الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

أدي آدب تضاريس مأساة تلبية لطلباتها المتكررة فاجـعٌ .. فـاجعٌ .. ورُزْءٌ ..


تضاريس مأساة
تلبية لطلباتها المتكررة
فاجـعٌ .. فـاجعٌ .. ورُزْءٌ .. مَهُـولُ وأسًى .. مُطبقٌ ..عَريضٌ .. طـويلُ
صَدْمَةٌ .. رَجَّت الوُجـودَ ..فلمْ يَبْقَ - لَـدَى مَنْ لـهمْ عُقـــــولٌ - عُقـولُ
كلُّ عيْنٍ تَزُوغُ فِي الأفْقِ ..حَـيْرَى فـتَرَى الـرُّوحُ - في الدُّموع - تَسيلُ
كلُّ قَـلبٍ .. يَـمُور- بالفجْـع- مورا فتَـرَى ذَبْــذَبَـــــاتِ حُزْنٍ .. تجـــولُ
في وُجُـوهٍ .. تُـذِيـبُـها حَسَــــراتٍ وانْصِهـــارٌ .. تـَوَتُّرٌ .. وذهـــــــــولُ

با لدُّعــا غَصَّت الحَنــاجِـرُ ..حَتَّى ذابَ فيها الـدُّعا .. ومـــاتَ العَــويلُ
والثـَّوانِي الثـكْلَى.. تَمُـرُّ.. سِنينًا آدَهَا اليـَأسُ .. والرجا المُسْتحــيلُ
فـوْقَ كُـلِّ الشِّفـاهِ.. ظـلَّ سُـؤالٌ خــائـِفٌ .. مِنْ جَوابـه .. لا يَقـــيلُ:
أيْنَ أمِّـي.. أبِي..أخي..أيْنَ إبْنِي؟ فُجِـعَ الكُـلُّ .. سائـلٌ .. ومَسُــولُ
لا تَسَلْ ..فالرُّكابُ ماتـُوا .. جَميعًا عِـنْدَمَا حَـانَ - في المَطـار– النُّـزولُ
شَبَّ فيها الحَريقُ .. والكُلُّ يَرْنُـو لا مَطافِي .. إلا الدُّمـوعُ .. السُّيولُ
هَـلَكُوا .. والأحْضانُ تهْفــو إليهمْ أيْنَ - لا أيْـن – للنجــاةِ سبـــــــيلُ؟
كمْ جَـمَالٍ .. وكمْ شبابٍ .. وأحْلا مٍ.. ومَـجْدٍ.. أحْرَقْتَ.. يــــاعزْرَئيـلُ!
لـيسَ بيْن الحيـــاة والـموتِ .. إلا حاجِز - عِنْـدَما يـُـزاحُ – ضئــــــــيلُ
إنَّ حَدْسَ الإنْسانِ في ظُلْمَةِ الغــيْب.. جَهُــولٌ.. ومُعْتِـمٌ.. وكَـلـــــيلُ
ليْتَ شِعْرِي من كان يحسب هذي رحْـلة العُمْـر.. ما وراهــا قـفــولُ؟!
رَحَلـوا.. يَسْتَحِثُّهـمْ ألْـفُ شَـــوْقٍ فانْتَفَى الوَصْلُ..حيْثُ حانَ الوُصولُ
حَلَّقـوا .. نحْوَ أهْلهمْ .. ألْفَ مِيـلٍ وصَلوا .. فابْتَــدَا المَدَى يَسْتَطيلُ
يا لَها .. يا لَهـا..تضـاريسَ مأساةٍ بقلـبي .. مَحْفـــــورِة .. لا تُـزولُ
أنا مَهْمَا نَسِيتُ ..عُمْرِي.. سَأبْقَى مِلْءَ عَيْنِي.. تلكَ الوُجوهُ.. مُثـولُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. مـا لَذَّ تَـــــمْرٌ بَعْدَكُـمْ ..لا ..ولا اسْتظلَّ النخــــيلُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. ليْسَتْ تَكــانَتْ وحْـدَهــا مَـنْ بُكــــاؤُهـا سَيَــطـولُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. مَنْ ظَـلَّ حَــيًّا يَـوْمَ مِتّـمْ .. فـــــذاكَ صَـبْرٌ جَمـيلُ
كلُّ مَنْ مَاتَ ..جُرْحُـهُ في فُؤادي لـجِـــــراحـاتِ فَـقْـدِ ( نَجْدِ) مثـــيـلُ
كلُّ مَنْ لمْ يُـبــالِ بالفجْـعِ هــــــذا فهْـوَ مَـصَّاصٌ .. للـدِّمـاءِ .. أكــولُ
كـيْف لمْ تُحْـــرِزُوا دَقِيقـةَ صَمْتٍ؟ إنَّ عـــــامـًا .. مِنَ الـحِدَادِ .. قـليلُ!
كـيْف نَبْكِي .. أفْـلاذنا .. تَتـلـظَّـى وإذاعـــــاتُـنـا : غِــــنـاءٌ .. طُــــبولُ!
شـاهَ رَأيُ المَسْئـولِ عَنْ فِعْلِ هـذا أوَ حَقًّا هـــذا المَسُــولُ مسـولُ؟!
رحَمَـاتِ الإلـهِ .. شُـدِّي قُـلــــوبـا أوْشَكَـتْ.. عَنْ مَنـاطها .. تستقـيلُ
وامْطِـري ذلكَ الضَّريـحَ الجماعـي إنَّ خَيْـرَ الكِــــرام .. فيـه حلــــــولُ
وافـتحِـي .. يا جَـنَّاتِ عَدْنٍ مَطارًا يَـنْـتَهِـي فِيـهِ .. بالضحــايا .. الرحيلُ
هَيِّئِي كُـلَّ مُسْتَطـابٍ .. لرَكْــبٍ دُونك اليَـوْمَ .. لمْ يَـرُقْـهُ المــــــقيـلُ
يا إلهِـي .. إنِّي تَفَجَّــرْتُ .. شعـرا فاعْفُ.. يـا رَبُّ .. لا أعِـي ما أقـولُ
اعْـفُ .. يا رَبَّـنَـا .. فمَهْمَـا فُجْعْنَـا مــا لَــدَيْنـا إلا الــرِّضـا .. والقَـبـــولُ
ولنـا ..في الرَّسـول .. خيْـرُعَـزاءٍ حَسْبُنا في العَـزاءِ : مــــات الرسولُ
03/07/1994
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قيلت القصيدة إثر تحطم طائرة ركاب موريتانية بمن فيها في مطار ولاية تكانت

ليست هناك تعليقات :