طب الأعشاب ،بين الإهمال والإستغلال:
طب الأعشاب ،بين الإهمال والإستغلال:
يشمل الطب البديل أوالشعبي أوالتقليدي أوالطبيعي أو التكميلي كل الممارسات العلاجية و/أوالوقائية ،متوارثة أومبتكرة،غيرالمعروفة في مجال الطب الحديث.والتي تضم أكثر من 160 نوعاً من العلاج ،ذاطبيعة فيزيائية أوكيميائية أوروحية.
يعود أصله ـ طب الأعشاب ـ إلى آلاف السنين ،وفي عدة بلدان هي :الصين؛الهند؛اليونان؛بابل؛مصر.
وأشهرأنواع هذه العلاجات وأكثرها انتشاراً هما:العلاج بالأعشاب؛والعلاج بالغذاء،وفي هذا الإطارتحتل المملكة النباتية المساحة الأكبر من المواد المستخدمة في هذين العلاجين.
وكلما تنوعت الأقاليم المناخية منبسطة كانت أوعلى شكل منحدرات جبلية عالية الإرتفاع،كلما كانت احتمالية الحصول على أعشاب ونباتات طبية أكثروأوفر،كمادلت التجارب أن نباتات المناطق المعتدلة أكثرفعالية وأغنى في العناصرالمفيدة من نباتات المناطق الباردة.
وتستخدم جميع أجزاء النبتة في العلاج ،لكن الجزء العلاجي الذي ستستخرج منه المادة الفعالة يأخذ في فصل ووقت ومكان محدد.والخلطة العشبية تتألف من 3 مواد،كل واحدةمنها بنسبةالثلث،هي:مادة فعالة؛مادة محفزة؛مادة أمان.
وبعد التشخيص يجب التوفيق بين نوعية المرض والخلطة العشبية المناسبة له،وتحديد الجرعة العلاجية المناسبة له.
المدى العلاجي للأعشاب واسع( تأثيرات بطيئة وطويلةالمدى)،لذالك عادة لاتظهر نتائجالعلاج إلابعد 4إلى 6أسابيع،في البداية يتم تناول جرعات صغيرة ثم تزاد الكمية حسب الحاجة والسن والوزن والبنية.وأحياناً يتعدى مفعولها العلاجي ـ الخلطة العشبية ـ إلى أعضاء أخرى مجاورة للعضو المجاور عكس ماتفعل الأدوية الكيميائية.أما الجرعة الزائدة منها فهي خطيرة وقد تكون قاتلة.
قد يمكن الجمع بين نصائح الطبيب ونصائح العشاب إذاكان لهما نفس الأثر،أماعنداستعمال مواد عشبية فلاتخلط أوتقارب ـ في المدة ـ استعمال مواد لها نفس الأثر،لأن ذالك قد يعرضك لجرعة زائدة من المادة الفعالة، الأمرالذي قد يعرض حياتك للخطر.تمنع الأدوية العشبية عن المرأة الحائض والحامل .
أسباب تعاطي الأعشاب للمداواة:
ـ الخوف من مضاعفات العلاج الحديث أوفشل ذالك العلاج في علاج المريض.
ـ رغبة المريض في المشاركة ي علاج نفسه،وتوقعه أن الضررسيكون أقل ـ لأنها مواد طيعيةغير مصنعة ـ وأن الشفاء سيكون أسرع.
ـ نصائح الأهل والأصدقاء والجيران،أوسبب دعاية عبرالإعلانات(القصاصات الورقية) ووسائل الإعلام( الجرائد؛ والمجلات؛ والمواقع الإلكترونية؛ والقنوات التلفزيونية؛ والإذاعات).
ـ انخفاض ثمن العلاج وتوفره أحياناً.
معظم المواد المستخدمة في الطب الحيوي تُواجه تناقصاً كمياً وكيفياً بسبب عدة عوامل نذكر منها:
التصحروالتلوث البيئي والتغيرالمناخي.
فيستحسن أن تنشأ حقول للنباتات والأعشاب الطبية حتى لاتنقرض هذه النباتات،وبحيث يُتحكم في العوامل المناخية لرفع كمية المادة الفعالة داخل النبتة،ولايستخدم ـ هنا ـ إلا ماهو طبيعي كالسمادالعضوي والبذورالأصلية غيرالمعدلة وراثياً لأنها أقوى وأطول عمراً،ويحذراستخدام المبيدات الكيميائية والسمادالكيميائي العلف المصنع.
وصدرأخيراًفي موريتانياكتابين أحدهما بعنوان:
Plantes Médicinales de Mauritanie, Remèdes traditionnels et guérisseurs, du Sahara au fleuve Sénégal
لمؤلفيه:Michel thouzery – abdalahi ould mohamed vall
من 288صفحة،الجزءالأول من الكتاب يبحث في الطب التقليدي الموريتاني،وتورالمداواة بالنباتات في موريتانيا.بينمايدرس الجزءالثاني 88 نبتة طبية من حيث اسمها العلمي والمحلي ؛ومداهاالجغرافي؛واستعمالاتها التقليدية؛ومعطيات علمية عنها(كيميائيتها وسميتهاإن وُجدت).
يجب أن تقوم وزارة الصحة بالتعاون مع خبراء بيولوجيين وكيميائيين وأطباءتقليين معتمدين بحصرالعيادات العشبية وإجراء تقييم لها،واصدار تراخيص عمل لمن لديه القدرة على ممارسة المهنة.
وعلى العشابين أن يلتزموا بالتعليمات التالية:
ـ وضع المنتجات العشبية في عبوات محكمة حسبالمواصفات الصحية،وكتابة نوعيةالمادة ومكوناتهاوطريقة استخدامها وحجمها ورقم التصريح وتاريخ الإنتاج والإنتهاء بصورةواضحةومقروءة،معتخزينه بصورة صحيحة بعيداً عن المؤثراتالبيئيةالتي قد تغير فعالية المنتج من حرارة ورطوبةعالية وروائح كريهة،مع عدم خلطها مع أي من المنتجات الأخرى يالتخزين.
ـ وجود سجل بجميع المنتجات في العيادة العشبية ،وعدم ادخال أي منتج غيرمرخص.
ــ وجود كشف لجميع مرتادي ومستخدمي المنتجات يشمل بياناتهم الشخصية لمتابعتهم في حالة وجود مضاعفات أوتسمم.
ـ تثقيف المجتمع على عدم استخدام أي منتج إلا بعد التأكد من مطابقته للشروط الطبية،وعدم جود ضرر أومضاعفات صحية ،حادةأومزمنة،وحسب الجرعات المعتمدة.
كما لايخلوا طب الأعشاب من انتقادات واعتراضات يوجهها له خصومه من أطباء حديثين وصيادلة ،من أهم هذه الإنتقادات مايلي:
ـ أن العمل في هذا النوع منالطب أصبح بالتورث وليس بالخبرةوالممارسة الطويلة ،يجب وضع ضوابط للممارسة والممارسين ،وتفعيل الرقابة،فشرط المأمونية؛والسلامة ؛والفاعلية ضرورية للتداول والقيام بالمهنة بإتقان،وإلاقد يضرالعشاب مرتاديه أكثر مماينفعهم.
ـ سوء حفظ وتخزين ونقل وعرض المواد العشبية وعدم دقة تقطيرواستخلاص المادة الفعالة من المواد العشبية،إذأن الآلات المستخدمة في هذاالمجال ـ عادةـ غير حديثة.
ـ جهل بعضالعشابين للآثار الجانبية لبعض الأعشاب؛وامكانية تداخلها مع بعض الأطعمة والأدوية؛وامكانية حساسية المريض لها.
ـ عدم التطويرـ قلة الأبحاث وغياب دعمها ـ بسبب الإعراض الذي واجهه هذا العلم على مدى عدة قرون،وحدث تقدم علمي وتكنولوجي برزت معه الأدويةالمصنعة كمنافس لايقبل العيش المشترك.
فأصبح طب الأعشاب مهملاً من طرف الوزارات المعنية به ـ وزارات الصحة والزراعة والبيئة ـ ،كماأن العشابين أنفسهم لم يتجمعوا في تكتلات تسمح لهم بتبادل الخبرات مع الداخل والخارج ،والحصول على الدعم المادي والمعنوي من طرف المنظمات المحلية والدولية.
وبالتالي فإن العشابين محتاجين إلى تطويروتفعيل وسائل عملهم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق