الجمعة، 19 أبريل 2013

خرج ولم يعد




‏‎Habib Ouldahmed‎‏



احيانا يأخذ عنك البعض تصورا انطباعيا بناء على أفكارك وأسلوبك ومايسمعه عنك أويقرأه لك وفى مرات عديدة يناقض تصوره عنك ماعليه حقيقة أمرك
إليكم قصة واقعية تدعم هذه الفكرة
فى أوج فترة ولد الطايع كنت أكتب مقالات نارية تنتقد تلك الفترة ورموزها
ذات يوم وفى مقر جريدة "أشطارى" وأظنه يومها فى "عمارة ولد المامي" المعروفة فى قلب العاصمة دخل علي رجل قوي البنية صعلوكي الملامح وأنا
منهمك فى كتابة مقال على الورق فيومها لم أكن أجيد الكتابة على الكومبيوتر
قال لى : أين حبيب الله ولد أحمد؟
قلت له: إن كنت زائرا فهو أنا وإن كنت قابضا فهو فى عطلة مفتوحة
ضحك لأقل من ثانية واقترحت عليه الجلوس لتناول شاي ومشروبات وأخذ قسط من الراحة
جلس وهويقول: ليس لدي الوقت للشاي والهزل ونحوذلك قل لى أين أجد حبيب الله؟
قلت له: أنا هو من تسأل عنه
قال لى :لست مقتنعا بذلك
قلت له: إذاكنت تريدبه خيرا فهو أنا والله على ما أقول شهيد وإن كنت تريد به شرا فيمكننى مساعدتك فى العثورعليه
ازدادت ملامح الرجل صرامة وهويقول: يا أخى ليس لدي وقت لهذه الترهات فدلنى على حبيب جازاك الله خيرا
فجأة دخل أحد الزملاء ربما عبد الباقى أوسيدى محمد ولديونس أوزميل آخر المهم أن ذلك الزميل قال للرجل بعد أن تبادلا التحية وسأله عن حبيب الله هذا الجالس معك هوحبيب الله ولوكان له لحم وشحم لقلت لك هذا هوحبيب بشحمه ولحمه
ضحك الرجل مقهقها هذه المرة وجلس مصدوما وهويقول
سبحان الله حبيب الذى أحفظ مقالاته وأتابعها وأحتفظ بها هو هذا (عبارة مصادرة)
كنت أحسبه رجلا عملاقا قويا يمكن أن يرمي الكرة الأرضية كلها بيدواحدة نحوالجحيم بينما هو أمامى الآن ليس أكثر من (عبارة مصادرة)
حقا أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه حبيب الذى يغضب بمقالاته الكثير من الناس ويكتب بقوة وجمال أسلوب ولغة ليس إلا هذا (عبارة مصادرة)
خرج الرجل ودفع الباب ليصفق خلفه بعنف
خرج ولم يعد

ليست هناك تعليقات :