الثلاثاء، 23 أبريل 2013

من أخطر ما نعيشه اليوم التناقض العجيب فهناك من لا يرى لنفسه الحق في فهم كتاب الله





من العلم معرفة فضل السابقين وبذل الجهد في إضافة الجديد:
من أخطر ما نعيشه اليوم التناقض العجيب فهناك من لا يرى لنفسه الحق في فهم كتاب الله رغم ما يملك من وسائل تعينه على ذلك ولا يرى لنفسه الحق في إضافة شيء جديد لم يقل من قبل!
كما يلاحظ في زماننا هذا وجود من يسهل عليهم مخالفة من سبقهم بعلم أو بغير علم بل هناك من يريد الحرية المطلقة في فهم كتاب الله ولو بغير علم ولو نظرنا إلى تقدير العلماء السابقين لمن سبقهم لعرفنا فضلهم ومنزلتهم العلمية وهذا مثال على ذلك ذكر ابن جرير الطبري رحمه أقوال المفسرين في معنى الجهر والخفت في قول الله تعالى : (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) -الآية110من سورة الإسراء -وأن القول الأول أن المراد بالصلاة الدعاء والثاني القراءة في الصلاة ورجح الثاني بقرينة السياق وقال ما نصه:ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل، وأنا لا نستجير خلافهم فيما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال: ولا تجهر بصلاتك التي أمرناك بالمخافتة بها، وهي صلاة النهار لأنها عجماء، لا يجهر بها، ولا تخافت بصلاتك التي أمرناك بالجهر بها، وهي صلاة الليل، فإنها يجهر بها ( وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا ) بأن تجهر بالتي أمرناك بالجهر بها، وتخافت بالتي أمرناك بالمخافتة بها، لا تجهر بجميعها، ولا تخافت بكلها، فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الحجة من أهل التأويل على خلافه.
فأنت ترى واجهة قوله وتأسيسه على قواعد التفسير المعتبرة ومع ذلك لم يسطع جعله في منزلة القولين السابقين إلا أنه مع تقديره لمن سبقه أثبت رأيه بدليله بهذا الأسلوب الأدبي راقي فهل نعتبر بذلك ونحترم من سبقنا ونضيف جديدا نافعا مفيدا.
أبو أحمد