد أفادني بما هو مفرح وموجب للاعتزاز من بعض أبناء هذا الوطن ،كما أفادني بماهو مفاجئ لي ومحزن ومؤسف من بعضهم كذلك!!!

...فما أروع مجالسة الكبار.. من أمثال هذا الشيخ الوقور الأريحي .
شفى الله سيدنا عالي ولد ميني من كل مكروه ، ومتعنا بأمثاله من أصحاب المبادئ .

ليست هناك تعليقات :