السبت، 8 يونيو 2013

حسن احريمو‏ _ تــركـة مـعـاويــة البـاقـيـة


تــركـة مـعـاويــة البـاقـيـة

حين وقع انقلاب 2005 كان انقلاب قصر داخلياً نموذجياً في انقلابيته الرديئة، حيث حافظ على البنية التحتية لفساد النظام السابق بحذافيرها، ولفَّ ودار للحيلولة دون مطلب تصفية تركة معاوية الباقية، فلم تصدر قوانين عزل سياسي، ولم تشكل لجان إنصاف ومصالحة تنصف المظلومين، وتفتح ملفات الجلادين، والقتلة، وسراق المال العام، والفاسدين، والمفسدين، والمفسدات، ومرتكبي الجرائم بحق الإنسانية، بل تعُومل مع الجميع بمنطق إعادة تحميل الذاكرة من الصفر، فطلع علينا مجرمون عذبوا الموريتانيين بفاشية وسادية وقوائم عارهم وشنارهم الخسيس موجودة وموثقة ومصدقة، وراحوا يتقدمون المشهد وكأنهم عابرو سبيل، أو مسافرون بلا أمتعة... متخففين من أعباء الذاكرة، لا من رأى ولا من سمع.
كما طلع علينا قرن جميع عصابات فساد معاوية، ومصفقوه بالأيدي والأرجل، وماسحو أحذيته وأحذية السيدة حرمه، ولصوص المال العام أكلة السحت المجرمون، وكوَّن بعض أرهاطهم مبادرات "مستقلة"، وسرقوا الانتخابات، وزوَّرُوها لرجل وقور قادم من خارج الطبقة السياسية، وشغل بعضهم مقاعد انتخابية في غفلة من الشرعية والديمقراطية، قبل أن ينقلبوا على رئيسهم "المنتخب" مع المنقلبين، مندفعين في كل ذلك بكثير من الخفة والطيش، وقليل من الشجاعة والمروءة والشرف.

ليست هناك تعليقات :