الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

الصنكه - ذات التساقط


حين رأى الفرنسيون أن مركز " اخروفه " لم يعد آمنا من هجمات المقاومة كانت المذرذره البديل فأقاموا فى " ذات التساقط " سنة 1907 مركزا عسكريا وإداريا ، تقوم المذرذره بين النجد و الغور " العلب والگود" و عرفت قديما باسم الصنگه ويقال إن أصل التسمية الصنگه فرنسي " Cent gas " أي مائة. شخص ، أسس بها الفرنسيون "مدرسة فولانفان للبنين" " Ecole de Garçons M. Follenfant "، التى درس بها أغلب أعيان البلد أبرزهم النائبان أحمدو ولد حرمة وسيد المختار ولد يحيى انجاي .. وشيدوا بها السجن المعروف بـ " كَصُـو " الذى سجن به الكثير من الأعيان أبرزهم امحمد ولد أحمد يوره وكان امحمد ولد هدار يتفيأ ظله صباحا حيث تعلم عليه الشيخ ولد مكي " لغن " ، وإلى مدينة المذرذرة نفت السلطات الاستعمارية الفرنسية الشيخ حماه الله سنة 1926 فقضى بها أربع سنوات وقد نقلوه منها سنة 1930 ، تنقسم مقاطعة المذرذرة في الوقت الراهن إلى خمس بلديات هي: المذرذرة نفسها وبلدية التا گلالت وبلدية ابير التورس وبلدية الخط وبلدية تكنت ، تأسست بها إمارة الترارزة أواسط القرن السابع عشر الميلادي على يد الأميرأحمد بن دمان وعرفت أمراء أفذاذ مثل هدي واعل شنظوره و محمد لحبيب ، وأحمد سالم بن اعلي " بياد " وأحمد ولد الديد ، ظهرت بالمذرذة بها محاظر مهمة كان لها إشعاعها وعرفت قامات علمية سامقة كان لها تأثيرها مثل أحمد بن العاقل وأشفغ لمين ومحنض بابه بن اعبيد ومحمد اليدالي و المختار بن ألما وأحمد البدوي والمختار بن ابلول والشيخ سعد بوه القلقمي .. كما أنجبت أسرا فنية عريقة كأهل مانو وأهل الميداح " أعمر ولد مانو" وأهل انگذي و أهل الببان وأهل اشويخ .. وتعتبر المذرذره هي عاصمة لصقع إيگيدي
و" إِگِـئْـذِ " بالصنهاجية تعني الآبار الطوال بعيدة الماء لينة التراب سريعة الإنهدام وإيگيدي استوطنته مجموعة " تشمشه " منذ قديم الزمان فكان الحاضن لكيانها والمنظم لمنظومة قيمهما المعروفة باتگيدي ،ويتماهي اتكيدي مع الديمين الذى تؤسس له مأثورات منها أن : " استدمين ثلثين منُّ السَّبْلَ و الثلث لَوْخَرْ الاَّ السّبلَ ، ولِمْرُوَّ تَعْكَبْ الصبر , والكذب احرام والحگ ماينگالْ ,و إلِّ گالْ إل فاخلاگ ما يگ فأخلاگُ شِ " ، مالاهي يخْسرْ شِ ويلا اخسرْشِ ما اخْسرْ شِ".
يقال لطبع أهل إيگيدي طبع مُضَّغ القتاد ويقول بداه ولد البصيري رحمه الله لأمر يحتاج التؤدة : " هاذ لابدَالُ من حد گط اسَّـدَّرْ ف " ايروار " يقصد القتاد ، و قد تميزت هذه المنطقة باعتدال المناخ و انتظام المواسم فهي متاخمة للمنطقة الساحلية المنفتحة على المحيط الأطلسي غربا و يحدها من الجنوب نهر السنغال و تطل عليها مشارف الصحراء شمالا فهي متصلة بالمنافذ التي تمر بها المعاملات التجارية و تتوفر فيها تنمية المواشي بأنواعها لما فيها من الماء العذب و الكلأ الطيب و المناخ الصحي و تزخر بغابات القتاد ذات الصمغ العربي و هي أيضا متاخمة للمناطق الزراعية الممتدة على ضفاف نهر السنغال و تستفيد من الممالح المتوفرة بكثرة على المحيط الأطلسي ، ويوصف إيگيدي بأنه على شكل سمكة تمتد من المذرذره و بوسدرة جنوبا إلى إلى تندكسم و تندْ أعمر " احسي السعادة " شمالا ومن تنيخلف شرقا حيث استكف بالغاب العرا إلى بو نبيبيقه غربا إلى تنچغماماچك وآمنيگير في الشمال الشرقي إلى تمغرت في الشمال الغربي ، هو على قسمين في قسمه الشمالي ينبت شجر السيال الطلح و في قسمه الجنوبي ينبت شجر القتاد أيروار و أما من ناحية التضاريس فهو سهل منخفض المستوى تتخلله كثبان ثابتة تفصلها كهوف و وهاد متفاوتة في العمق و الاتساع ,
سيد ولد محفوظ رجل من قبيلة " الگرع " نشأ فى منطقة الساحل وكان من رجال قليلين هم نواة الدرك الوطني الأولى ، قدم إلى إيگيدي واستوطن فى قرية انيفرار " أحسي ميلود " حيث أحياء بني أعمر إديقب من " إدابهم " تزوج سيد ولد محفوظ إمرأة من أولاد أحمد من دمان رزق منها بوم 10 سبتمبر 1960 بطفل وديع سماه لفرط حبه " حبيب " شب وترعرع فى قلب إيگيدي " انيفرار " كان ثلاثي الأبعاد بعد ساحلي الصراحة والتحمل " الگرع " وبعد مغفري قوامه الحيوية والعفوية " أولاد أحمد من دمان " وبعد إيگيدي عمق الغور والرفق وحسن الخلق " إدابهم " ، تزوجت جدته بالشيخ عبد الفتاح ولد الشيخ أحمد للفالي الأبهمي وكان رجلا وجيها فى قومه مهابا واسع التأثير والإفادة في مجتمعه ينصح ويوجه ويسهم في معالجة القضايا وكان ضليعا فى علوم الشرع وكان يعمل فى التعليم النظامي مدرسا فرباه على يده كولده حيث لم يرزق الشيخ عبد الفتاح بالولد ، كان حبيب يتماهى سلوكا وسمتا مع الشيخ عبد الفتاح تماهيا يحسه الوجدان و لاتخطئه العين وقد تلقب بلقبه فكان يلقب بلقب عبد الفتاح " بدَّاح " ، ظهرت على الطفل حبيب مخايل الذكاء وعلامات النجابة و النبوغ ، درس فى مدرسة انيفرار تحت خيمة ، كان معلمه الأول هو الأديب محمد ولد باگا وكان كتابه الأول هو كتاب لاروس " Larousse " الذى جلبه له والده سيد ولد محفوظ ، كان يدرس معه أطفال من أهل " الدوشلية " وكان الطفل حبيب يراهم يذهبون إلى " الدوشلية " التى تبعد عنهم حوالي أربعة كيلومترا ، فيتمنى استغفال " الجد بداح " والذهاب معهم ليرياد ذلك الأفق البعيد فلكم أغرته تلك المغامرة ، مما سيجعله لاحقا يتنقل بين المذرذرة وبوتلميت.
فى نهاية الستينات انتقل حبيب إلى المذرذره لإكمال دراسته ، نجح فى " le concours "مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية فى شهر يونيو 1972 ، وانتقل إلى انواكشوط و درس فى إعدادية البنين بالعاصمة فكان ظاهرة فريدة لازال رفاقه يذكرون ذلك الطفل الظاهرة والذى كان يأخذ العلامة الأولى فى الأدب والأخيرة فى الرياضيات ، ذلك الفتى الذى كان يكتب عشرات السطور دون أي خطإ إملائي واحد ويقرأ قصائد عدة دون أن يلحن ، كتب ذلك الفتى مقالات كان منها مقال أكثرمن رائع نشر فى ملحق يومية الشعب بعنوان رسالة مفتوحة إلى جمل " LETTRE OUVERTE A UN CHAMEAU" ، وكان الأساتذة يلقبونه " فيكتور هيكو " فى السنة الثالثة إعدادية كتب قصيدة حازت على إعجاب الأساتذة وأدرجها المعهد التربوي الوطني ضمن المناهج الأدبية المدرسية ، أنشأ مع زملائه أحمد ولد علي ، ألمين ولد محمد باب ، محمد فال ولد عمير جريدة حملت إسم " Al Anba " والتى وإن كانت جريدة مدرسية إلا أنها حققت انتشارا واسعا فى الأوساط الثقافية
فى يونيو 1976 حصل حبيب " بَدَّاح " على شهادة ختم الدروس الإعدادية " brevet " بإمتياز ، ودخل الثانوية الوطنية ليحصل بعد ثلاث سنوات على شهادة الباكالوريا فى الآداب العصرية الشعبة المزدوجة بتفوق وحصل على منحة دراسية لدراسة السينما فى " آلما – آتا " بكازاخستان رفض " بَدَّاح " تلك المنحة ودخل المدرسة العليا لتكوين الأساتذة " ENS " وتخرج منها بعد سنتين بدبلوم الكفاءة وعين أستاذا فى مدينة لعيون كانت سنوات العيون 

ليست هناك تعليقات :