لم يعد من المغيبات ما تشهده موريتانيا ذلك البلد المسلم الهادئ من موجات إلحاد وانحراف ديني، وعلى افتراض أن هنا من يخطط لهذا في الظلام ، لا شك هنا أيضا من يدعو له ويشجع عليه ، في بلد وإن كان بالفعل معقلا من معاقل الإسلام ، إلا أن قادة الفكر فيه لم
يظهروا بذلك المستوى المطلوب ، مشهرين بخطورة هذا المنحنى ومحذرين من بشاعته وهول نتائجه.
بلد كموريتانيا بما فيها من قلة فرص العمل ، وضعف المستويات الدراسية قبلها ، قد يكلٍف الشباب بما معه من طموح ومحاولات مستمرة لإثبات الذات وابراز النفس،
اللجوء بالفعل إلى ما يظنه سبيلا لدخول دول غربية ، قد يضمن لهم عيشا كريما ، دون النظر إلى الثمن المدفوع .
فصار الواحد منهم ، -وقد تكررت أكثر من مرة- ينشر تدوينات إلحادية صِرفة، هدفه منها شن حملة عليه بموجبها يخبر سفارة الولايات المتحدة في نواكشوط أنه مُعرض للقتل بمجرد تعبيره عن رأيه ، فتمنحه حق اللجوء للولايات المتحدة.
وهنا يتحقق الهدف المنشود ، وقد يبقى الواحد منهم بعد أن يضمن السكن في الغرب محافظا على بعض تلك المصطلحات وقد يتخلى عنها كليا .
ومن هنا تبدأ الخطورة ، فتكرار هكذا أفعال بدون أدنى شك خارج عن حرية التعبير، فالإساءة للدين الاسلامى ، والتشهير بمعالمه ومقدساته، وتشويه صورته امام الرأي العام ، خاصة إن كان في بلد شعبه مسلم بالكامل لا يمكن اعتبارها حرية رأي ولا حرية معتقد.
وسبل معالجة هذه الظاهرة التي بدت منتشرة ، ومن الضروري
-بالفعل- البحث عن وجود حل لها ،وطريق للقضاء عليها ،قبل أن تصبح أمرا طبيعيا –برأيي- هي دراسة نفسيات أغلب الشباب ،ومحاولة معرفة وأد الدوافع التى قادتهم لهذا الأمر، وليس بالطبع فطري ولا حتى ناجم عن تربية ،بناءا على الصورة العامة لمجتمع محافظ (ومنغلق) بالرغم من محاولات الزج به في ويلات الانحراف.
فلا شك هناك ما دفع بهؤلاء لهذا الأمر ،وبعد تشريح الظاهرة سيكون من السهل الحصول على علاج لها ، وحينها نخْلُق مضادا فكريا واجتماعيا ونفسيا يحول دون الكثير من الشباب ومحاولة اللجوء إلى هكذا أشياء للحصول على تأشيرة لدخول الغرب.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق