السبت، 29 نوفمبر 2014

إعادة بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال دردشات ريم مع فاطمة منت انجيان

إعادة بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال دردشات ريم مع فاطمة منت انجيان

دردشات ريم مع فاطمة منت انجيان
ضيفتني اليوم إنسانة مختلفة كاتبة متمكنة ومدونة ذات كعب عالي.. قلم رصين وأنامل مبدعة بنبلها ودماثة أخلاقها وقلمها تحاول طرح قضيتها، وقضية كل الموريتانيين.. باختصار ضيفتي هي فاطمة منت محمد لمين ولد انجيان.
أهلا بك ضيفتي الكريمة.
ج: أهلا بيك أخي الكريم.
س: بداية للذين لايعرفون الكثير عن فاطمة أو "امتو" هل من ورقة تعريفية؟
ج: أولا أشكرك أخي الكريم على الاستضافة الكريمة وعلى التقديم المتميز رغم عدم خلوه من المجاملة التي تجاوزت حقيقة الشخص الموصوف وذلك من لطفكم طبعا وبخصوص الورقة التعريفية عن فاطمة أو "متو" هي مجرد إنسانة بما تحمله الكلمة من معان.



س: حدثينا عنك داخل البيت.. علاقتك بالأسرة بأطفالك.. علاقتك بمحيطك بشكل عام؟

ج: أنا داخل البيت كأي امرأة أخرى بنت وأخت وأم أحاول حسب جهدي أن أعيش كل تلك الصفات وأدوارها .... علاقتي قوية جدا بأسرتي لكنها أصبحت أكثر قوة بعد وفاة والدي رحمه الله أما علاقتي بأبنائي فهي علاقة مميزة أحاول أن أمزج فيها بين ما تربيت عليه وما تقتضيه ظروف الحداثة من أساليب للتربية.

س: نحن نعرف "امتو" الخلوقة الطيبة الودودة الأخت الأكبر.. لكن لاشك أن "امتو" تحمل جينات عسكرية، إذا غضبت كيف تكونين وماذا يغضبك؟

ج: هذا من لطفك وكرم أخلاقك ... أتمنى أن أكون قد حملت جينات عسكرية وأقصد بالعسكرية هنا العسكرية التي فتحت عيوني عليها وترعرعت في كنفها و التي في جوهرها تعني عشق هذا الوطن والتضحية من أجله والإخلاص له وتتجلى في بعض جوانبها الشكلية في الانضباط والتنظيم والصرامة مع التواضع وبخصوص الغضب لا يمكنني أن أقول بأني لا أغضب ولكن من الصعب أن أغضب وإذا حصل وغضبت أفضل عادة السكوت والانزواء بنفسي ساعة الغضب أما ما يمكنه أن يغضبني: هو الخيانة، والكذب.

س: سأبقى داخل البيت... لا يمكن لأحد أن يتحدث مع أحد أفراد أسرة المرحوم محمد لمين دون أن يأتي على الحادث اللغز الذي آلمنا جميعا...أين التحقيق في إغتيال المرحوم: محمد لمين ولد انجيان؟

ج: أظن أن هذا السؤال هو سؤال لا أمتلك إجابة عليه ولكن يمكنك أن تسألني أين أنا من هذه الفاجعة والقضية لأقول لك بأنها قضيتي المركزية سأحمل أسئلتها وأبحث عن إجاباتها و أطالب بتحقيق العدل فيها ما حييت و قبل أن أموت سأزرعها في إخوتي وأولادي وكل من يؤمن بالقضايا العادلة داخل الأسرة..

س: هل من جهة محددة تحملونها المسؤولية؟

ج: لا يمكنني أن أتكلم باسم الأسرة دون أن تخولني ذلك لكني كابنة للشهيد محمد الأمين ولد انجيان أحمل الجميع المسؤولية من متهمين وأنظمة متعاقبة و جهاز قضاء حيث ظل الأولون طليقون بل ويجلس بعضهم في قبة البرلمان وتقاعس الآخرون عن بذل أي جهد لظهور الحقيقة ومن ثمة محاسبة المسئولين ولا يسعني هنا إلا أن ألفت انتباهكم إلى مسألة مهمة بالنسبة لي وهي أنه في أحداث المحاولة الانقلابية ل 2003 لم يكن والدي هو الضحية الوحيد فقد سقط معه في الساحة الشرف العديد من الجنود والضباط الذين قتلوا بأبشع الطرق وبدم بارد كالضابط محمد ولد اوداعة رحمه الله وغيره. لذلك يجب أن تكون المساءلة والمحاسبة للجميع وعن الجميع.

س: قرأت عن قضية رفعها بشير ولد انجيان على الرئيس الحالي في السنغال ماذا عنها؟

ج: أنا أيضا قرأت عنها مثلك ولا أحد يمكنه الإجابة عن سؤالك غير أخي محمد البشير.

س: كيف تقيمين تعامل الإعلام الموريتاني وهيئات المجتمع المدني مع هذه الحادثة؟

ج: للأسف ومن وجهة نظري المتواضعة هو تعامل سيء في عمومه فبالنسبة للإعلام وبعد عشر سنوات من استشهاد أبي استغلت الكثير من المواقع الالكترونية اسم والدي كعنوان يجذب القراء دون أن يكون المحتوى على قدر من الموضوعية واحترام الشهيد.
ففي حين انبرت بعض الأقلام الصفراء بالانشغال بالتعريض بالأسرة انبرى البعض الآخر في نشر تحقيقات تفوح منها رائحة مغازلة بعض الأطراف السياسية التي تتبادل التهم بشأن مقتله كلما أرادت النيل من بعضها البعض، وأما بالنسبة للمجتمع المدني الذي أعد ناشطة حقوقية وثقافية تنتمي إليه فلا يمكنني نعت تعامله بالسيئ ولكن بأنه دون المستوى ويرجع ذلك برأيي في جانب منه إلى هشاشة المجتمع المدني وتركيبته.

س: كناشطة في المجتمع المدني وكاتبة كيف تنظرين الأوضاع السياسية الراهنة في البلد؟ أين تتجه موريتانيا خصوصا بعد انتخابات 23نفمبر؟

 ج: من وجهة نظري المتواضعة أنه لا يختلف جل المواطنين الموريتانيين من موالين ومعارضين ومستقلين على سوء أوضاع البلد بشكل عام وهو تقييم لا يرجع لانطباعات هؤلاء بقدر ما يرجع لواقع صعب ترصده التقارير والدراسات المحلية والدولية المختصة ولا يشذ الوضع السياسي عن الحالة العامة في السوء إلا أنه برأيي يشهد أزمة سياسية خانقة تهدد الانتقال الديمقراطي السلس وبناء دولة المؤسسات والقانون في ظل انتخابات تفتقر إلى المقومات الأساسية لضمان الديمقراطية والنزاهة والشفافية وتقاطعها قوى مهمة ومعتبرة من المعارضة ومستقلين. وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الظروف هي مناخ خصب لانتعاش الأفكار الحمقاء والمتطرفة التي تهدد السلم والأمن في البلد وقراءة سريعة للتاريخ السياسي الموريتاني تظهر أن جميع انتكاسات عملية بناء موريتانيا الديمقراطية جاءت عقب أزمات سياسية وليس من المعقول أن تظل موريتانيا تتأرجح ما بين الأحكام الشمولية والفترات الانتقالية والأزمات السياسية .... للأسف موريتانيا كغيرها من بعض دول الجوار والعالم الثالث تتجه للفشل تدريجيا لكن هذا التدريج يمكن أن تزيد سرعته وقوته إذا لم تتكاتف جميع الجهود الوطنية لإخراج البلاد من الأزمة السياسية ووضع سياسة تؤسس لبناء الديمقراطية لا هدمها.

س: ما تعليقك على بيان مراقبي الجامعة العربية القاضي بإعادة فرز صناديق الاقتراع بحضور ممثلي الأحزاب؟

ج: لم أطلع على هذا البيان لكني اضطلعت في وسائل الإعلام المحلية على أن مراقبي الجامعة العربية يشيدون بجو الانتخابات وهو في الحقيقة أمر محبط أن يصدر كلام كهذا عن من يفترض بهم القيام على مسؤولية الرقابة في ظل الانتقادات الكبيرة الموجهة إلى اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وكذلك الخروقات الجسيمة المسجلة التي شابت مختلف مراحل عملية الاقتراع والتي وصلت لحد الحديث عن تصويت ناخبين في بلدية توجنين ببطاقات مخصصة لبلدية عرفات والعكس صحيح. وكذلك اختفاء بعض صناديق الاقتراع.
أما بخصوص ما تفضلت به عن بيان المراقبين من الجامعة العربية فلا يمكنني التعليق دون أن أعرف على وجه الدقة وضعية الصناديق المذكورة الآن وأماكن تواجدها ومدى تحقق شرط وجودها في أيد أمينة ونزيهة حتى يتسنى لي التعليق على مسألة إعادة فرزها في حضور ممثلين عن الأحزاب المشاركة.

س: أعتذر!! هو بيان عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان وليس مراقبي جامعة الدول العربية؟

ج: بالنسبة لبيان المنظمة العربية لحقوق الإنسان لا يمكنني التعليق بأكثر مما جاء في البيان أولا لأنني عضو ومسئولة داخل المنظمة العربية لحقوق الإنسان ثانيا لأن البيان تناول جانبا من تسيير العملية الانتخابية تعلق بفرز النتائج في دوائر معينة تحصلت المنظمة على معلومات تفيد وجود خروقات تعلقت بها أضرت بحقوق بعض الأطراف المتنافسة، وانبنى على معطيات ميدانية و أسس حقوقية استدعت المطالبة بما جاء في البيان المذكور.

س:  كيف تقيم المدونة "امتو" أداء حركة التدوين في موريتانيا؟

ج: أعتبر حركة التدوين في موريتانيا هي حركة مهمة ونشطة رغم الانطباعية والفوضوية وعدم التنظيم التي تشوبها في كثير من الأحيان، وعموما تبشر بعض الأقلام النابضة عن مستقبل جيد للتدوين في موريتانيا سيكون له الأثر في نشر الوعي وتنمية الحس الوطني إن تم التغلب على العائق المتعلق بتسهيل ولوج العامة للشبكة العنكبوتية حتى لا يقتصر التفاعل عليها في الغالب على النخبة والمغتربين.

س: لاشك أن وقع 28نفمبر علي فاطمة منت انجيان يختلف عن أي شخص آخر؟
ج: بالطبع ل يوم 28 نوفمبر من كل سنة وقع خاص في قلب ووجدان فاطمة تشترك في جوهره مع كل مواطن ومواطنة موريتانية إلا أنه قد تطبعه بعض الخصوصية لدي حيث تربيت وترعرعت على إحيائه بإحياء ذكرى كل من قضوا حبا ووفاء لهذا الوطن والدعاء لحماة الوطن في مثل هذا اليوم من كل سنة أجدد العهد والبيعة لموريتانيا الوطن والحضن، واليوم في مثل هذا اليوم من كل سنة ترمم مشاعري اتجاه البذلة العسكرية كل ما شاهدت مشاة الجيش من أبناء وطني وهم يحملون المشاعل في مثل هذا اليوم من كل عام أصبحت أضرب لي موعدا مع البكاء عله يغسل ما في نفسي من ألم وعتب ....... عادة ما أحيي ذكرى نوفمبر كله بالبحث في تاريخ بلادي واستلهام القيم من الأحداث والقصص الوطنية، وفي يوم 28 بالتحديد أحرص على حضور "افلام بوي" بصفة خاصة وعلى أن أخلده إلى جانب أسرتي وأولادي ونحضر بعض فعاليات تخليده ومع ذلك ينغص علي فرحتي بهذا اليوم الكبير شعوري بأن هذا التاريخ يرمز للأسف في وجهه الحزين إلى مأساة بعض من شعبي وبني وطني

س: كتاب تقرئينه باستمرار؟

ج: المصحف الشريف ولا يوجد كتاب غيره يستحق إعادة القراءة باستمرار وإنما هناك من الكتب ما نقرؤه عدة مرات وفي هذا الصدد أحيانا أعيد قراءة ما يعجبني من الروايات لأعيد اكتشاف جمالها، كما أعيد أحيانا قراءة بعض الكتب المتخصصة في القانون العام لدواعي الدراسة والتعمق.

س: لن أسألك عن شخص أثر فيك ولا مشهد أثر عليك.. مشهد أضحك فاطمة؟

ج: أعيش في جو مرح بفعل وجود أمي أطال الله بقاءها بيننا التي تتميز بروح الفكاهة لذلك لا أستطيع عد المشاهد المضحكة لاقوة إلا بالله.

س: أدام الله عليك الفرح والمرح والوالدة الغالية.. مشهد أحرجك؟

ج: أشعر بالإحراج كل ما أخبرني بعض الأصدقاء و الزملاء الأجانب بضعف تمثيل بلادي في الحلقات البحثية والمنتديات الدولية نتيجة عدم اختيار الممثلين على أساس الكفاءة مما ينعكس سلبا على سمعة البلد ويعكس صورة خاطئة عنه وأقصد هنا التمثيل بنوعيه الرسمي وغير الرسمي

س: رأيك في فكرة "تدوينات ريم" و"دردشات ريم" بشكل خاص؟ وإن كانت هنالك من نصيحة؟

ج: أجدها فكرة جديدة وجيدة عموما ومع ذلك ككل الأفكار والمشاريع لكي تنجح وتستمر تحتاج للمتابعة والتطوير باستمرار والاستجابة لمتطلبات المرحلة التي تعيشها ونصيحتي للقائمين عليها أن يواصلوا العمل بالشكل الذي يحققون فيه دائما إضافة جديدة تخدم الأهداف التي قامت على أساسها الفكرة ونمت.
س: أستاذتي وصديقتي الغالية وضيفتي الخلوقة الطيبة فاطمة منت محمدلمين ولد انجيان أشكرك شكرا مستحقا على الوقت والجهد الذي خصصت لنا.

ج: لا شكر على واجب أخي الفاضل وبدوري أشكرك صديقي العزيز على صبرك معي واهتمامك كما لا يسعني إلا أن أتقدم إليك ومن خلالك إلى جميع القائمين على "تدوينات ريم" ودردشاتها بكل الشكر والامتنان على إتاحة هذه الفرصة الطيبة وأتمنى أن لا أكون ضيفة ثقيلة عليك وعلى قرائكم المحترمين وفي الأخير تقبلوا مني كل الاحترام والتقدير وكل تمنياتي لقرائكم بقراءة مفيدة

أجرى الدردشة: المصطفى ولد محمدن

ليست هناك تعليقات :