الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

محمد لغظف ولد أحمد ليلة حمراء:


ليلة حمراء:
دعاني الأخوان "الداه" و"ولْ النُّونُّ" ذات ليلة للمبيت معهما في عاصمة الناموس "صانتروميتير"، فقبلت الدعوة بسرور، فليس من عادة "امكاطيع النعايل" رفض دعوة كتلك.
وصلت لصانترومتير وقت الغروب، حين كانت
الشمس تختبئ خلف الأفق كوزير تورط في عملية فساد. دخلت المنزل دخول الفاتحين، فقد تلقت لي العائلة كأنني مهدي منتظر، وفرحتُ بذلك، وفرحت أكثر برائحة "طاجين" التي تتجول في المنزل كما يتجول جندي إسرائيلي في الجولان.
صلى بنا "ول النُّونُّ" ثلاث ركعات أطول من ظهر موظف في وزارة التعليم مضت عليه ستة أشهر دون أخذ راتبه، وعزمت بعدها ألا أصلي خلفه حتى ينال أدونيس جائزة نوبل للسلام.
بدأت الأحاديث والطرائف والنوادر تغزو الصالة، فالدّاه شاب طريف، لا يُمل الحديث معه، كلامه مطرز بجغرافيا "بوحديده" الشامخة شموخ رأس ديك "يُـجنّـنُ" رأسه بعد مغازلة فاشلة لدجاجة محافظة. أما ول النونُّ، فهو خريج نفس البيئة، وهو طريف أيضا، ولا تغيب عنك أسنانه لبشاشته، بل ربما نام وهو يضحك.
"الناموس" هنالك برجوازي، بيروقراطي في لسعاته، لا يلسعك إلا بعد أن ينظم مظاهرات سلمية عند أذنيك ليعلمك بقدومه، ولديه في ذلك المنزل جمعية خيرية تطالب بحرق "الغبة" وحق الناموس في العيش الكريم.
بعد أن نام الجميع في حدود الساعة الثانية فجرا، بقيت صاحيا فقد كان الوقت مناسبا لـ"ـقيام الليل" في المطبخ، حيث تخزن الأسرة فائضها الغذائي وخليطا من "سليا والكارور" بت أشرب منه كمزرعة للنعناع وما كدت أرتوي، وبعد الخروج من المطبخ أنشدت قول متمم:
فلما تفارقنا كأني ومالكا -- لطول اجتماع لم نبت ليلة معا.
عشتم طويلا.

ليست هناك تعليقات :