السبت، 18 مايو 2013

الـدارويـنـيـة الـمـضـادة... حـيـن يـتـحـول الإنـسـان إلـى قـرد


الـدارويـنـيـة الـمـضـادة... حـيـن يـتـحـول الإنـسـان إلـى قـرد

ورد في قصاصات الأخبار أن قانون تشريع "زواج المثليين"، بدأ سريانه اليوم في عموم أراضي الجمهورية الفرنسية، بعد اجتيازه آخر مصادقة ضمن السلم التشريعي، ونشره في الجريدة الرسمية... وسيتم "الاحتفال" رسمياً بأول زواج مثلي علني في مدينة مونبلييه في يوم 29 مايو الجاري، بحضور عمدة المدينة، ومسؤولين رسميين آخرين، يرجح أن يكون من بينهم وزراء، وكذلك سيحضر جمهور عريض آخر، من أقارب العريسين أوستين (ذكر) وبرينو (ذكر)... وهنالك أجواء من التحمس الهستيري تجتاح الآن صفوف أنصار زواج المثليين، في انتظار هذا الحدث "التاريخي".
وتـُعرف فرنسا عادة، وأوروبا الغربية بصفة عامة، منذ الثورة الفرنسية، بقلة نسب التدين، مقارنة مع أميركا وأميركا اللاتينية، حيث تقفل بعض الكنائس الأوروبية بانتظام بسبب ضآلة عدد المؤمنين الذين يترددون عليها، وقد تؤجر أيضاً لشركات بهدف تحويلها إلى خمارات وملاهٍ ليلية وسوى ذلك من استخدامات رديئة. ولكن لم يكن أحد يتصور حتى سنوات قريبة أن يصل الأمر بمجتمع متعلم يعاني من خلل ديموغرافي، ويقوده آلاف من العلماء والخبراء والرجال الرشداء، إلى حد "تشريع" الشذوذ الجنسي... الذي يعبر عنه في التداول الإعلامي هنا على وجه الصفاقة والوقاحة بأنه "زواج مثليين"! وأي زواج؟ بل هو الخواء والشذوذ وفناء النوع وخراب العالم.
لقد تحدث الفيلسوف الألماني الشهير أوسوالد شبنجلر في كتابه "سقوط الغرب" عن أعراض انهيار المدنيّة الغربية، وتحدث أيضاً الفيلسوف الأميركي- الألماني هربرت ماركيوز في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" عن الهلاك الحضاري والقيمي وهواجس الدمار التي آلت إليها الحضارة الغربية الصناعية.. وتحدث كذلك روجيه غارودي عن نزع الطابع الإنساني عن الإنسان في الثقافة الغربية وعرض طرفاً من ذلك في كتابه "البنيوية فلسفة موت الإنسان". وقديماً قيل منذ أيام سقراط وأفلاطون إن تعريف الإنسان بالحد والرسم هو أنه "كائن عاقل"... ولكن ما نراه الآن يختصر جميع تلك المجلدات، ويختصر كل تلك النظريات، في حالة جنون جماعي وشذوذ ومرض نفسي وعقلي عصابي، تحولت إلى قانون ملزم على عموم أراضي "الجمهورية"... غير الأفلاطونية وغير الفاضلة... التي تتنطع مع ذلك -للمفارقة- وتسعى لنشر قيمها، والتبشير بموذجها، في القارات الخمس.
لقد قال عالم الأحياء البريطاني الشهير تشارلز دارون إن أصل الإنسان قرد... وإنه تطور بموجب قوانين النشوء والارتقاء، عبر آلاف السنين، عن "أجداده" من القردة العليا، في القارة الأفريقية -تأمّل العنصرية... ولكنّ ما لم يخطر لدارون على بال هو أن قارته الأوروبية بالذات هي من سيشهد مرحلة جديدة من النشوء والانحدار يمكن تسميتها بالداروينية المضادة، وهي ما نراه اليوم جميعاً، بالعيون المجردة... إذ يتحول الإنسان أمام ناظرينا إلى قرد، يمارس شذوذ السفاد والفناء الذاتي، ويلهث كالكلب في طواحين العرائز الشائهة، وراء "الحريات" المسخ... حتى أودت به في النهاية إلى مهالك الانجراف وراء الانحراف... المشرعن بموجب القوانين النافذة على عموم أراضي الجمهورية.

ليست هناك تعليقات :