الجمعة، 5 ديسمبر 2014

إكس ول إكس إكرك الإمام ولد ماناه الجكني


الإمام ولد ماناه الجكني

حبيب الله الملقب الإمام ولد ماناه بن محمد بن المختار بن احمد اشفغا بن اشفغا محمذ بن الحبيب بن ابراهيم الجكني، عاش ما بين النصف الأخير من القرن 12هـ والنصف الأول من القرن 13هـ ، درس على ابن عمه: المختار بن بون - العقيدة والفقه وعلوم اللغة العربية، و نبغ في فن العربية والشعرعكف على الشعر العربي، وخطب العرب، ورسائلهم وتراثهم، حتى اشتهر بشعره وعمله، وقد اعتبره أحمد بن الأمين في الوسيط أشعر تجكانت.مارس التدريس، ولم يكن من الشعراء المكثرين، ولكنه كان يعد من كبار وفحول شعراء زمانه، من شعره وقد ضاع أغلبه قوله يخاطب أولاد الدنبجة وكانت بينه وبينهم مناقضة فنسبوه إلي اللحن :
أتزعم أبناء الدنبياج أننـــي ::عدتني القوافي فاستلنت رطانيــا
إلي أين تعدوني وإني لأهلــها :: وإن كنت أعدوها فهن معانـــيَا
لقد كذبت تلك الظنون وربــمَا :: تكون أكاذيبُ الظنون أمانـــيَا
فكيف وقحطان بن هود أبُو أبي :: وكندة منهم قد رضعت لبانــيَا؟
ومن أرث جدي يعرب عربيَـتـي :: أولئك آبائي وذاك لسانــــيا
وكل لسان في لسانـــي درة ::كأن علوم الكيمياء لسانــــيَا
فتصبغ لفظ الأعجمي بلاغـتي :: ويصبغ معني الأعجمي بيانـــيَا
ولكن ألفاظي عليها طـــلاوة :: وتنقاد فكري يستجيد المعانـــيَا
وأفني تلادي في حقوق عشيرتي :: ويحمي حماها صارمي ولسانــيَا
وأرسل إليه بعض معاصريه من أهل العلم بطاقة فيها تعريض وقافية واسم هذا الفقيه محمدو بن صالح وليس الفقيه الجكني المعروف لأنه بعده بزمن طويل فكتب له الأبيات التالية في الجواب وهي :
إلي ابن الصالح العلم الهمـام :: سلام في السجل من الإمــــام
سلام من مصادقك المصــافي :: وما حضِك المودة في الـســـلام
ولكن يا محمد قد أتــــانَا :: كلام منك ضمن في نظـــــام
فإن يك في السباق إذا تجدنـي ::علي جرداءَ لا حقة الحـــــزام
وإن يك للنضال سقطت منــي ::علي ذي خبرة لحم الســـــهام
تدرب في الصبا فربا يرامـي :: فحول بني البلاغة والكــــلام
وقال في الفخر :
إني غلبت ولا فخر ولا عـجبُ :: سبق الجياد إذا طال المياديــــنُ
قومي بنو رمضانَ الناسبـــون إلي :: أشراف عدنانَ والغير البراذين
والكتب والحرب والأضياف شاهـــدة :: أنا قضاة مطاعيم مطــــــــاعينُ
وحين وصلت للعلامة المختار ولد بونه قصيدة جيدة يهجوه بها المأمون اليعقوبي قال لتلامذته من يحسن أن يجيبها منكم فقالوا له "الإمام تحت الشجرة" فقال الإمام :
نثى في مسمعيَ له انصباب :: وفعل في الفؤاد له صباب
معاهد أرضعتني في رباها :: نخيلة والمدارس والشباب
ولكن المعاهد في رباها :: قد اختلف الحباحب والحباب
عرائس لا غطاء ولا وطاء ::بلى ذاك السماء وذا التراب
على رغم تكلفها الزوايا :: هي الحمر العذاب أو الكلاب
وبعد وللخطاب لبعد فصل :: ولم يرتج على الأدباء باب
من المامون يُـرتقب العتَـابُ :: وترتقب النصيحة لا السـبَـابُ
ولكن كل ذاك له مَـقَـــامى:: وقد يخفي علي الفطن الصوابُ
أعتبا بعد ما أودي عتِـيــبى :: ونصحا بعدما بلي الشــبابُ ؟
فلو من قبل ذا لأفاد نصْــحى :: ولو من قبل ذا نفع العتــابُ
وما الان اذ حلبت صـــرام :: واذ عاوت فراعلها الذيَــابُ
وعن قوس رميت وحَنَ قِـدحى :: وفارت من نوافـقـهَـا الضبابُ
فانكم الخؤولة ليـــس إلا :: وجاكان العشيرة والنـصَــابُ
لقد رمت الأوان بكل طود ::هو المرمى "بجاكان" القباب
على أنجاد آگان الأعالي :: بحيث الدهر ينسكب الربابُ
ونحن النازلون ذرى المعالي ::ونحن التاركون لما يُعابُ
ونحن بنوا النضال فنحن أدرى :: كأنا أهل مكة والشعابُ
مراد بين أحفاد ملوك :: مكاسبها الوجاهة والرقاب
رقاب الأشقرين وكن أنسا :: وللذؤبان ما لهم تهاب
فحاطوها بجاههم فأضحت :: تلادا لا شقاء ولا حساب
بني صلب العلا وأبي الأعالي :: أبي سيف وجيرتها الرقاب
وبين الهام من "بركن" جار :: وقد غصت بهم أرض رحاب
حبانا عن تكرمنا احتراما :: كما احترم المصاحف والكتاب
ومرمى من أولئك قاب قوس :: ومن "جاكان" والأسباط قاب
فنعم المهد بين أب وأم :: جهاد لا سكون ولا اضطراب
لها من عهد أولها امتياز :: كما امتاز العفيف أو العقاب
إذا الحرب العوان لها تلظى :: لهيب في الكماة لها التهاب
نميزها إذالة كل ضرب :: ومغنمها السباء والاستلاب
وإنا حين تشتجر العوالي ::حماة الجرب والأسد الغضاب
وإنا للعفاة مناخ نزل :: ومنزلنا لطارقهم جناب
"إذا الماعون أصبح حيث أمسى :: وأمست حيث أصبحت الرغاب "
"يود الركب لو لدنا أقاموا :: ثبيرا لا ذهاب ولا إياب "
نفاوضهم لذائذ ما استلذوا :: ونقريهم أطايب ما استطابوا
فإن لنا سقاية كل صاد :: إلى علم يعز له الطلاب
ويقول في ميلاد العلامة الأديب العتيق بن محمدُّو "أبتِ" بن المختار "مانّاهْ" بن أحمد ألفغْ مهنئا أمه سعادُ بنت مولود بن آفلواط بن باركلَّ الشمشوية :
لِيَهنــأْكِ يا أمّ العتيـق عتيقُكـمْ :: إذا ما هَنَـا أُمَّ الهـلال هـلالُهـا
هــلال مسـرّات ويُمْـنٍ تهللت :: لغُرَّتـه الأيـام وانسـاح بالهـا
فمن آل مولـودِ الأغــرِّ خُـؤولةً :: سنـام ذُرى تـاشمشَ ثـم ثمالهـا
وأعـراق مجـد من أَرومـة يَعـرُبٍ :: كـرام المسـاعي آلُ جـاكان آلُها
ومن غرر شعره سينيته التي قال صاحب الوسيط راويا عن أحد الفضلاء إن تجكانت آگان لايسمعونها إلا قام فيهم العويل، وقد قالها في سجلماسة حين خرج في ركب من عشيرته إلي الحج فلما وصلوا إلي القرية المذكورة أصابهم الجدري فأوهن قواهم، ولم يجدوا مساعدة من أهلها فلاقوا شدة موسفة يكفي من شرحها قوله وكأنه مالك بن الريب:
واهًا لـمـرْضَى رهـانٍ فـي سِجِلْمــــــــــاسِ :: نـائـي الـمُؤانس والعُوَّاد والآســـــــــي
ومـن عـــــــــــــــــظامٍ وأشلاءٍ مُمزّقةٍ :: كأنمـا لـبثتْ حـيـنـاً بأرْمــــــــــــاس
مـا كـان أطـولَ أيـامـاً عـــــــــلى حَسَن :: وصحـبِه ظَلْتُهـا مـنهـم عـلى يــــــــــاس
كأنمـا شـربـوا فـيـهـا ومـا شـربـــــوا :: عُصـارةَ الكَرْم مـــــــــــن بَيْسَانَ أو رَاسِ
صهـبـاءَ طـاف مُهَيْنِمُ الـيـهـود بـهــــــا :: دَبَّابَةً فـي عـظام الظهـــــــــــر والراس
سقـاهـمُ الجُدَرَى كأسـاً بـهـا شـرقــــــوا :: تفديـهـمُ النفسُ مـن شَرْبٍ عـلى كــــــــاس
مـن كل جَلْدٍ عــــــــــــلى الضَّرَّاء مُصطبرٍ :: يـقسـو إذا لان مـن ضرَّائه القـاســـــــي
يصحـو الـمـريضُ ويـنسـى مـن معــــــاهده :: يـومـاً ومـا هـو بـالصـاحـي ولا النـاسـي
تهتزُّ مـنهـا ذَمـاءٌ كلـمـــــــــــا سجعت :: خَطْبَاءُ تبعث مـا بـالـوالهِ الآســـــــــي
تبكـي لهـا أُخَرٌ أبـدانهـنَّ كـمــــــــــا :: خَطَّ الزَّبـورَ يـهـوديٌ بقِرطــــــــــــــاس
يـا بُعْدَ مـنهـم حُلـولٍ قـاطنـيـن عـــــلى :: عِدٍّ يُحَفُّ بِدُورٍ مــــــــــــــــــنه أدراسِ
أَرْسَوْا عـلى كل نجـدٍ مـن محــــــــــاضره :: خَيْمًا مـثـابةَ أضـيــــــــــــــافٍ وجُلاَّس
يُلْقُون للضـيف مـا ألقَى مـــــــــــراسِيَه :: مـنهـا مـراسـيَ أوتـادٍ وأمـــــــــــراس
حتى تهـبَّ عـنَ اَيْسـار الخـيــــــــام صَبًا :: تـنحـلُّ مـنهـا عَزالى كل عــــــــــــرَّاس
حتى إذا انجـدل العـامـيُّ وانــــــــتسجت :: مـن وارق النَّبت أجنـاسٌ بأجنـــــــــــاس
حـلُّوا عـوالـيَ أنجـادٍ عـــــــــــلى نُطَفٍ :: زُرْقٍ دمـوعَ مُلِثِّ الـــــــــــــــودْقِ رجَّاس
مـازال مـن معصرات الـدلـو يسكبُهـــــــا :: عـلى الأبـاطح فـيْضـاً غـير إبســــــــاس
عـلى بطـاح فلاةٍ لا أنـيسَ بـهــــــــــا :: إلا مـراويـدَ أرْآمٍ بأكـنــــــــــــــاس
تـرتـاح مُغزِلَةٌ مـنهـا لــــــــــــمغزلةٍ :: مـن أُمِّ درَّاجٍ او مــــــــــــــن أُمِّ خنَّاس
كأنهـنَّ عذارى بـيـن أحـــــــــــــــويةٍ :: تـرتـاح مـنهـن مـيـنـاسٌ بـمـيـنــــــاس
حتى غدت مـثلَ جُحـر الضَّبّ واحتـمـلـــــــت :: مـنهـا السُّيـولُ جـمـاهـيراً لأجنـــــــاس
وأضمـرت نُطفـاً مـنهــــــــــــنَّ وابتسمت:: عـن ثغر كل شنـــــــــــــيب الثغر نَوَّاس
كأنه ونداهـا مـنه مـنـتشــــــــــــــرٌ :: زُجـاجةٌ نُثرت مـن زيــــــــــــــت نِبراس
أحـوى أَغَرُّ تحـامـاه الرمــــــــــاحُ فلا :: يـدعـو النفـوسَ له تزيـيـنُ وســــــــواس
إلا ظعـائنَ مِن «جـاكـانَ» تــــــــــرتعه :: لا عـن ذِمـامٍ ولا تجسـاس أحــــــــــراس
لا بـلْ مهـابةَ ســـــــــاداتٍ إذا اختلفت:: أهلُ النـوادي وآسـادٍ لـدى الـبــــــــاس
غَيْظُ العـدى ورضـا الـمستـنجـديـــــن إذا :: هـبَّت ريـاحُ الصَّبـا إدبـارَ عسعـــــــــاس
تغدو عـلـيـهـا الـمتـالـي مـن مـنـازلهـم :: نَثْرَ الـدراهـمِ مـن أفـواهِ أكـيــــــــاس
شَوْلٌ تـــــــــــــــــريعُ إلى بِيضٍ مُعطَّف :: طـيَّ الأهلّة فـي ألــــــــــــــوان كُرَّاس
سـودٌ حقـائبُهـا مـن طـولِ مــــــــا نضَجَتْ :: مـنهـا تـوالـيَ أبراجٍ وأقــــــــــــواس
وتـرتعـيـه حـوالـيـهــــــــــــا مُؤبَّلَةٌ :: من الهُنَيْدَاتِ لا أذواد مفــــلاس
فـيـهـا الـحـوانـي وأمَّاتُ الرِّبــــاع سُدىً :: لا مـن صِرارٍ ولا مـن زجْرِ بسبــــــــــاس
كُومٌ تـروح وتغدو فـيـه مـــــــــــن كثَبٍ :: تأوي إلى خَيْمِ أَرْفَاض وسُوّاس

كامل الود

ليست هناك تعليقات :