الأربعاء، 5 يونيو 2013

عبابيد الشمس


‏‎Abbass Braham‎‏
عبابيد الشمس
-------------------
يمكنني أن أتوقع. عندما يقوم الرئيس المصري بقصف سد النهضة في إثيوبيا فإن آلاف المسحورين الباحثين عن بطل عربي سينصبونه بطل الألفية. يمكنني تخيل رؤوسهم تعلو وتهبط على التلال. هذه أفلام شاهدتها سابقا. في العالم العربي هنالك ملايين عبابيد الشمس وممجدي القوة. اليوم عندما دخل بشار الأسد القصير فاتحاً سجدوا له، وعنت له أوجههم خاشعة، ليس لأن لهم له مصالح طائفية أو رهانات سياسية عليه، بل لأنه أظهر أنه قوي. هذا كاف بالنسبة للبعض.

يجب أن نعترف أن هنالك عدمية عربية تمجد القوة والشدة. لقد تربت في المدارس على تمجيد جوانب القوة، وليس العدل، في عنترة بن شداد والزير سالم وعمرو بن العاص وصلاح الدين ومحمد الفاتح والسلطان عبد الحميد وصدام حسين. إنها ليست جماعات انتهازية، بل هي جماعات تحن إلى عهد الحكام الأقوياء: تشتاق إلى المعتصم بالله، وتريد أن يسجد البرابرة لقوة السلطان، سيف الدولة وسوط الله.

الشيئ الذي لا يحفل هؤلاء بمعرفته هو أن بطل مجموعة هو جلاد مجموعة أخرى. إن جنكيز خان هو بطل كبير في وسط آسيا، ولكنه وحش كبير في دار الإسلام.

ليست هناك تعليقات :