صورة من العبودية في موريتانيا !
سأحكي لكم هنا قصة محزنة ومفرحة في آن لرجل من هذا الزمان ،،،
إنه الداه ولد ميصاره ولد هذا الرجل في أقصى الشرق الموريتاني من أسرة تعمل في الفلاحة وكان أب هذه الإسرة تربطه علاقة قوية بأسره أهل سيدي ولد محمد التي يقال أن أبوه كان "مملوكا " لها ولكن ميصاره هذا كان قمة في رجاحة العقل والطموح ومما شاهد في سيدي من أخلاق فاق بها على أقرانه قرر أن يرسل معه أبنه للسكن في المدينة مع العلم أن والدة سيدي قد أرضعت صبمار ما يعني أن الداه محرم لأهل سيدي كلهم !
المهم سكن الداه مع أهل سيدي وكانت زينب زوجة سيدي تعامله معاملة أبنائها وتحن عليه وكان هو كذلك يعاملها كأمه حتى أنه كان مع أبن سيدي إذا نقصتهم نقود الحلوى يأتون في الصباح الباكر إلى زينب ويقولون أنهم يشعرون بالبرد ويطلبون أن يلبسوا طرف ملحفتها حتى إذا ألبستهم سرقوا نقودها من طرف الملحفة فيشترون بها الحلوى !
في دليل واضح على أندماج الداه مع عائلة أهل سيدي ،،، بدأ الداه يكبر بسرعة وبدأ يلعب مع أطفال الحي حتى أتى يوم وغلب فريق الداه لكرة القدم خصمه وحصلت مناوشات قال فيها أحد الأطفال للداه " مر يلحريطاني يل مانك شي " كانت ردة فعل الداه غريبه لأنه لم يسبه ويرد له الشتيمة وإنما ذهب إلى زينت وقال لها أمي إنهم يخاطبونني بالعبد وأنت تخاطبينني بولدي ماهذا يا أمي ؟ قالت له وماذا تحس أنت ؟ هل أرغمتك يوما على شيء هل قلت لك يوما أنك عبد ؟! هل فرقت يوما بينك وإخوتك الذين يقولون لهم البيظان؟ ،،، كانت إجابة الداه في كل سؤال لا طبعا ،، قالت له : إذن دعك منهم أدرس جيدا وإلعب ، ولا يهمك كلام الآخرين ،،، أقتنع الداه بكلامها كان الداه يذهب في العطلة الصيفية إلى أسرته الحقيقة في الريف كان الجو عندهم مختلفا عن جوه لا ماء صحي ولا كهرباء ولا شيء ،، لا كتب ولا قصص تروى ،،، فضل الداه أن لا يذهب إلى أهله مجددا وبقي عند أهل سيدي حتى قررت العائلة السفر إلى العاصمة أنواكشوط وكان هو يومها مراهقا في السنة الثانية من الإعدادية وتغير برنامج الداه فوالده لايحب ذهابه إلى نواكشوط فقرر البقاء وبدأ الداه يشعر بالحنان لأهله " البيظان " فسأذن والده صبناره في الذهاب للعاصمة وأقنعه بجدوائية ذهابه إلى هناك فسمح له أبوه فسافر الداه سفر المراهق المفعم بالحيوية فما إن وصل إلى نواكشوط حتى كانت السنة الدراسية في وسطها فتغيرت حياته من طالب مجتهد إلى طفل مددل بدأ يسرق سيارة سيدي ليلا ويذهب بها يتسكع في شوارع العاصمة متيقن هو أن سيدي سيعاتبه قليلا لكن عتابه لن يفسد للود قضية ،،، لم يدرس سيدي كما كان أبوه يحلم بل سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسكن هناك سنين من عمره عاد الداه إلى أرض الوطن وقد رجح عقله وعرف وضعه الإجتماعي وأنه أبن طبقة الأرقاء السابقة كان ذكيا فهذا الوضع لا يعني تنكره لجميل تلك العائلة التي ربته وصنعت منه رجلا فقرر محاربة العبودية بمحاربة الفقر لأن الفقر في نظره هو عبودية العصر دخل الداه ميدان التجارة ونحج فيه أيما نجاح ماشاء الله ،،أحدثه أحيانا أقوله لماذا لا تشتري سيارة v8 وتترك هذه السيارة الصغيرة يقول لي إن من خالته تبيع الكسكس ليلا في جناب الطرق مفترشة التراب حري به ألا يركب سيارة صغيرة أحرى سيارة v8 آخر صيحة ،،، !
أوقات يتصل بي ولا أعرف رقمه فأقول من معي ؟ يقول معك الحرطاني ! فأعرفه لأنه لم يعد هناك في نفسه مركب نقص من العبودية فهو رجل كون نفسه وأصبح رجل أعمال يحسب له حسابه عند أهله هناك في الريف وعند أهل سيدي الذين مازال يعاملهم على أنهم أهله الحقيقين ،،، ويكرمهم إيما إكرام ،،،
حقا أردت أن أحكي لكم حكايته لأنها قصة نجاح من وطننا تستحق النشر بدل تلك القصص التي تحكي " إيرا " وغيرها من بائعي لحوم البشر والمتاجرين بها فما الفرق بين تلك المنظمات وأسواق النخاسة القديمة كل يبيع ويشتري ؟!،،،
سأحكي لكم هنا قصة محزنة ومفرحة في آن لرجل من هذا الزمان ،،،
إنه الداه ولد ميصاره ولد هذا الرجل في أقصى الشرق الموريتاني من أسرة تعمل في الفلاحة وكان أب هذه الإسرة تربطه علاقة قوية بأسره أهل سيدي ولد محمد التي يقال أن أبوه كان "مملوكا " لها ولكن ميصاره هذا كان قمة في رجاحة العقل والطموح ومما شاهد في سيدي من أخلاق فاق بها على أقرانه قرر أن يرسل معه أبنه للسكن في المدينة مع العلم أن والدة سيدي قد أرضعت صبمار ما يعني أن الداه محرم لأهل سيدي كلهم !
المهم سكن الداه مع أهل سيدي وكانت زينب زوجة سيدي تعامله معاملة أبنائها وتحن عليه وكان هو كذلك يعاملها كأمه حتى أنه كان مع أبن سيدي إذا نقصتهم نقود الحلوى يأتون في الصباح الباكر إلى زينب ويقولون أنهم يشعرون بالبرد ويطلبون أن يلبسوا طرف ملحفتها حتى إذا ألبستهم سرقوا نقودها من طرف الملحفة فيشترون بها الحلوى !
في دليل واضح على أندماج الداه مع عائلة أهل سيدي ،،، بدأ الداه يكبر بسرعة وبدأ يلعب مع أطفال الحي حتى أتى يوم وغلب فريق الداه لكرة القدم خصمه وحصلت مناوشات قال فيها أحد الأطفال للداه " مر يلحريطاني يل مانك شي " كانت ردة فعل الداه غريبه لأنه لم يسبه ويرد له الشتيمة وإنما ذهب إلى زينت وقال لها أمي إنهم يخاطبونني بالعبد وأنت تخاطبينني بولدي ماهذا يا أمي ؟ قالت له وماذا تحس أنت ؟ هل أرغمتك يوما على شيء هل قلت لك يوما أنك عبد ؟! هل فرقت يوما بينك وإخوتك الذين يقولون لهم البيظان؟ ،،، كانت إجابة الداه في كل سؤال لا طبعا ،، قالت له : إذن دعك منهم أدرس جيدا وإلعب ، ولا يهمك كلام الآخرين ،،، أقتنع الداه بكلامها كان الداه يذهب في العطلة الصيفية إلى أسرته الحقيقة في الريف كان الجو عندهم مختلفا عن جوه لا ماء صحي ولا كهرباء ولا شيء ،، لا كتب ولا قصص تروى ،،، فضل الداه أن لا يذهب إلى أهله مجددا وبقي عند أهل سيدي حتى قررت العائلة السفر إلى العاصمة أنواكشوط وكان هو يومها مراهقا في السنة الثانية من الإعدادية وتغير برنامج الداه فوالده لايحب ذهابه إلى نواكشوط فقرر البقاء وبدأ الداه يشعر بالحنان لأهله " البيظان " فسأذن والده صبناره في الذهاب للعاصمة وأقنعه بجدوائية ذهابه إلى هناك فسمح له أبوه فسافر الداه سفر المراهق المفعم بالحيوية فما إن وصل إلى نواكشوط حتى كانت السنة الدراسية في وسطها فتغيرت حياته من طالب مجتهد إلى طفل مددل بدأ يسرق سيارة سيدي ليلا ويذهب بها يتسكع في شوارع العاصمة متيقن هو أن سيدي سيعاتبه قليلا لكن عتابه لن يفسد للود قضية ،،، لم يدرس سيدي كما كان أبوه يحلم بل سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسكن هناك سنين من عمره عاد الداه إلى أرض الوطن وقد رجح عقله وعرف وضعه الإجتماعي وأنه أبن طبقة الأرقاء السابقة كان ذكيا فهذا الوضع لا يعني تنكره لجميل تلك العائلة التي ربته وصنعت منه رجلا فقرر محاربة العبودية بمحاربة الفقر لأن الفقر في نظره هو عبودية العصر دخل الداه ميدان التجارة ونحج فيه أيما نجاح ماشاء الله ،،أحدثه أحيانا أقوله لماذا لا تشتري سيارة v8 وتترك هذه السيارة الصغيرة يقول لي إن من خالته تبيع الكسكس ليلا في جناب الطرق مفترشة التراب حري به ألا يركب سيارة صغيرة أحرى سيارة v8 آخر صيحة ،،، !
أوقات يتصل بي ولا أعرف رقمه فأقول من معي ؟ يقول معك الحرطاني ! فأعرفه لأنه لم يعد هناك في نفسه مركب نقص من العبودية فهو رجل كون نفسه وأصبح رجل أعمال يحسب له حسابه عند أهله هناك في الريف وعند أهل سيدي الذين مازال يعاملهم على أنهم أهله الحقيقين ،،، ويكرمهم إيما إكرام ،،،
حقا أردت أن أحكي لكم حكايته لأنها قصة نجاح من وطننا تستحق النشر بدل تلك القصص التي تحكي " إيرا " وغيرها من بائعي لحوم البشر والمتاجرين بها فما الفرق بين تلك المنظمات وأسواق النخاسة القديمة كل يبيع ويشتري ؟!،،،
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق