خسرنا فنانة جميلة ، وأغنية وطنية!!
نحن أمة بلا ذاكرة جمالية ، جحودون لكل ما ينمي الذوق وينعش الروح ، وإلا فما سر نسياننا للفنانة الجميلة في كل شيء، خَلقا وخُلقا، فنا والتزاما، سماحة وصدقا، المرحومة بإذن الله تعالى، منينة بنت الميداح ، أدخلها الله فسيح جناته.
.. عرفت المرحومة شخصيا عن قرب، حين واكبت معنا نشاطات "منتدى القصيد الموريتاني" الأولى، إبان تأسيسه ، سنة 2008م.
كانت خلوقة، عذبة الصوت، لا تفوت نشاطا ثقافيا، وقبل أشهر قليلة ، من رحيلها عن عالمنا، التقيتها في دار الشباب القديمة، طلبت مني مشكورة ، كتابة أغنية وطنية، ستُأديها في غضون أشهر، فالتزمت لها بذلك مسرورا، لكن يد الموت حالت دون هذه الأغنية، التي لن تكتب أبدا، فمن أين لنا ب"منينة" أخرى!؟
اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها يا أرحم الراحمين .
كانت المرحومة أول فنانة كبيرة، تغني لحملة الزعيم مسعود ولد بلخير، وثورته ضد العبودية والتهميش ، في زمن عز فيه نصير المظلومين. كان خطابه حينها راديكاليا ، لا يساوم ولا يفاوض ولا يتراجع، تحاصره القوى التقليدية ، ومن ورائها الفنانون والإعلام وبعض المعارضة، وكنا نعض عليه بالنواجذ كطليعة تقدمية ، تواقة للمساواة والحرية ، حتى أن التنكيت والتلفيق كان يلاحق خطابه وأنصاره في كل معترك وناد.
تحدت منينة كل ذلك وغنت لمسعود، لتقول بصوت عذب قوي، كله وطنية وإخلاص، إن مسعود ليس إلا مرشحا كباقي المرشحين، له حقه في والطموح إلى الرئاسة، وأن هذا الإعراض عنه لا يخلوا من عنصرية جماعية مقيتة.
فهل تجرؤ فنانة اليوم ، على التغني بمطالب الحركة الإنعتاقية "إيرا" ، ممثلة في ترشح زعيمها بيرام ولد الداه اعبيدي!!؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق